story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
التعليم والجامعة |

خبير: نتائج البكالوريا تكشف اختلالات بنيوية عميقة في المنظومة التعليمية

ص ص

أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، عن النتائج النهائية للدورة العادية لامتحانات البكالوريا لسنة 2025، حيث بلغت نسبة النجاح الوطنية 66,80% من مجموع المترشحين الممدرسين، مسجلة بذلك تراجعًا طفيفًا مقارنة بنتائج السنة الماضية التي بلغت 67,86%.

وتعليقا على الموضوع، قال زكرياء اليحياوي، مفتش التعليم الثانوي التأهيلي وعضو المكتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم – التوجه الديمقراطي، إن نتائج امتحانات البكالوريا برسم الموسم الدراسي 2024-2025 تُظهر بما لا يدع مجالاً للشك وجود “اختلالات بنيوية عميقة” في المنظومة التعليمية، مؤكداً أن “أغلب المعدلات المرتفعة أصبحت تتركز في الشعب العلمية، وعلى رأسها شعبة الفيزياء والعلوم الرياضية، بينما تعيش شعب أخرى مثل الآداب العصرية والعلوم الإنسانية حالة تراجع واضح، سواء من حيث النتائج أو من حيث القيمة الاعتبارية داخل المجتمع”.

وأكد اليحياوي في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” أن هذا التراجع “لا يعكس فقط تحوّلاً في اختيارات الأسر، بل يُظهر أيضاً فقدان الثقة في بعض التخصصات التي لم تعد تُؤمّن آفاقاً واضحة للتلاميذ، لا دراسياً ولا مهنياً”.

وعلى مستوى التفاوت الجهوي، سجّل المتحدث استمرار تفوق جهة الشرق التي تصدّرت نتائج البكالوريا للسنة الخامسة على التوالي، فيما حلت أكاديمية العيون في ذيل الترتيب، مضيفاً أن هذا “المؤشر المتكرر يطرح علامات استفهام حول فاعلية السياسات الجهوية في مجال التعليم، ومدى تكافؤ الفرص بين الجهات”.

وأشار اليحياوي إلى أن التعليم الخصوصي أصبح يُهيمن على أعلى المعدلات، خاصة في أكاديميات سوس ماسة، الدار البيضاء سطات، والرباط سلا القنيطرة، مضيفاً أن “ثلاثة من أعلى المعدلات المسجلة هذا العام تنتمي لتلاميذ التعليم الخصوصي، وهو ما يُعيد إلى الواجهة النقاش حول تراجع المدرسة العمومية، ومستوى جودتها ومردوديتها، في وقت تتحدث فيه وزارة التربية الوطنية عن إصلاحات ومحاولات لاسترجاع الثقة في القطاع العمومي”.

وفي سياق متصل، شدد على أن “بعض الأكاديميات والمديريات الإقليمية تُظهر حزمًا كبيرًا في مواجهة ظاهرة الغش، وهو ما يجعل نتائجها أكثر واقعية، رغم عدم تصدرها الترتيب العام، بينما تُسجَّل حالات من التراخي في مناطق أخرى، الأمر الذي يُشوه الصورة الحقيقية لمستوى التلاميذ ويحول دون تقييم فعلي للتحصيل الدراسي”.

وأضاف اليحياوي أن “الاحتفال بالمعدلات المرتفعة لا ينبغي أن يُخفي الحقيقة”، مبرزاً أن “هذه الحالات تظل معزولة، وغالباً ما تكون نتيجة اجتهادات فردية ومتابعة لصيقة من الأسر، ولا تعكس واقع المدرسة المغربية ككل”.

واختتم بالقول إن الرهان الحقيقي يتمثل في بناء مدرسة عمومية قوية، قادرة على تقديم تعليم منصف وناجع، ومدرسة خصوصية منخرطة في مشروع وطني تربوي مشترك، قائلاً: “المدرسة المغربية، عمومية كانت أو خصوصية، يجب أن تكون في خدمة المجتمع، تستجيب لحاجياته، وتستشرف تحوّلاته. هذا هو التحدي الفعلي الذي ينبغي أن نرفعه داخل قطاع التربية والتعليم”.

وبحسب بلاغ الصادر عن الوزارة، بلغ عدد الناجحين من المترشحين الممدرسين بالتعليم العمومي والخصوصي 250.075 ناجحة وناجحا، من بينهم 154.918 من الإناث، وعرف عدد الناجحين في صفوفهم زيادة بنسبة 1,5% مقارنة بعدد الناجحين خلال دورة 2024.

واجتاز اختبارات الدورة العادية 374.371 مترشحة ومترشحا من الممدرسين بنسبة حضور بلغت 97,14%، مقارنة بـ362.848 مترشحة ومترشحا خلال السنة الماضية (بنسبة حضور 97,36%). أما على مستوى المترشحين الأحرار، فقد حضر 71.361 مترشحًا بنسبة 64,42%، مع تسجيل نسبة نجاح بلغت 36,95%، مقابل 39,56% سنة 2024.

وسُجلت 152.261 حالة نجاح بميزة، ما يمثل 54,9% من مجموع الناجحين، في حين بلغت نسبة النجاح بالمسالك الدولية للبكالوريا المغربية 68,95%، و76,15% بمسالك البكالوريا المهنية، ما يعكس نتائج مشجعة ضمن هذه المسارات الحديثة نسبيا.

وسيجتاز 153.612 مترشحة ومترشحا اختبارات الدورة الاستدراكية أيام 03 و04 و05 يوليوز 2025، على أن يتم الإعلان عن نتائجها يوم 12 يوليوز 2025.