story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

خبير: ضعف التحسيس والصور النمطية وراء ضعف سوق التأمينات بالمغرب

ص ص

أفادت هيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي بأن الأقساط الصادرة عن شركات التأمين وإعادة التأمين خلال سنة 2024 ناهزت 60 مليار درهم، محققة بذلك ارتفاعًا نسبته 5,3 في المائة مقارنة بالرقم المسجل سنة 2023.

وعلى الرغم من النمو المتواصل الذي يعرفه هذا القطاع خلال السنوات الماضية، وحلول المغرب في المركز الثاني كأكبر سوق للتأمين في إفريقيا بعد جنوب إفريقيا سنة 2023، إلا أن الأرقام المحققة تبقى ضعيفة جدًا، إذ يحتل المغرب المرتبة 48 عالميًا في سوق التأمينات بحصة تبلغ 0.1 بالمائة من السوق العالمية.

وفي تفسيره لهذا التراجع، أوضح الخبير الاقتصادي، محمد جدري، أن ضعف أداء سوق التأمينات في المغرب راجع أساسًا إلى عوامل نفسية وثقافية تميز المغاربة في تعاملهم مع هذه المنتجات، بالإضافة إلى ضعف التوعية والتحسيس بأهمية التأمينات، مما قد يترك مجالًا لتكوين صورة سيئة لمؤسسات التأمين لدى بعض الفئات.

وأوضح جدري أن سوق التأمينات في المغرب يعتمد بشكل أساسي على التأمينات الإجبارية، مثل التأمين على السيارات والدراجات النارية، بالإضافة إلى التأمين عن حوادث الشغل بالنسبة للمقاولات، وكذا التأمينات المرتبطة بالمنتجات البنكية، مثل التأمين على القروض أو بعض وسائل الادخار.

وتابع الخبير أن ثقافة التأمين في المغرب تُعتبر ثقافة إجبارية أكثر منها اختيارية، بحيث لا يتوجه عدد كبير من المغاربة إلى التأمينات عن “طيب خاطر”، وذلك نظرًا لضعف الوعي بمدى الإمكانات التي توفرها هذه المنتجات.

وفي هذا السياق، أشار جدري إلى أن العمل الأساسي الذي يجب القيام به اليوم هو توعية الشباب، خصوصًا الأجيال القادمة، من خلال المناهج الدراسية والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، بهدف نشر الوعي حول أهمية التأمينات وفوائدها.

واستدل المتحدث بالتأمين على المنازل، الذي يظل ضعيفًا جدًا في المغرب، في حين أن كلفته لا تتجاوز 600 أو 700 درهم سنويًا، أي ما يعادل 50 أو 60 درهمًا شهريًا، مبرزًا أن “المزايا التي يوفرها هذا التأمين كبيرة جدًا، حيث يشمل التغطية ضد السرقة، الحرائق، الحوادث المنزلية، تسربات المياه، وغيرها من المخاطر”.

واسترسل جدري قائلا: “إن هذه السوق لا تزال تعاني من مشكلة كبيرة في التربية والتوعية بخصوص التأمينات، لا سيما أيضًا فيما يتعلق بالأرامل والمتقاعدين”، بحيث إن مؤسسات التأمين والمجتمع المدني يقع على عاتقهم دور أساسي في إيصال المعلومات بشكل مبسط لهذه الفئات، لكي تدرك أن التأمين مفيد وغير مكلف.

وبالإضافة إلى كل هذا، أردف الخبير أن هناك صورة نمطية سائدة لدى المغاربة تفيد بأن التأمين لا يعوض المؤمن لهم بالشكل المطلوب، كما أن الإجراءات الضرورية معقدة وطويلة.

وتابع المتحدث أن هناك أيضًا عوامل نفسية وراء ضعف هذه السوق، “بحيث إن المغاربة، بصفة عامة، يعتبرون التأمين بمثابة طاقة سلبية، وكأنهم يتمنون وقوع مكروه لهم عند اشتراكهم في التأمين”.

وفي هذا الصدد، أكد محمد جدري على ضرورة بذل جهد من قبل شركات التأمين والمؤسسات المعنية لتحسين صورتها لدى المغاربة وتشجيعهم على استهلاك هذه المنتجات، من خلال تقديم قصص نجاح، بالإضافة إلى تبسيط الإجراءات وضمان آجال معقولة لتعويض المؤمن لهم عن خسائرهم.