story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

خبير: سهولة التخزين والتكلفة المنخفضة أهم أسباب اعتماد المغرب على الفحم الحجري

ص ص

رغم تعهد المملكة في السنوات الأخيرة بالتقليل من اعتمادها على الوقود الأحفوري عامة والتوجه نحو إنتاج الطاقة النظيفة، لا زال المغرب يعد أحد أكثر الدول في العالم اعتمادا على الفحم الحجري في تلبية حاجياته الطاقية، حيث تبلغ مساهمة هذا الأخير في المزيج الطاقي الوطني أزيد من 65 بالمائة.

هذا الطرح يؤكده تقرير حديث صادر عن منصة “غلوبال إنرجي مونيتور” الذي أفاد أن توليد الكهرباء بالفحم في منطقة “مينا” (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) يقتصر في الوقت الحالي على المغرب وإسرائيل فقط، بوصولهما معا إلى قدرة إنتاجية مجمعة بلغت 8.6 غيغاواط.

وبهذه الوتيرة يبدو أن المغرب لا زال بعيدا عن تحقيق أهدافه الطاقية، رغم تسطيره لاستراتيجيته الوطنية للطاقة المتجددة والتي تعهد من خلالها بالحد من انبعاث الغازات الدفيئة بحوالي 45.5 بالمائة، والرفع من حصة الطاقة المتجددة في المزيج الطاقي الوطني بنسبة 52 بالمائة في أفق 2030.

تكلفة مربحة

وحول أسباب استمرار اعتماد المغرب على هذا المصدر رغم كونه أغنى مصادر الوقود الأحفوري بالكربون الذي تعهد المغرب بالحد منه، أوضح الخبير الطاقي عبد الصمد ملاوي أن تكلفته المنخفضة نسبيا مع باقي المصادر، تجعله أكثر الاختيارات الطاقية المربحة من الناحية الاقتصادية، حيث بلغ متوسط سعر الفحم المستورد إلى المغرب سنة 2023 حوالي 70 دولار للطن.

كما أبرز ذات الخبير أن سهولة تخزين الفحم يمنحه أفضلية مقارنة بالمصادر الأخرى، حيث يمكن إدخاله في الحسابات الطاقية في أي لحظة، موضحا أن الفحم الحجري كان قد أثبت فعاليته في بعض الأزمات التي مرت منها المصادر الطاقية الوطنية وخصوصا بعد انقطاع إمدادات الأنبوب المغاربي الذي كان يصدر الغاز من الجزائر إلى أوروبا، حيث تم استعمال هذا الفحم الحجري كبديل آني عوض إمدادات الغاز بشكل سريع.

وأردف أن البنية التحتية الحالية الكبيرة لتوليد الكهرباء مثل محطة الجرف الأصفر لتوليد الكهرباء عن طريق الفحم، يتطلب استبدالها بمصادر غير الفحم الحجري، استثمارات كبيرة وأموال يصعب تعبئتها في وقت وجيز جدا.

انقطاع المصادر المتجددة

سبب آخر ينضاف إلى قائمة أسباب الاعتماد على الفحم يتعلق بانقطاع إمدادات الطاقات المتجددة، حيث أوضح الخبير أن طبيعة هذه المصادر تجعلها غير مستقرة حيث يمكن أن تتأثر بعوامل طبيعية مثل انخفاض إنتاج الكهرباء من الرياح بسبب فترات الهدوء التي لا تكون بها الرياح، أو عوامل تقنية وهو ما تبرره بعض الأحداث الأخيرة مثل التعطل الأخير الذي شهدته محطة نور 3 الذي أدى إلى انقطاع قسري سيستمر حتى نهاية العام الجاري.

وتابع أن قلة الأمطار وبالتالي قلة نسبة المياه الموجودة بالسدود أثر كذلك على نسبة الكهرباء المولدة من السدود التي كانت من النسب التي يراهن عليها المغرب لبلوغ أهدافه من الكهرباء النظيفة في المستقبل.

ويذكر أن الفحم الحجري يصنف على أنه “أقذر أنواع الوقود الأحفوري”، لكونه مصدرا رئيسيا لانبعاث الميثان، وهو غاز يساهم في زيادة الاحتباس الحراري على كوكب الأرض

وتشير معطيات إلى أن حرق طن واحد من الفحم يؤدي إلى توليد حوالي 2.4 طن من ثاني أكسيد الكربون، في الوقت الذي تولد فيه نفس الكمية من النفط 1.7 طن من ثاني أكسيد الكربون، فيما يظل الغاز الطبيعي أقل هذه المصادر تلويثا وبالتالي تأثيرا في الاحتباس الحراري ب0.6 طن من ثاني أكسيد الكربون.