دراسة: أزيد من 90% من الشباب بجهة الدار البيضاء–سطات يعتبرون الثقافة رافعة أساسية للتنمية
أفاد رئيس جمعية الدراسات والأبحاث من أجل التنمية، إدريس الكراوي، يوم السبت 22 نونبر 2025 ببوزنيقة، أن أزيد من 90 بالمائة من الشباب بجهة الدار البيضاء–سطات يعتبرون الثقافة رافعة أساسية للتنمية الشخصية والجهوية.
وأبرز الكراوي، في معرض تقديمه لنتائج دراسة ميدانية بمناسبة الملتقى الجهوي الثالث حول “إدماج شباب جهة الدار البيضاء–سطات عبر الثقافة”، أن “الشباب يرغبون في الانخراط الفع ال في المبادرات الثقافية، سواء كمشاركين أو مبدعين أو مروجين للأنشطة الثقافية”.
وأشار رئيس الجمعية إلى أن هذه الدراسة “مكنت من معرفة ممارسات وتصورات وتطلعات الشباب في المجال الثقافي بالجهة”، وكذا إبراز الدور المحوري للثقافة في إدماجهم الاجتماعي والتربوي والمواطناتي.
وأضاف أن “الشباب المستجوبين عبروا عن اهتمام ملحوظ بالمشاركة في الأنشطة الثقافية ورغبة واضحة في الإسهام الفعلي في الدينامية الثقافية على صعيد الجهة”.
كما عبر الشباب، يضيف الكراوي، عن تطلعات واضحة تجاه السلطات العمومية والمؤسسات المحلية والقطاع الخاص، موضحا أن الشباب يدعون أساسا إلى تطوير وتحديث البنيات التحتية الثقافية، ودعم المبادرات الفنية وريادة الأعمال ذات الطابع الإبداعي، وتعزيز التكوين في مهن الثقافة، واعتماد مقاربة مندمجة تجمع بين المستويات المحلية والجهوية والوطنية.
وتكشف الدراسة أيضا استعداد الشباب للاضطلاع بدور فعال في النهوض بالصناعات الثقافية والإبداعية، من خلال إحداث جمعيات، وتنظيم حملات التحسيس والتوعية، والمشاركة في مشاريع مبتكرة.
وفي السياق ذاته، تسلط الدراسة الضوء على مجموعة من الرافعات المحتملة، من ضمنها المدرسة والأسرة ودور الشباب، فضلا عن المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، والتي تعد، حسب ادريس الكراوي، فضاءات ملائمة لتعزيز المشاركة الثقافية للشباب وتشجيع بروز مبادرات إبداعية.
من جهتها، أكدت نائبة رئيس مجلس جهة الدار البيضاء–سطات، رقية أشمال، في كلمة بالمناسبة، أن قضايا الشباب والثقافة تشكل أولوية استراتيجية بالنسبة للجهة.
وذكرت بأن هذه المجالات تندرج ضمن الاختصاصات الموكولة للجهات بمقتضى القانون التنظيمي 113.14، كما تدخل ضمن أولويات برنامج التنمية الجهوي، بميزانية تبلغ 1,695 مليار درهم للفترة 2021-2025.
وأعربت أشمال عن أسفها لكون الشباب رغم قوتهم الديمغرافية وقدراتهم الإبداعية، فإن مساهمتهم في صنع السياسات الثقافية ما زالت ضعيفة ولا تتناسب مع حجم الطموحات والتحديات المرتبطة بمسألة “الاقتصاد البرتقالي”، وهو قطاع يجمع بين الثقافة والإبداع والتكنولوجيا، والذي بات يشكل رافعة استراتيجية للاقتصادات الحديثة.
وأضافت أن الدول التي تستثمر في بنيته التحتية (التعليم، التمويل، التشريعات)، تكون قادرة على خلق فرص الشغل وإنتاج القيمة وبناء بيئة محفزة على الابتكار.
من جهة أخرى، أكدت على ضرورة اعتبار الشباب شركاء حقيقيين في مسار التغيير، قادرين على الإسهام في تحقيق التوازن بين الثقافة والتنمية المستدامة والابتكار، داعية إلى مضاعفة الجهود لتعزيز مشاركتهم ودورهم في بناء مستقبل البلاد.
وقد تميز هذا اللقاء، المنظم من طرف مجلس جهة الدار البيضاء–سطات وجمعية الدراسات والأبحاث من أجل التنمية بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وجامعات الحسن الثاني بالدار البيضاء و الحسن الأول بسطات وشعيب الدكالي بالجديدة، بمشاركة أكاديميين وباحثين وطلبة ناقشوا خلاصات الدراسة وأهدافها.
وتركز هذه الدراسة على استجلاء تصور الشباب للثقافة، وتحديد ممارساتهم الثقافية، وطريقة تقييمهم للسياسات العمومية، ونظرتهم للبنيات التحتية الثقافية والصناعات الإبداعية، فضلا عن تطلعاتهم ومقترحاتهم لتحسين السياسات الجهوية من أجل إدماج ثقافي مستدام.