خبير أمريكي يدعو ترامب إلى وقف تمويل بعثة “المينورسو”

في سياق الجدل المتصاعد داخل واشنطن حول ميزانية الأمم المتحدة، دعا “الزميل أول” في معهد المشاريع الأمريكية مايكل روبين (The American Enterprise Institute)، والمتخصص في الشأن الإيراني والتركي والشرق الأوسط، في مقال إلى إلغاء بعثات حفظ السلام التي أثبتت فشلها، وعلى رأسها “بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (مينورسو)”، معتبراً أن هذه البعثة لا تكلّف فقط مليارات الدولارات فقط، بل تساهم في “تكريس الصراع بدل حله”.
كما سلّط الخبير الأمريكي مايكل روبين في مقالته الصادرة يوم 19 مارس 2025 الضوء “على مرور أكثر من ثلاثة عقود على بعثة “مينورسو” التي أُنشئت سنة 1991″ والتي “لم تُجرِ أي إحصاء سكاني”، معتبراً ذلك دليلاً على فشلها الذريع.
ويذهب الخبير إلى أبعد من ذلك، مشيرًا إلى أن تمويل “مينورسو” (…) يمثل خيانة للمغرب باعتباره شريكاً في “اتفاقية أبراهام”، في إشارة إلى اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء سنة 2020.
واتهم روبين “جبهة البوليساريو” الانفصالية بأنها “تمنع لاجئي تندوف من العودة إلى المغرب”، قائلاً إن “القيادة المدعومة من الجزائر تحتجز زوجات وأطفال اللاجئين كرهائن لمنع إعادة التوطين”، معتبراً في نفس الوقت أن الأمم المتحدة، من خلال دعمها غير المباشر لهذه الوضعية، “تُضفي شرعية مصطنعة على جبهة لم تعد تعبّر عن تطلعات الصحراويين”.
وفي غضون ذلك، امتد انتقاد روبين ليشمل بعثة “مونوسكو” في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي وصفها بـ”الكارثية”، متّهماً إياها بـ”تحويل مخيمات اللاجئين إلى قواعد لتدريب المتطرفين”، و”تشجيع جرائم الكراهية من خلال الفساد والتضليل السياسي”.
كما انتقد استمرار بعثة حفظ السلام في قبرص، معتبراً أنها تحولت إلى غطاء يهدف لتغيير ديمغرافية الجزيرة. وطرح روبين بديلاً يتمثل في “إفساح المجال للاتحاد الأوروبي لتفعيل جيشه القاري الجديد كبديل أكثر فاعلية وأقل كلفة”.
وفي السياق نفسه يرى روبين أنَّ “من المعيب أن خبراء الأمم المتحدة يصدرون تقارير حقوقية على بُعد آلاف الكيلومترات، بينما يتغذون على روايات رسمية لا تعكس واقع النزاع”.
ووجّه روبين نداء مباشراً إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بقوله”إذا أراد غوتيريش تفادي منشار ترامب (في إشارة إلى قرارات إلغاء دعم أمريكا لتمويل عدد من الهيئات والمنظمات)، فعليه إنهاء البعثات الورقية التي تفشل في صنع السلام، وتُبقي على الأزمات مشتعلة”.
وتأتي هذه المطالب في سياق الضغوط المتزايدة داخل الكونغرس لتقليص مساهمة الولايات المتحدة في تمويل الأمم المتحدة، علما أن مساهمتها تمثل نحو 28% من ميزانية حفظ السلام الأممية.