story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

خبير: القطاع السياحي بالمغرب يواجه تحديات تتعلق بتنويع الأسواق

ص ص

سجلت عائدات السياحة المغربية بالعملة الأجنبية “مستوى قياسيا غير مسبوق بلغ 112 مليار درهم في عام 2024″، مسجلة زيادة ملحوظة بنسبة 43% مقارنة بعام 2019، وبنسبة 7% مقارنة بعام 2023، وفقًا لوزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

وقالت الوزارة، في بيان اطلعت عليه صحيفة “صوت المغرب”، إنه “بفضل عام استثنائي تميز بتدفق 17.4 مليون سائح، وصلت العائدات بالعملة الصعبة إلى مستوى غير مسبوق”، مضيفة أن هذه الدينامية برزت في شهر دجنبر 2024، حيث بلغت العائدات ما يقارب 8 ملايير درهم، بزيادة نسبتها 11 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها في 2023.

في هذا الصدد، يرى المحلل السياحي الزوبير بوحوت أن هذه الزيادة “تظل أقل نمواً من نسبة نمو ليالي المبيت للسياح الأجانب، التي ارتفعت بحوالي 16,1%، وزيادة الوافدين الدوليين بنسبة 23%، في الوقت الذي ارتفع فيه إجمالي عدد الوافدين بنسبة 20%”.

وأضاف أنه من جهة أخرى، استقر عدد ليالي المبيت للسياحة الداخلية عند 8,5 ملايين ليلة في عام 2024، مسجلا انخفاضا طفيفاً بنسبة 1% مقارنة بعام 2023، “مما أدى إلى تراجع حصتها في السوق الإجمالية إلى 30%، مقابل 33,5% في 2023 و31 %في 2019”.

ولفت بوحوت، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، إلى أن إنفاق المغاربة في الخارج قفز بنسبة 22,9% في 2024، “أي بثلاثة أضعاف معدل نمو العائدات السياحية”.

وبخصوص حديث رئيس الحكومة عزيز أخنوش عن كون السياح المغاربة يحتلون الآن الصدارة، “متفوقين على السياح الأجانب من حيث عدد الليالي”، يقول بوحوت إن تفوق السياح المغاربة من حيث عدد ليالي المبيت “ليس وليد اليوم بل يعود إلى سنة 2014، أي قبل 10 سنوات”.

وأمام هذه الأرقام، يشدد الزوبير بوحوت على أن القطاع السياحي المغربي يواجه تحديات تتعلق بتنويع الأسواق، حيث أنه يعتمد على أكثر من 80% من الوافدين من أوروبا، مع مكانة قوية لفرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة، “مما يجعل المغرب عرضة للتقلبات الاقتصادية في هذه الدول”.

ولتقليل هذه التبعية، يقترح المتحدث “استكشاف أسواق جديدة مثل الصين والهند والبرازيل وكوريا الجنوبية” فضلا عن “تعزيز مكانة الولايات المتحدة الأمريكية و كندا واليابان”، بحيث أن هذه الأسواق “تمتلك إمكانات نمو قوية، وتجذب زواراً ذوي قدرة شرائية عالية، نظراً لاهتمامهم بالسياحة الفاخرة والمغامرات والتجارب الثقافية”.

وبالرجوع إلى تطور عدد الوافدين السياحيين إلى المغرب بين 2023 و2024، فقد سجل المغرب زيادة ملحوظة حيث ارتفع العدد الإجمالي، الذي يشمل السياح الأجانب (TES) والمغاربة المقيمين بالخارج (MRE)، من 14.5 مليون في 2023 إلى 17.4 مليون في 2024، أي بزيادة 2.88 مليون وافد (+20 %).

وفي 2024، بلغ عدد السياح الأجانب 8.8 مليون، بزيادة 23% عن 2023، في الوقت الذي ارتفع عدد المغاربة المقيمين بالخارج بنسبة 17% ليصل إلى 8.6 مليون.

وفي هذا الباب، يشير بوحوت إلى أن فرنسا تظل في المقدمة بزيادة 21%، في حين سجلت المملكة المتحدة نمواً قوياً بنسبة 47%، بينما حققت كل من إيطاليا وألمانيا زيادات بنسبة 35% و29% على التوالي، بينما سجلت الولايات المتحدة ارتفاعا متواضعا بنسبة 6%.

واستغرب الخبير السياحي من حصول نمو متطابق على مستوى المغاربة المقيمين بالخارج القادمين من الدول الرئيسية المصدّرة للسياح بنسبة 16,81%. إذ ارتفع عدد الوافدين من فرنسا من 2.88 مليون إلى 3.37 مليون، ومن إسبانيا من 1.72 مليون إلى 2.01 مليون، ومن المملكة المتحدة من 125 ألفاً إلى 146 ألفا، ومن إيطاليا من 439 ألفا إلى 502 ألفا، ومن ألمانيا من 398 ألفا إلى 465 ألفا، ومن الولايات المتحدة من 44 ألفا إلى 51 ألفا، ومن بلجيكا من 1.03 مليون إلى 1.21 مليون، ومن هولندا من 464 ألفا إلى 542 ألفا، مشيراً إلى أن كل هذه الأسواق سجلت زيادة متطابقة في حدود 16,81% “وهو ما يثير الكثير من التساؤلات”، وفقاً للمتحدث.

وبخصوص ليالي المبيت للسياح الأجانب، فقد ارتفعت بنسبة 75.8 في المائة، من 11.3 مليون في 2000 إلى 19.8 مليون في 2024، إلا أن هذه الفترة عرفت تقلبات حادة وفقاً للزوبير بوحوت إذ أن النسبة “زادت بين 2000 و2019، ب 54.5%، لكن حصتها من مجمل ليالي المبيت تراجعت من 83.2% إلى 69% بسبب الأزمات، كما انهارت سنة 2020 بنسبة 80% بسبب الجائحة، قبل انتعاشها بقوة (+293.1% في 2022)، وحوالي 16% سنة 2024”.

أما ليالي مبيت السياحة الداخلية فقد عرفت تراجعاً طفيفاً في سنة 2024 (-1%)، كما تراجعت حصتها إلى 30%، بينما كانت قد تجاوزت حصتها 33% سنة 2023 و31% سنة 2019. وهذا في الوقت الذي لعبت فيه السياحة الداخلية، وفقاً للمتحدث، “دوراً رئيسياً في دعم القطاع، خاصة خلال الأزمات”.

ويوضح بوحوت أنه بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 وأزمة سارس سنة 2003، التي أثرت بشدة على السياحة العالمية، كان المغرب قد أطلق في 2003 مبادرة “كنوز بلادي” لتعزيز السياحة الداخلية، مشيراً إلى أنه رغم بدايتها الصعبة، “تحسنت في 2004 واستمرت بالنمو، لا سيما بعد الأزمة المالية في 2008، مع إصدارات جديدة في 2009 و2012”.

وخلص المتحدث إلى أن تعزيز السياحة الداخلية “يظل هدفاً استراتيجياً لضمان استدامة القطاع السياحي بالمغرب”.