خيرات: رئيس الحكومة تحدى الجميع وصفقة تحلية المياه يجب أن تكون موضوعًا للتحقيق

قال القيادي السابق في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عبد الهادي خيرات، إن صفقة تحلية مياه البحر في الدار البيضاء التي فازت بها إحدى الشركات التابعة لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، “يجب أن تكون موضوعًا للتحقيق”، لافتا إلى أنها “تطرح تساؤلات كبيرة حول كيفية تجاوز رئيس الحكومة للقانون، وكيفية تعامله مع موضوع الدعم، وكذا استفادة الشركة الحاملة لهذا المشروع من تخفيض على الضريبة من 35 إلى 20%”.
وأوضح خيرات، أثناء حلوله ضيفًا على برنامج “ضفاف الفنجان” الذي يبث على منصات صحيفة “صوت المغرب”، أن هذا الموضوع يستحق المزيد من النقاش، “لأننا وصلنا إلى مرحلة من السخرية، بحيث أن رئيس الحكومة يتحدى الجميع ويفعل ما يشاء متجاوزًا الدستور، بخرقه الفصل 36 المتعلق بتضارب المصالح، في استخفاف غير مسبوق بالقوانين”.
وتساءل القيادي الاتحادي السابق “هل هذا كله عبث؟”، مضيفا أنه من الضروري تشكيل لجنة لتقصي الحقائق.
وذكّر المتحدث في هذا الباب بقضية “17 مليار درهم التي تحصلت عليها شركات المحروقات بطريقة غير شرعية، من بينها شركة تعود ملكيتها لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، بعد تقرير لمهمة استطلاعية برلمانية سنة 2017، ولم يتم تفسير تفاصيلها إلى حدود الساعة”.
وأشار خيرات، في سياق آخر، إلى أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي أصدر هو الآخر، خمسة تقارير ترصد ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وغيرها.
واستدرك أنه ومع ذلك “لم يُتخذ أي إجراء جاد، في استخفاف بالوضع”، مردفا أن “المندوبية السامية للتخطيط، التي تتمتع بالكفاءة والدقة في طرق البحث، أصبحت اليوم موضعًا للسخرية والتندر من الحكومة”، مضيفا في الوقت ذاته، “لكن في حقيقة الأمر الدولة تسخر من نفسها ومن مؤسساتها”.
رد على أوجار
وردا على تصريح القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار محمد أوحار، حول اتهامه لليساريين بـ”السطو” على مؤسسات الحكامة، قال خيرات “إن تصريح أوجار الأخير يبدو غريبًا ، خاصة أنه يأتي من شخص ينتمي إلى حزب التجمع الوطني للأحرار ويعرف جيدًا طبيعة الحزب الذي ينتمي إليه”.
وتساءل المتحدث عن كفاءات محمد أوجار قائلًا: “ما هي الكفاءات التي يمتلكها أوجار ليطلق هذه التصريحات؟” في مقابل الكفاءات التي يمتلكها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية “من أمثال عبد اللطيف المنوني، الذي كان من بين المساهمين في صياغة دستور 2011”.
كما تحدث خيرات أيضا عن بعض الوجوه الأخرى التي تركت بصمتها في تاريخ حزب الوردة، والتاريخ السياسي للمغرب ككل، من أمثال أحمد الحليمي، المندوب السامي للتخطيط السابق، الذي لم تسلم تقاريره حينما كان على رأس المندوبية هو الآخر من انتقادات الحكومة.
وأوضح المتحدث، في هذا الباب، أن الحليمي طلب الإعفاء من منصبه مرارًا بسبب تقدمه في السن، “لكن تم التشبث به نظرًا لمساهماته الكبيرة وخبرته الطويلة”، مؤكدا أن “الحليمي كان من بين المنظرين الأوائل لحاجة المغرب إلى تطوير الطاقة الريحية وغيرها من الحلول البديلة، لأنه كان يدرك أن المغرب ليس بلدًا بتروليًا، وكان يقدم أفكارًا استشرافية مهمة لمستقبل البلاد”.
وفي غضون ذلك، كان محمد أوجار القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، قد أثار غضب حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بعدما اتهم الاتحاديين بـ”السطو” على مؤسسات الحكامة، وذلك بعد أيام قليلة من الانتقادات التي وجهتها الحكومة للتقرير السنوي للهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، التي يقودها محمد البشير الراشدي والذي تحدث عن ضعف نتائج العمل الحكومي في مجال محاربة الفساد، فضلا عن انزعاج الحكومة كذلك من تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي الذي يقوده الاتحادي أحمد رضا الشامي، والذي كشف ارتفاع معدل البطالة في صفوف الشباب.
الوضوح
وأكد خيرات أن الوضع الحالي في المغرب يتطلب استنفارًا كبيرًا وتفجير الطاقات الكامنة، مشيرًا إلى أن ذلك لن يتحقق إلا بوجود ثقة حقيقية، وإشراك الجميع في اتخاذ القرارات، مع وضوح تام بشأن وضعية البلاد الراهنة.
وأوضح القيادي الاتحادي السابق أن المغرب يواجه تحديات عديدة، من بينها استمرار احتلال جزء من أراضيه مثل سبتة ومليلية والجزر الجعفرية في الشمال، إضافة إلى عدم ترسيم حدوده الشرقية بشكل نهائي، فضلا عن ملف قضية الصحراء المغربية.
ومن جانب آخر، تحدث خيرات عن معدلات البطالة التي وصفها ب “أزمة خطيرة”، مؤكدًا أن الأخطر من ذلك هو أن النسبة الأكبر من العاطلين عن العمل هم من فئة الشباب.
كما انتقد كذلك الوضعية “المنحطة” التي يعيشها قطاع التعليم، واصفا الأمر بـ”المهزلة”، مما يهدد مستقبل الأجيال القادمة ويضع البلاد أمام تحديات جسيمة.
لمشاهدة الحوار كاملا، يرجى الضغط على الرابط