story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

دراسة: المغاربة يريدون علماء أكثر تواصلاً في قضايا الحياة اليومية

ص ص

كشفت دراسة دولية حديثة عن تفاوت في درجة ثقة المواطنين المغاربة بالعلماء، مبرزة مطالبهم بتواصل أوضح وأكثر انخراطًا من جانب الباحثين، خاصة في القضايا التي تمس حياتهم اليومية مثل الصحة والطاقة والفقر

وجاءت هذه النتائج ضمن مشروع بحثي عالمي ضخم شمل 68 دولة، منها 12 دولة إفريقية بينها المغرب، وامتد لأزيد من عام، حيث شارك في الدراسة أكثر من 72 ألف شخص، من بينهم 6,000 من القارة الإفريقية، وأشرف عليها فريق بحثي مكون من 241 باحثًا من 169 مؤسسة، بينها 12 مؤسسة إفريقية.

وحسب نتائج الدراسة، رغم الثقة العامة في كفاءة ونزاهة العلماء، أظهر المشاركون من المغرب ومصر “تحفظًا نسبيًا” تجاه مشاركة العلماء في الحياة السياسية، مقارنة بدول إفريقية أخرى مثل نيجيريا وبوتسوانا حيث أبدى المواطنون دعماً أكبر لانخراط العلماء في السياسة.

ويبرز المصدر ذاته أنَّ المواطنون المغاربة أظهروا رغبة أكبر في رؤية العلماء منخرطين في الحوار المجتمعي، لا السياسي، مع تركيز على القضايا التي تمس حياتهم اليومية مثل الصحة والطاقة والفقر.

وواحدة من أبرز مفاجآت الدراسة كانت تصدر ثلاث دول إفريقية—هي مصر ونيجيريا وكينيا—لقائمة الدول الأكثر ثقة في العلماء، مما يتحدى الصورة النمطية عن ضعف العلاقة بين العلم والمجتمع في القارة.

وبشكل عام، أظهرت الدراسة أن سكان الدول الإفريقية يفضلون توجيه جهود العلماء نحو “تحسين الصحة العامة، وتطوير حلول للطاقة، والحد من الفقر”، في حين أعطت بعض الدول نسبياً أهمية أكبر لقضايا الدفاع والتكنولوجيا العسكرية.

وبحسب نتائج الدراسة، عبّر 83% من المشاركين حول العالم عن رغبتهم في أن يكون العلماء أكثر تواصلاً مع الجمهور. ففي دول مثل غانا وكوت ديفوار وأوغندا، عبّر المواطنون صراحة عن رغبتهم في حوار مباشر مع العلماء، بينما أبدت بلدان مثل نيجيريا دعمًا لوجود العلماء في صنع القرار السياسي.

وفي المقابل، عبّر ثلث المشاركين في إثيوبيا عن تشكيكهم لتعاون العلماء مع السياسيين، ما يعكس تباينًا ثقافيًا في نظرة الشعوب لدور العالم في المجتمع.

وتعليقا على هذه النتائج يرى الباحثون أن المطلوب ليس ثقة عمياء في العلم، بل “ثقة واعية قائمة على الفهم”، مؤكدين أن تعزيز هذه الثقة يتطلب توسيع الوصول إلى المعلومات العلمية، وتدريب الجمهور على تقييم المعلومة ومصدرها، بما يُمكِّنهم من التمييز بين ما هو علمي وما هو مضلل.

وتخلص الدراسة إلى أن الثقة في العلماء تتغير تبعاً للأزمات والتطورات، ما يجعل من الضروري للمغرب والدول الإفريقية الاستثمار في بناء جسور حقيقية بين العلم والمجتمع. وتشير إلى أن المواطنين المغاربة يتطلعون إلى أبحاث علمية واضحة وقابلة للفهم، مع وصول أكبر إليها.

في هذا السياق، دعت إلى أن “يوفر صناع القرار والممولون الدعم للباحثين من خلال تمويل مشاريع التواصل العلمي، ومنح حوافز تشجع العلماء على الانخراط مع الجمهور”، بما يساهم في ترسيخ ثقافة علمية شعبية وبناء مجتمع أكثر وعياً ومعرفة.