story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

خبير: التساقطات المطرية الأخيرة جنبت المغرب الدخول في مرحلة جفاف صعبة

ص ص

شهدت عدة مناطق بالمغرب خلال الأيام الأخيرة تساقطات مطرية مهمة، ساهمت بشكل ملحوظ في رفع مستوى ملء حقينة السدود، مما أحيا آمال الفلاحين في تحقيق موسم فلاحي جيد، خاصة بعد المواسم السابقة التي تأثر إنتاجها بشكل كبير بندرة الأمطار والجفاف.

وفي تعليقه حول الموضوع، قال الخبير الفلاحي رياض أوحتيتا، إن التساقطات المطرية الأخيرة سيكون لها تأثير إيجابي على القطاع الفلاحي في المغرب، موضحًا أن هذه الأمطار انعكست بشكل جيد على التربة والزراعات، وأنقذت المغرب من الدخول في مرحلة جد صعبة من جفاف التربة.

وأوضح أوحتيتا، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” أن هذه التساقطات ساعدت على زيادة نسبة رطوبة التربة التي كانت قد وصلت إلى مستويات منخفضة للغاية في السنوات السابقة بسبب الجفاف، حيث أبرز أن نسبة رطوبة التربة كانت تتراوح بين 5 إلى 7 سنتيمترات فقط، لكنها الآن تجاوزت الـ20 سنتيمترًا، مما يشير إلى تحسن كبير.

وفي هذا السياق، شدد المتحدث على أن التربة هي الأساس في ضمان الأمن الغذائي، مشيرًا إلى أن هذه التساقطات المطرية الأخيرة قد جنبت المغرب الدخول في مرحلة صعبة من الجفاف، وهي تحديدًا جفاف التربة.

وأوضح الخبير أن هذا التحسن، يشير إلى توقعات بزيادة الإنتاج هذا الموسم مقارنة بالموسم الماضي، مشيرا إلى أنه سيكون له تأثير إيجابي على الزراعات الكبرى مثل الحبوب، حيث سيساعد على تعويض الخسائر التي كانت قد حدثت في بعض الفترات بسبب انخفاض درجات الحرارة وقلة الأمطار، خاصة في مرحلة حساسة مثل مرحلة الإنبات.

أما بالنسبة للزراعات الربيعية، فقد أشار المتحدث إلى أن الأمطار ستحسن أيضًا وضع الماشية، وستقلل من هجرة الرعاة من الجنوب نحو الشمال، وهو ما أكد على أنه أمر إيجابي.

وأضاف أن التساقطات الأخيرة ستلعب كذلك دورًا هامًا في دعم نمو الأشجار المثمرة، خاصةً أن الفترة الحالية تُعد موسمًا لزراعة هذه الأشجار، التي تُغرس عادةً خلال شهري مارس وأبريل.

وفي نفس السياق، تابع الخبير الفلاحي أن بعض الزراعات الربيعية ستستفيد بدورها كذلك مثل القطاني، وبعض الخضروات مثل البطاطس والبصل، فيما ستسفيد زراعات بورية أخرى من الأمطار في نموها، كما سيساهم ذلك في تخفيف الضغط على استخدام مياه الآبار في الزراعات السقوية، مما يعود بالنفع على قطاع الزراعة بشكل عام.

وتشمل هذه الإيجابيات أيضا، حسب الخبير، الثروة الحيوانية، بحيث سيوفر الغطاء النباتي المزيد من المساحات الرعوية للحيوانات، مبرزا أن التساقطات الأخيرة ستكون مساهِمة إلى جانب العوامل الأخرى، مثل إلغاء عيد الأضحى، في الرفع من حجم القطيع الوطني.

ورغم الفوائد العديدة لهذه الأمطار، حذر أوحتيتا من أن هذه الأمطار قد تؤدي إلى زيادة الرطوبة التي قد تتسبب في ظهور الأمراض الفطرية، خصوصًا إذا ارتفعت درجات الحرارة بعد الأمطار، داعيا في هذا السياق المزارعين باتخاذ الإجراءات الوقائية لمكافحة هذه الأمراض التي قد تهدد المحاصيل الزراعية.