خبير: الأمطار الأخيرة ستسهم في تعزيز الإنتاج الفلاحي وتوفير المياه

يشهد المغرب في الأيام الأخيرة تساقطات مطرية مهمة بعدد من مناطق المملكة، ساهمت في إنعاش الفرشة المائية المنهكة بسبب الإجهاد المائي، وتعزيز مخزون المياه بالسدود، مما أعاد الأمل للفلاحين في تحقيق موسم فلاحي جيد بعد سنوات من الجفاف المتواصل التي عرفها المغرب.

وتعليقا على الموضوع، أكد الخبير في الاستراتيجيات والتواصل الفلاحي والقروي ميلود الأخضر، أن التساقطات المطرية الأخيرة سيكون لها تأثير كبير جدًا على الفرشة المائية ومخزون المياه في السدود، وكذلك على التربة.

وأوضح الأخضر في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” أن المملكة المغربية قد عانت في السنوات السبع الماضية من موجات جفاف متتالية، وهو ما جعلنا نتحدث عن “جفاف التربة” إلى جانب الجفاف التقليدي، وهو ظاهرة تؤثر سلبًا على الزراعات والفلاحة بشكل عام.

وأشار الأخضر إلى أنه بفضل هذه الأمطار، استعادت التربة حوالي 30 سنتيمترًا من رطوبتها، وهو ما يُعد مؤشرًا إيجابيًا للغاية في مكافحة جفاف التربة، خاصة بعد الوصول إلى وضعية حرجة بسبب التغيرات المناخية.

من جهة أخرى، رأى المتحدث ذاته، أن هذه التساقطات ستؤثر بشكل إيجابي على الأشجار المثمرة والزراعات الربيعية، مثل زراعة الفول، الحمص، والبزلاء (الجلبانة)، مبرزا أنها ستساهم في تحسين وضعية المراعي التي تأثرت بشكل كبير جراء التغيرات المناخية، مما رفع من تكلفة الأعلاف وأثر سلبًا على الثروة الحيوانية.

وفي هذا السياق، أكد الأخضر أن هذه الأمطار ستنعش المراعي وتخفف العبء على الفلاحين ومربي الماشية، موضحا أنها “ستسهم بشكل كبير في إعادة بناء الاقتصاد الفلاحي والقروي، وستعيد الأمل للفلاحين الذين بدأوا في الاستعداد لاستكمال ما تبقى من الموسم الفلاحي بتفاؤل كبير”.

وأشار الخبير الفلاحي إلى أن من بين الإيجابيات التي جلبتها هذه الأمطار، التساقطات الثلجية، وهو ما يُعد مصدرًا مهمًا للمياه في مناطق مثل الأطلس، مشيرا إلى أنها ستساهم في إنعاش الوديان والفرشة المائية، مما يعزز من إمدادات المياه التي تحتاجها النباتات.

ووقف المصدر ذاته، على أن هذه التساقطات الثلجية في مناطق مثل ميدلت كانت مفيدة بشكل خاص، إذ ساعدت في تحسين وضعية أشجار التفاح التي استفادت من 1200 ساعة من البرودة، وهي فترة كافية لتحسين المحاصيل.

وخلص الأخضر إلى أن وجود مخزون من الثلوج يُعد بمثابة ضمان لموسم زراعي جيد، إذ سيسهم في توفير المياه اللازمة للنباتات بشكل تدريجي، وفي تعزيز التوقعات بإنتاج زراعي ممتاز هذا العام.