خبير: الهجمات السيبرانية ضد المغرب ليست معزولة وأصبحت واجهة جديدة للصراعات

أكد رئيس قسم الدفاع السيبراني بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بمراكش أنس أبو الكَلام، أن الهجوم الذي استهدف مؤسسات حيوية مغربية، لا يمكن اعتباره “اختراقًا معزولًا”، بل هو “عملية سيبرانية مركبة” تحمل في طياتها رسائل متعددة تتجاوز البعد التقني المحض، لتلامس أبعادًا سياسية واستراتيجية.
وأضاف أبو الكَلام رئيس الجمعية المغربية للثقة الرقمية في تصريح خاص لصحيفة “صوت المغرب”، أن “الحرب السيبرانية أصبحت واجهة جديدة للصراعات، أقل تكلفة وأكثر تأثيرًا، وتُستعمل لزعزعة استقرار الدول دون الحاجة إلى استخدام الجيوش التقليدية”.
وأشار إلى أن تحقيقات غير رسمية قامت بها جهات مستقلة ناشطة في مجال الأمن السيبراني، كشفت معطيات أولية مفادها أن “الشخص الذي نشر البيانات المسربة لا يُرجّح أن يكون جزائريًا، بل تونسي الجنسية، مقيم في ألمانيا، ويشتغل في مجال أمن المعلومات”.
وأوضح المتحدث ذاته، أن هذه الفرضية لم يتم تأكيدها رسميًا بعد، “ما يفتح الباب أمام عدة سيناريوهات محتملة، من بينها أن ذلك تمويه رقمي يُراد به تضليل التحقيقات عبر نسب الهجوم لجهة جزائرية، أو تقاطع أيديولوجي أو دعم غير مباشر لأجندات معادية للمغرب”.
ورجح أبو الكلام أن يكون كذلك، “رد فعل ثأري سيبراني معزول” في إطار ما وصفه بـ”حرب الظل الرقمية” داخل المنطقة المغاربية، أو عملية تضليل معلوماتي (False Flag) هدفها “زرع البلبلة وضرب مؤسسات مغربية من الداخل”.
وفي تحليله للأثر العميق لهذا النوع من الهجمات، شدد أبو الكَلام على أن “التهديد لا يُقاس فقط بحجم البيانات المسربة، بل بخطورته الإستراتيجية، عبر ضرب الثقة في المنظومة الرقمية المغربية، وإثارة الذعر بين المواطنين، وتشويه صورة المغرب خارجيًا كبلد صاعد في ميدان الرقمنة”.
وأضاف أن تسارع التحول الرقمي في المؤسسات العمومية يجعل من الأمن السيبراني اليوم “مسألة سيادة وطنية بامتياز”، تستدعي “تحركًا عاجلًا” على مستويات متعددة، داعيًا إلى “تأهيل الكفاءات الوطنية في مجال الأمن السيبراني والاستخبارات الرقمية”.
وفي هذا السياق شدد على ضرورة، “تفعيل الردع القانوني في مواجهة كل من يتورط في نشر أو تداول بيانات مسربة، وتعزيز التعاون الدولي مع الهيئات القضائية والتقنية لتتبع الجهات الفاعلة عبر الحدود، وتوعية المواطن المغربي بمخاطر الهجمات، وإجراء عمليات تدقيق أمني دورية”.
وختم أبو الكَلام بدعوة إلى اعتماد “مقاربة شاملة ومتعددة الأبعاد”، تجعل من الأمن السيبراني “أولوية وطنية”، تُدار بكفاءة وحزم، في مواجهة تهديدات باتت تمس عمق الدولة ومؤسساتها.
وكانت مجموعة من “الهاكرز الجزائريين” قد قامت الثلاثاء 08 أبريل 2025 بإعلان عبر قناتها على تلغرام، أكدت من خلاله نجاحها في اختراق قاعدة بيانات الموقع الإلكتروني لوزارة التشغيل والوصول إلى قاعدة بيانات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي المغربي (CNSS)، مما أسفر عن تسريب معطيات شخصية ومهنية لما يناهز 2 مليون أجير مغربي منخرط في صندوق الضمان الاجتماعي، بما في ذلك بيانات التصريح الخاصة بأجور الآلاف منهم.
لمشاهدة الفيديو كاملا المرجو الضغط على الرابط