story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

خبيرة مغربية: لهذا لا يمكن لضرب المواقع النووية الإيرانية أن ينتج إشعاعات خطيرة

ص ص

عقب الضربات الأميركية التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية في إيران، سادت موجة من القلق والتخوف في أوساط الرأي العام، وسط حديث متصاعد عن احتمال وقوع “تسرب إشعاعي” أو تشكل “سحابة نووية” قد تمتد آثارها إلى خارج الحدود الإيرانية، وقد زادت من حدة هذه المخاوف طبيعة المنشآت المستهدفة، التي تشمل مواقع نووية بارزة مثل نطنز وفوردو وأصفهان.

وفي تفاعلها مع هذه المخاوف، نفت هاجر الفاتيحي، الخبيرة في تدبير النفايات المشعة، أن “يشكل الهجوم المفترض على بعض المواقع النووية الإيرانية تهديداً إشعاعياً مباشراً”، مؤكدة أن “المخاطر الحقيقية لهذا الهجوم تندرج ضمن الأبعاد البيئية والكيميائية بالدرجة الأولى”.

وأوضحت الفاتيحي في تدوينة لها على موقع “فايسبوك” أن ما يُروَّج له من إمكانية حدوث “سحابة نووية” أو “تسرب إشعاعي واسع” لا يستند إلى أساس علمي، نظراً لكون المنشآت المستهدفة لا تحتوي على مفاعلات نووية نشطة ولا وقود نووي مستهلك، بل تُستخدم فقط لتخصيب اليورانيوم باستخدام مادة شديدة السمية تُعرف باسم “أورانيوم هيكسافلوريد” (UF6).

وأضافت أن هذه المادة، رغم خطورتها الكيميائية العالية، لا تشكل تهديداً إشعاعياً مباشراً ما لم تدخل الجسم عن طريق الاستنشاق أو البلع، مشيرة إلى أن UF6 يتكون أساساً من اليورانيوم-238 غير القابل للانشطار، مع نسبة ضئيلة من اليورانيوم-235، وهو العنصر القابل للانشطار المستخدم في إنتاج الوقود أو الأسلحة النووية.

وبحسب الفاتيحي، فإن حدوث انفجار نووي يتطلب شروطاً تقنية معقدة، أبرزها تحقق الكتلة الحرجة والتوزيع الهندسي المناسب للمادة، وهو أمر غير متوفر في هذه المنشآت، ما يجعل فرضية الانفجار غير واردة علمياً.

وتعد الكتلة الحرجة هي الحد الأدنى من المادة القابلة للانشطار (مثل اليورانيوم-235) اللازم لبدء تفاعل نووي متسلسل ذاتي الاستمرار، فإذا كانت الكمية أقل من هذا الحد، فإن التفاعل يتوقف بسرعة. أما التوزيع الهندسي، فيعني الطريقة التي تُرتّب بها هذه المادة، فشكل المادة (مثل أن تكون كروية أو موزعة بعشوائية) يؤثر كثيراً في نجاح التفاعل، ولذلك، حتى مع وجود مادة مشعة، إذا لم تتحقق الكتلة الحرجة والتوزيع المناسب، فلا يمكن حدوث انفجار نووي.

وتابعت أن الإشعاع المنبعث من هذه المواد ينتمي إلى نوع “ألفا”، وهو لا يخترق الجلد ويُعتبر آمناً نسبياً ما لم يُستنشق أو يُبتلع، أما التحلل الإشعاعي لبعض النواتج، فقد يطلق أشعة “غاما”، لكنها تبقى ضعيفة ولا تُشكل خطراً كبيراً إذا تم الابتعاد عن موقع التسرب المحتمل.

ورداً على ما راج حول احتمال تكوّن “سحابة مشعة”، شددت الفاتيحي على أن الحالة الإيرانية تختلف جذرياً عن كارثة “تشرنوبيل”، حيث كان الانفجار قد طال مفاعلاً نووياً نشطاً أدى إلى تسرب نواتج انشطار بكميات ضخمة، أما في إيران، فلا وجود لمفاعل نشط ولا لوقود مستهلك، وهو ما يقلل من احتمال حصول تلوث إشعاعي واسع النطاق.

كما لفتت إلى أن البنية التحتية النووية الإيرانية مبنية إلى حد كبير تحت الأرض، وهو ما يساهم في احتواء المواد الخطرة وتقليل فرص تسربها إلى البيئة المحيطة.

في المقابل، نبهت الفاتيحي إلى خطر تسرب هذه المواد إلى المياه الجوفية، نظراً لقدرتها على الذوبان في الماء وتلويث الفرشة المائية، محذرة من أن ذلك يمكن أن يلوث الفرشة المائية في حال لم تكن التربة أو الصخور عازلة.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت اليوم الأحد 22 يونيو 2025 عقب الضربات الأميركية التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية في إيران، عدم رصد أي زيادة في مستوى الإشعاعات بعد الضربات الأميركية.

وقالت الوكالة في بيان “عقب الهجمات على ثلاثة مواقع نووية في إيران… تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم الإبلاغ عن أي زيادة في مستويات الإشعاع خارج المواقع حتى الآن”.

ومع ذلك، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن عقد اجتماع طارئ بمقرها في فيينا، وذلك يوم الإثنين، وفق ما أفاد به مديرها العام، رافاييل غروسي.