story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

خبير أمني يوضح دواعي وخلفيات حصول المغرب على صواريخ “أتاكمس” الأمريكية

ص ص

في إطار برنامج اقتناء المملكة لمنظومة راجمات الصواريخ هيمارس الأمريكية، تم أول أمس الثلاثاء تفويت صفقة صواريخ “أتاكمس” (ATACMS) التكتيكية لشركة “لوكهيد مارتن” (Lockheed Martin) لعدة دول من بينها المغرب، حسبما أكده بيان صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية.

وأضاف البيان أن قيمة الصفقة بلغت حوالي 227 مليون دولار، لإنتاج هذا النوع من الصواريخ، لخمس دول وهي المغرب وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولند، والتي يصل مداها إلى حوالي 300km، وبدقة تصل إلى 10 أمتار.

وتعليقا على ذلك، أوضح الباحث في الدراسات الإستراتيجية والأمنية محمد الطيار، أن الولايات المتحدة الأمريكية بعد توقيعها العديد من الاتفاقيات العسكرية مع المغرب منذ سنة 2020، خاصة بعد التغييرات الكبيرة التي وقعت على مستوى منطقة الساحل الإفريقي وفي المحيط الإقليمي للمغرب، أن أمريكا حريصة أكثر من أي وقت سبق على ضمان التفوق العسكري المغربي في المنطقة”.

وتابع الخبير قائلا: “إن التطورات الحاصلة في منطقة الساحل الإفريقي وهزيمة فرنسا وانسحابها من هذه المنطقة وتغلغل روسيا، فضلا عن إقبال دول الساحل بشكل كبير جدا على المغرب وربط علاقات معه تسودها الثقة والمصداقية، وعدم رغبتها في تواجد عسكري أجنبي، خاصة فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، كلها تجعل هذه الأخيرة تراهن على حليفها المملكة المغربية، في الحفاظ على مصالحها المشتركة في هذه المنطقة التي تعيش معضلة أمنية متفاقمة”.

وقد أثبتت صواريخ “أتاكمس” فاعلية ميدانية كبرى خلال الحرب الأوكرانية الروسية ضد الأهداف الحيوية و تجمعات الدفاعات الاستراتيجية الروسية.

وتعتبر هذه الصواريخ، التي من المحتمل أن يكتمل إنتاجها في 30 ديسمبر 2028، صواريخ أرض-أرض تكتيكية ذات مسار شبه باليستي، مصممة كي يتم إطلاقها من أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة أو راجمات الصواريخ (HIMARS) (نظام الصواريخ المدفعية عالية الحركة).

وقد تم تطوير العديد من إصدارات صواريخ “أتاكمس”على مر السنين، وذلك من أجل الاستجابة للاحتياجات المتطورة للجيش الأمريكي.

ومن أبرز الإصدارات التي تم تطويرها لهذا النوع من الصواريخ هناك: MGM-140A Block I، وMGM-140B Block IA، وMGM-164A Block II، وMGM-168 Block IVA.

وقال الخبير الأمني والاسترتيجي محمد الطيار، “إن المغرب يعد من الحلقة الضيقة لحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية المعنيين بحصولهم على أسلحة نوعية من جهة، وهي أسلحة نوعية بالدرجة الأولى”، مبرزا أن هذا الأمر “يظهر من خلال العديد من الأسلحة النوعية الدقيقة جدا التي حصل عليها المغرب في الثلاث سنوات الأخيرة، من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، والتي لا تشمل فقط المدرعات، ولكن تشمل أنواع أخرى متعددة من الأسلحة”.

وكشف الطيار، من جهة أخرى، أن هذا الأمر “خلق نوعا من التوجس في المحيط الإقليمي المغربي خاصة من لدن إسبانيا حيث أن النخبة السياسية والصحافة بالجارة الشمالية، أصبحت تتكلم بصوت مرتفع على أن التوازنات العسكرية ما بين إسبانيا والمغرب أصبحت مختلة لصالح المغرب”، مضيفا أن المغرب “لم يدخل فقط من الباب الواسع فيما يخص التسليح العسكري، بل أن إسبانيا أصبحت تقوم بإجراءات لتأمين وتطوير تواجدها العسكري خاصة في الجزر المغربية المحتلة”.

وتوفر هذه الإصدارات من صواريخ “أتاكمس” نطاقًا أكبر ودقة متطورة وحمولات متنوعة، بما في ذلك الرؤوس الحربية الأحادية والذخائر الصغيرة، لتنفيذ مجموعة واسعة من المهام.

وكانت القوات المسلحة الملكية قد حصلت مؤخرا على راجمة الصواريخ الباليستية HIMARS من الولايات المتحدة في صفقة بلغت حوالي 524 مليون دولار.

ويمكن تجهيز نظام HIMARS، المعروف بدقته وقابليته للتنقل، بأنواع مختلفة من الصواريخ، بما في ذلك صواريخ “أتاكمس”.