خبير عسكري: الجزائر تريد جر المغرب للحرب
قرأ الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية، محمد شقير، في إقدام الجزائر على اعتقال ثلاثة مغاربة دخلوا مياهها الإقليمية خطأ على مقربة من السعيدية الإثنين الماضي، في واقعة تذكر بقتلها مغربيين بدم بارد قبل أربعة أشهر محاولة منها لجر المملكة نحو مواجهة مباشرة.
وقال شقير، في حديث ل”صوت المغرب”، إن “الجزائر تلعب لعبة مزدوجة، فمن جهة تُظهر أنها منفتحة على أي حل في المنطقة ولكن في الوقت نفسه تعمل على استعداء واستفزاز المغرب من خلال أعمالها الأخيرة من مثل اغتيال شابين على الحدود في السعيدية والاعتقال الأخير لثلاثة شباب على الحدود البحرية بين البلدين وقصف السمارة”.
وهذه كلها “مؤشرات عدوانية”، حسب شقير، “تؤكد أن الجزائر تجعل المغرب عدوها الأساسي وتحاول بكل السبل توريطه في حرب مباشرة معها”.
وفسّر شقير إصرار الجزائر على إدخال الرباط في مواجهة مباشرة ب”التغطية على الأزمة الداخلية التي تعيشها أو لمحاولة إظهار اعتراضها على الحضور الأمريكي في المنطقة”، خاصة بعد اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على صحرائه.
بالمقابل، يرى شقير أن واشنطن تنزل بكامل ثقلها للحد من هذه التصرفات الجزائرية ولا تريد اشتغال بؤرة جديدة للصراع بشمال إفريقيا “في ظل مساهمتها بشكل أساسي في بؤرتين أخريين للصراع هما أوكرانيا وغزة”.
كما لا تستبعد واشنطن، حسب شقير، أن تكون الخطوات الجزائرية “مؤطرة بتحركات إيرانية في ظل الصراع القائم بين النظامين الأمريكي والإيراني والتخوفات الأمريكية من فتح طهران لمنفذ أو جبهة في منطقة شمال إفريقيا بعدما فتحتها في اليمن ودول أخرى”.
وحسب الخبير العسكري، تصح قراءة الزيارة التي قامت بها السفيرة الأمريكية بالجزائر، إليزابيث مور، لمخيمات تندوف، والجولة التي أجراها نائب وزير الخارجية الأميركي المكلف بشمال أفريقيا، جوشوا هاريس، إلى المنطقة مؤخرا في سياق سعي واشنطن لمنع اشتعال بؤرة صراع جديدة بالمنطقة.