دعوة من بيروت وتأبين في الرباط.. هكذا تفاعل المغاربة مع تشييع حسن نصر الله

لم يغب المغرب عن حدث تشييع حسن نصر الله، الذي يشهده الآلاف في العاصمة اللبنانية بيروت، الأحد 23 فبراير 2025. إذ إلى جانب نعيه من قبل شخصيات مغربية سياسية وحقوقية، شاركت هيئات مناصرة لفلسطين من العاصمة الرباط في المشهد بتشييع رمزي للأمين العام لحزب الله وشهداء المقاومتين الفلسطينية واللبنانية.
في هذا الصدد، قالت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة إنها “تلقت في شخص رئيسها عبد الصمد فتحي دعوة من حزب الله لحضور مراسم تشييع الشيد القائد حسن نصر الله”، مشيرة إلى أن “الظروف حالت دون ذلك”.
وتقدمت الهيئة، في بلاغ توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة مهه، بـ”أصدق التعازي للمقاومة الإسلامية في لبنان، مع الترحم على قادتها الشهداء”، في ما وصفته بـ”المناسبة الجليلة”، معبرة في الوقت نفسه عن مواساتها للمقاومة الفلسطينية “في ارتقاء كوكبة من قادتها الميامين، الذين غيروا تاريخ الأمة نحو النصر والتمكين”.
ومن جانبها، تعتزم مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، تنظيم مهرجان تأبين للشهيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين تحت شعار: “وفاء للمقاومة.. وعهداً للشهداء القادة”، مساء الأحد 23 فبراير الجاري، على الساعة الخامسة والنصف في مقرها بالعاصمة الرباط. وذلك بمناسبة تشييع قائدي حزب الله اللبناني في بيروت.
وفي مجلسها الوطني الخامس، قرأت يفتالجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع الوقوف سورة الفاتحة صباح اليوم، في مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ترحماً على روح حسن نصر الله وشهداء المقاومتين اللبنانية والفلسطينية عند افتتاح المجلس.
ونعى عدد من المغاربة حسن نصر الله على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتبت الحقوقية لطيفة البوحسيني “جنازة رجل لا ككل الرجال، رمز للمقاومة وسند لأجمل وأعز المقاومات في منطقتنا”.
ومن جهته، كتب حسن بناجح، عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان “في يوم تشييع الشهيد السيد نصر الله الذي وفى بوعد إسناد غزة حتى استشهاده، أجدد الترحم عليه وعلى كل من ارتقوا على درب التحرير”.
أما الأكاديمي عبد الله الجباري فقال إن “السيد (حسن نصر الله) لم يكن لبنانياً ولم يكن طائفياً، ولم يكن مشروع فتنة، لذلك جنازته تتجاوز الطائفة والإقليم والوطن. وأضاف “إذا كانت المقاومة الفلسطينية قد تفننت في إرسال رسائل قاسية للكيان في الحرب، وأثناء تسليم الأسرى. فإن المقاومة اللبنانية لم تقصر في بعث رسائل أقسى للكيان”.
وتساءل “ما معنى تنشيط حركة الطيران تجاه لبنان؟ ما معنى الحج إلى لبنان من كل القارات ومن جنوب إفريقيا ومن أمريكا؟ ما معنى الزحف مشياً من مدن وقرى؟”، مشيراً إلى أن هذه المظاهر “تدل على فشل الكيان وهزيمته في تفتيت الحاضنة الشعبية، وهي أس المقاومة وأساسها”.
ومع ساعات الصباح الأولى، توجهت حشود كبيرة سيراً على الأقدام من كل المناطق اللبنانية في اتجاه مدينة كميل شمعون الرياضية، التي امتلأت بالحاضرين، في حين غصّت طرقات العاصمة اللبنانية بالوفود القادمة للتشييع.
ويُعدّ التشييع أول حدث جماهيري لحزب الله منذ اندلاع المواجهة المفتوحة بينه وبين الاحتلال الإسرائيلي، والتي انتهت بوقفٍ لإطلاق النار.
واستشهد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، يوم 27 شتنبر 2024 بفعل غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت المدنيين بجنوب بيروت، قبل اغتيال خلفه صفي الدين في الثالث من أكتوبر من العام نفسه.
وفي 27 نونبر 2024، أنهى اتفاق لوقف إطلاق النار مواجهةً عسكرية اندلعت في 8 أكتوبر 2023 حيث بدأ حزب الله قصف مواقع الاحتلال الإسرائيلي إسنادا لمعركة “طوفان الأقصى”، التي شنتها المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة، وتصاعدت لاحقاً إلى حرب واسعة على الجبهة اللبنانية يوم 23 شتنبر الماضي.
وأودى العدوان الإسرائيلي على لبنان بحياة نحو 4104 أشخاص، بينما أصيب 16 ألفاً و890 آخرين، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو 1.4 مليون شخص.