story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

خبير: الربط الكهربائي مع موريتانيا يتيح تصدير فائض الطاقات المتجددة

ص ص

وقعت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة بالمغرب، ليلى بنعلي، ووزير الطاقة والنفط الموريتاني محمد ولد خالد، الخميس 23 يناير 2025، بالرباط، مذكرة تفاهم لتطوير الشراكة في قطاعي الكهرباء والطاقات المتجددة بين الدولتين، وهي اتفاقية ستشمل ربطًا كهربائيًا بين البلدَيْن سيمكن من تبادل ما بين 800 و1000 ميغاواط في الاتجاهين.

ويرى مراقبون أن هذا المشروع من شأنه أن يسهم في تعزيز الشبكة الكهربائية للدولتين، حيث سيصبح للمغرب منفذ ثانٍ للربط الكهربائي مع الخارج، بالإضافة إلى ربط آخر مع إسبانيا، وهو ما سيمكن المغرب من تعزيز طموحاته لتصدير فائضه من الطاقة، كما سيمكن من ضمان الأمن الطاقي للمملكة في حال بعض الصدمات.

وفي هذا الصدد أوضح الخبير الطاقي عبد الصمد ملاوي أن الربط الكهربائي مع موريتانيا سيمثل منفذًا ثانيًا للمغرب بهدف تصدير فائض الكهرباء، خاصةً الكهرباء المولدة من الطاقات المتجددة، التي تواجه تحديًا كبيرًا يتمثل في تخزينها، حيث إن الطاقة الكهربائية التي يتم توليدها في النهار تضيع إذا لم تُستخدم فعليًا.

وأضاف الخبير أن خصوصية توليد الطاقة الكهربائية من المصادر المتجددة تفرض إيجاد سبل للاستفادة منها بشكل أو بآخر، موضحًا أن هناك خيارين للتعامل مع هذا الفائض، يكمن أحدهما في التخزين في البطاريات، وهو خيار تقنيًا يبقى صعبًا ومكلفًا جدًا، أما الخيار الثاني فيتمثل في “التخزين عبر الشبكة”، أي تصديره إلى استخدامات أو دول أخرى.

في هذا الإطار، ذكَّر ملاوي بأن المغرب يتوفر على الربط الكهربائي مع أوروبا عبر إسبانيا باستخدام كابلين يمران عبر مضيق جبل طارق، بسعة إجمالية تصل إلى 1400 ميغاواط، مما يتيح تبادل الكهرباء بين المغرب وأوروبا في الاتجاهين، سواء بيعًا أو شراءً، مضيفًا أن الربط الجديد سيشكل منفذًا ثانيًا، هذه المرة نحو العمق الإفريقي.

وتابع أنه عندما توقف تشغيل أنبوب الغاز الجزائري-الأوروبي، الذي كان يُستخدم جزء منه لتوليد الكهرباء، واجه المغرب نقصًا في الكهرباء، مما اضطر إلى الاعتماد على الخطين الكهربائيين الرابطين مع إسبانيا، وذلك لضمان استقرار شبكة الكهرباء في المملكة.

وأردف ملاوي أن موريتانيا ستستفيد بشكل كبير من الخط الجديد الذي سيربطها بالمغرب لتزيد تغطية مناطقها القروية بالكهرباء، حيث لا زالت نسبة الكهربة القروية في موريتانيا لا تتجاوز 60%، في الوقت الذي بلغت فيه بالمغرب نسبة 99.78%.

كما ربط ملاوي تنفيذ هذا المشروع بنجاح مشروع أنبوب الغاز النيجيري-الأوروبي الذي يمر عبر المغرب، موضحًا أن الربط الكهربائي من شأنه أن يسرع إنجاز مشروع أنبوب الغاز، حيث تحتاج عدة محطات لإنجاز هذا الأنبوب، خاصة في الدول الإفريقية وفي موريتانيا، إلى الكهرباء والبنية التحتية التي تعتمد عليها.

وتابع في هذا السياق أن مشروع الربط من شأنه أيضًا أن يرسل إشارات إيجابية للمستثمرين الدوليين حول مدى الثقة في مشروع أنبوب الغاز النيجيري-المغربي، إذ لا يمكن للمغرب أن يستثمر في مثل هذه البنية التحتية، كالكهرباء وغيرها، دون وجود مؤشرات قوية على نجاح المشروع. وهو ما سيعزز بذلك من ثقة المستثمرين الدوليين للدخول والمساهمة في هذا المشروع الضخم.