خماسية لا تُؤكد شيئا !
المباراة “التجريبية” في الثوب الرسمي التي أجراها الفريق الوطني المغربي ضد منتخب إفريقيا الوسطى أول أمس بالملعب الشرفي بوجدة، لم تختلف كثيرا عن كل المباريات السابقة التي أجريت في أݣادير، من حيث نوعية الخصوم المصنفين مع المنتخبات الصغيرة أو المغمورة، أو من حيث مواصلة عملية تجريب اللاعبين وطريقة اللعب التي يبحث من خلالها وليد الرݣراݣي على التشكيلة النموذجية مع اقتراب الكان المقبل في المغرب.
المنتخب الوطني، بغض النظر عن تواضع الخصم، أدى مباراة جيدة على المستوى الهجومي، ونجحت العناصر الوطنية في تطبيق الطريقة الجديدة التي جربها وليد الرݣراݣي، باعتماده على الكعبي ورحيمي كقلبي هجوم، وعلى تمركز جديد لإلياس بن صغير، وإفراغ الجهة اليمنى في وجه أشرف حكيمي ليمارس صعوده المستمر في الرواق.
كما كانت مباراة يوم السبت فرصة للناخب الوطني لإشراك لاعبي البطولة الوطنية يوسف بلعامري لاعب الرجاء، وجمال حركاس مدافع الوداد، اللذان قدما مردودا مقبولا، وأظهرا انسجاما واضحا مع عناصر المنتخب الوطني، وطبقا التعليمات التي وجهت إليهما، غير أن القول بأنهما أثبتا نفسيهما داخل التشكيلة الأساسية، هو سابق لأوانه بحكم أنهما كبقية اللاعبين، لم يواجها خطورة تذكر من الخصم الإفريقي المتواضع، وكانا يجدان سهولة كبيرة في القيام بدوريهما.
المباراة على العموم جاءت لتسجل بعض التحسن الطفيف في أداء الفريق الوطني، من حيث تسريع وتيرة الهجمات وخلق الكثرة العددية في مربع الخصم، بالإضافة إلى تزايد درجة الفعالية في التسجيل وترجمة اللمسات الأخيرة إلى أهداف، أما على مستوى الدفاع، فلا يمكن أن نتحدث عن أي تحسن أو تراجع في ظل الغياب شبه التام لهجمات منتخب إفريقيا الوسطى، ولم يكن لدى المحللين أي معيار لتقييم الأداء الدفاعي للفريق الوطني.
صحيح أننا واجهنا خصما متواضعا مثل كل المباريات السابقة، وانتصرنا بحصة لا تقبل الجدل، لكن الجمهور المغربي لازال لم تحصل لديه تلك القناعة التامة بقوة منتخب وليد الرݣراݣي، وقدرته على تجاوز منتخبات الصف الأول في إفريقيا، التي تتوفر على لاعبين عالميين، هامش الخطأ أمامهم يكون ضئيلا، لأن لهم من التجربة والتمرس في المستوى العالي، ما يجعلهم يستغلون أي هفوة تكتيكية جماعية أو فردية يرتكبها الفريق الوطني للإجهاز عليه.
المنتخب الوطني بسلسلة تجريباته المتواصلة منذ الكان الأخير أمام المنتخبات التي لا رصيد لها ولا تجربة في إفريقيا، ومحاولة تطبيق آليات جديدة في اللعب الهجومي، لا يمكن الجزم فيها بشيء غير إبداء الملاحظات هنا وهناك، طالما أن وليد الرݣراݣي أمام هذه المنتخبات الخائفة من إسم المغرب، يتعلم “الحجامة فريوس اليتامى” في انتظار الخصوم الذين يلعبون على الأدوار المتقدمة في القارة العجيبة، وماذا سنصنع للتغلب عليهم.
تبقى المباراة الثانية أمام منتخب إفريقيا الوسطى غدا الثلاثاء، فرصة أخرى لوليد الرݣراݣي من أجل تجريب المزيد من اللاعبين الذي جلسوا في كرسي الإحتياط يوم السبت الماضي، خصوصا الذين تم استدعاؤهم لأول مرة، بغرض أن يرى إمكانياتهم، وإلى أي حد يمكنهم إضافة شيء للفريق الوطني، على أساس أن مسلسل التجريب هذا يجب أن يتوقف من أجل الإستقرار على التشكيلة النموذجية التي سيشتغل عليها فيما تبقى من الشهور التي تفصلنا عن نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي ستجرى في ملاعبنا وفوق أرضنا.