خضر المغرب أمام فوهة بركان.. المزارعون الإسبان يتوعدون الشاحنات المغربية
ما يزال المزارعون الإسبان يشهرون غضبهم تجاه المنتوجات المغربية التي يقولون إنها “تغزو أسواقهم وتتسبب في أضرار فادحة لمنتوجاتهم” متوعدين إياها بالصد والمنع من العبور نحو بلدانهم.
فبعد توالي المقاطع التي وثقتها الكاميرات في الأيام القليلة الماضية والتي أبانت إقدام هؤلاء المزارعين على اعتراض شاحنات منطلقة من المغرب تحمل خضرا وفواكه مغربية، تعرضت للاعتداءات وإتلاف المحتويات، تستمر التهديدات بمواصلة قطع الطرق أمام هذه الشاحنات.
تهديدات جديدة
وعبرت عن ذلك بشكل صريح المتحدثة باسم تنظيم للمزارعين الإسبان في الجزيرة الخضراء لولا جوزمان، خلال حديث لها مع وسائل إعلام إسبانية والتي أكدت فيها أن هؤلاء المزارعين ماضون في الإقدام على منع الشاحنات المغربية المحملة بالخضر والفواكه المصدرة للاتحاد الأوروبي.
وقالت المتحدثة ذاتها في هذا الصدد إن “المزارعين الإسبان يعيشون خسارات كبيرة أمام استمرار الوضع على ما هو عليه”، وتابعت مستنكرة “لا يمكن أن يظل البرتقال على سبيل المثال معلقا في ضيعات فالينسيا بينما نحن نستورده من بلدان أخرى”.
وترى ممثلة المزارعين الإسبان في الجزيرة الخضراء أنه “لا يمكن للاتحاد الأوروبي الاستمرار في الاستيراد من دول أخرى خارجه”، وناشدت المتحدثة ذاتها المستهلكين الأوروبيين بمقاطعة المنتوجات القادمة من المغرب مؤكدة أن “منتجات الإسبان تتوافق مع معايير الاتحاد الأوروبي للسلامة الصحية”.
وأكد المزارعون الإسبان نيتهم في الاستمرار في قطع الطريق أمام الشاحنات المغربية، في تهديد جديد واضح ينضاف إلى سلسلة عمليات الاعتداء والإتلاف التي أقدموا عليها خلال الأسابيع الماضية.
الاعتداءات بالأرقام
وإلى حدود 14 من شهر فبراير الجاري، تسببت “ثورة المزارعين” الإسبان، في توقيف المئات من الشاحنات المغربية المحملة بالخضر الموجهة للتصدير نحو أوروبا، بعدما تعرضت عدد منها لاعتداءات وإتلاف للمحتويات.
وقال محمد الليماني الكاتب العام الوطني للمنظمة الديمقراطية للنقل واللوجستيك متعددة الوسائط في حديث سابق لـ”صوت المغرب” يوم الأربعاء 14 فبراير 2024، إن الأزمة التي اندلعت منذ 9 من شهر فبراير الجاري، تسببت في توقيف ما بين 650 و700 شاحنة مغربية في إسبانيا، ومنعها من إيصال حمولتها نحو وجهة التصدير.
وأوضح الليماني أن الشاحنات المغربية تتعرض لاعتداءات من طرف المزارعين الإسبان على وجه الخصوص، وذلك مباشرة بعد مغادرتها لميناء الجزيرة الخضراء، ما دفع المئات من السائقين إلى محاولة البحث عن مكان آمن مخافة التعرض للاعتداء وإتلاف حمولاتهم.
في فوهة الاتهام
وتشهد عدة دول أوروبية تعبئة مماثلة للمزارعين، في احتجاجات ضد سياسات بلدانهم التي تعتمد على استيراد المنتوجات الفلاحية على حساب منتوجاتهم المحلية، وبالتزامن مع هذا الحراك الأوروبي انتعش خطاب المزارعين المعادين لدول الجنوب بسبب المنافسة والتي من بينها المغرب، مدفوعا بخطاب اليمين المتطرف.
وفي البداية كان المزارعون الفرنسيون يلقون باللوم على المزارعين الإسبان، قبل أن تصبح الخضر المغربية في بؤرة استهداف المزارعين الأوروبين جميعا.
وخرجت عدد من نقابات المزارعين الأوروبيين وخصوصا الإسبان منهم، لتحميل المغرب مسؤولية ما آلت إليه الفلاحة في إسبانيا من تراجع، وذلك بسبب وفرة وقلة ثمن المنتوج المغربي.