فيلدا: “الكان” محطة استثنائية ونطمح لتشريف المغرب

أكد خورخي فيلدا رودريغيز، مدرب المنتخب الوطني النسوي الأول لكرة القدم، أن التحضيرات لنهائيات كأس أمم إفريقيا للسيدات “المغرب 2024” كانت الأطول والأكثر كثافة في مساره المهني، مشيرًا إلى أن الطاقم التقني عمل منذ الخامس من ماي 2025 على إعداد الفريق بأعلى مستوى من الجدية والإلتزام، في أفق دخول المنافسة القارية بجاهزية بدنية وذهنية تامة.
وخلال الندوة الصحافية التي عقدها صباح الثلاثاء 24 يونيو 2025، بمركب محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة، أوضح فيلدا أن اختيار اللائحة النهائية تم بعد مرحلة انتقائية دقيقة شملت استدعاء 35 لاعبة، ليتم الاستقرار في النهاية على 25 اسمًا سيمثلن المغرب في البطولة القارية، من بينهن محترفات ينشطن في بطولات مختلفة مثل إسبانيا، فرنسا، بلجيكا، سويسرا، إنجلترا، والمملكة العربية السعودية، إلى جانب لاعبات من البطولة المحلية.
وأشار فيلدا إلى أن التركيز كان منصبًا على بناء مجموعة متماسكة من الناحية التكتيكية، تمتلك قدرة واضحة على التحرك الجماعي وتنفيذ خطط اللعب بدقة، مع الحرص على تعزيز الجوانب الذهنية والبدنية للاعبات، استعدادًا لمنافسة قارية لا تخلو من التحديات، خصوصًا أمام منتخبات إفريقية باتت تتمتع بمستوى عالٍ من الجاهزية، وبنيات تقنية وتنظيمية متطورة.
وعن الخصم الأول للمنتخب الوطني، منتخب زامبيا، أكد فيلدا أن المنتخب المغربي يواجه منافسًا قويًا يضم لاعبات ينشطن في أندية أمريكية، ويمتلكن تجربة وخبرة عالية، لافتًا إلى أن مواجهات الفريقين السابقة تُظهر توازنًا في القوة، لكن البطولة المرتقبة تتطلب تركيزًا تكتيكيًا كبيرًا، خاصة أمام منتخبات إفريقية تمتاز بقوتها البدنية والانضباط الدفاعي.
وحول اللعب داخل المغرب، اعتبر فيلدا أن إجراء المباريات على أرضية الملاعب المغربية وأمام جماهير محلية يُعد امتيازًا مهمًا وعاملًا تحفيزيًا كبيرًا، مبرزا أن “الجمهور المغربي جمهور متفاعل ومنخرط في دعم منتخبه، ونحن نأمل أن نكون في مستوى تطلعاته، وأن نقدم أداء يليق بمكانة المغرب في كرة القدم النسوية”.
وفي معرض رده على أسئلة الصحافيين بشأن الجانب الذهني، شدد المدرب الإسباني على أن الطاقم التقني عمل كثيرًا على تحضير اللاعبات نفسيًا، معتبرًا أن الثقة والرغبة في الفوز حاضرتان بقوة داخل المجموعة، مشيرًا إلى أن كل لاعبة ضمن القائمة النهائية تدرك حجم التحدي، ومستعدة لبذل أقصى ما لديها من أجل الدفاع عن ألوان المنتخب.
وبخصوص تأثير نهاية الموسم على الحالة البدنية للاعبات، قال فيلدا إن الطاقم الطبي والتقني واكب اللاعبات طيلة الموسم من أجل الحفاظ على توازنهن البدني، مضيفًا أن التدريبات والمباريات التحضيرية الأخيرة كشفت عن تحسن ملحوظ في جاهزية العناصر الوطنية، سواء من الناحية البدنية أو الذهنية.
كما شدد المدرب على أهمية التعامل مع البطولة مباراة بعد أخرى، دون استباق النتائج، مع احترام كل الخصوم والاستعداد الجيد لكل مواجهة على حدة، معتبرًا أن المجموعة الأولى، التي تضم المغرب إلى جانب زامبيا، السنغال، والكونغو الديمقراطية، تُعد من بين أقوى المجموعات في البطولة، لكن المنتخب المغربي يملك نفس حظوظ التأهل مثل باقي الفرق، ويطمح إلى الذهاب بعيدًا.
وخلص فيلدا إلى أن الهدف الجماعي للمنتخب الوطني هو تمثيل المغرب بأفضل وجه، وإسعاد الجماهير بأداء مشرف، يجسد التطور المتسارع الذي تعرفه كرة القدم النسوية الوطنية، ويرسخ حضور المغرب كقوة صاعدة في الساحة القارية.