story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
حقوق وحريات |

خبراء دوليون: ملف حراك الريف يفرض نفسه على الأجندة الدولية

ص ص

اعتبر خبراء دوليون أن ملف معتقلي حراك الريف ما يزال يفرض نفسه على الأجندة الدولية، بعدما أعادت وفاة أحمد الزفزافي، والد قائد الحراك ناصر الزفزافي، تسليط الضوء على عمق الأزمة الحقوقية بالمغرب، مؤكدين أن الحراك لم يُطوَ وأن جذوره الاجتماعية والسياسية ما تزال قائمة.

وشدّد المتدخلون على أن صورة المغرب كـ”وجهة سياحية جذابة ومركز لصناعة السينما” لا يمكن أن تنفصل عن واقع وجود معتقلين سياسيين وأحكام ثقيلة بالسجن، داعين إلى مضاعفة الضغط الدولي وتوحيد الجهود مع المجتمع المدني لإطلاق سراح المعتقلين وضمان احترام الكرامة والعدالة وحقوق الإنسان.

جاء ذلك خلال ندوة دولية بعنوان :نضال مستمر لإطلاق سراح معتقلي حراك الريف وكافة المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي” نظمتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، يوم السبت 6 شتنبر 2025، في إطار الحملة الدولية لإطلاق سراح معتقلي حراك الريف وكافة المعتقلين السياسين بالمغرب

وفي هذا السياق، اعتبر مدير برنامج في منظمة “فريدوم هاوس” الأمريكيةالمعنية بتحرير السجناء السياسيين، براين ترونيك، أن الهدف الأساسي يتمثل في تسليط الضوء على الصورة التي يسعى المغرب إلى تصديرها كوجهة سياحية رومانسية ومركز لصناعة السينما وفضاء جاذب عالميًا، “وهو البلد الذي يقبع في سجونه معتقلون سياسيون”. 

وأوضح أن “هذه الصورة يجب أن تُواجَه بالتحدي، فلا يمكن السماح للمغرب باستضافة فعاليات دولية والحفاظ على صورة ناصعة في الخارج، بينما يُحكَم على أشخاص بالسجن عشرين سنة ويُمارَس التعذيب ضدهم”.

وفي هذا الصدد، أشار ترونيك إلى أن وجود المنظمة في العاصمة الأميركية يتيح لها الاستفادة من علاقات خاصة مع الحكومة الأميركية، بما في ذلك الكونغرس ووزارة الخارجية، وربما حتى البيت الأبيض، من أجل نقل أصوات المتضررين في المغرب، بمن فيهم عائلات المعتقلين مثل عائلة ناصر الصافي، إلى صانعي القرار في واشنطن وخارجها.

وقال المتحدث، إن منظمة “فريدوم هاوس” تعتمد في جوهر عملها الحقوقي على الناشطين المحليين المتواجدين على الأرض، مؤكداً أن أي جهد تقوم به المنظمة من مقرها بواشنطن “لن يكون ممكناً من دون الشركاء المحليين”.

وأضاف أن فريدوم هاوس تمتلك شبكة واسعة من العلاقات الدولية تتيح لها إيصال أصوات الضحايا وإثارة الانتباه إلى القضايا الحقوقية.

وأكد المصدر أن المنظمة مستعدة دائمًا للاستماع إلى مقترحات الشركاء المحليين وتلقي آرائهم حول ما يمكن أن يكون مفيدًا، مشيراً إلى وجود أفكار لمشاريع مشتركة سيتم بحثها لاحقاً بعيداً عن اللقاءات العامة.

وشدّد على أن الرسالة الأساسية هي أن المجتمع الحقوقي يجب أن يتوحد حول هؤلاء المعتقلين، مؤكدا “أننا في واشنطن وخارجها نعمل معاً من أجل رفع الكلفة وفرض عواقب على هذه الممارسات”.

ومن جانبه قال عضو البرلمان الأوروبي، تايس رويتن، عن حزب العمل–الخضر في هولندا، إن خبر وفاة أحمد الزفزافي كان حدثًا بارزًا، في هولندا ومختلف أنحاء أوروبا والعالم بأسره، مضيفًا أن هذا الخبر المحزن أبرز مجددًا أهمية النضال المتواصل من أجل معتقلي حراك الريف والقضية التي يجسدونها.

وأكد رويتن أن الأمر لا يتعلق فقط بالمعتقلين كأفراد، بل بالعدالة والكرامة وحقوق الإنسان عمومًا، مشددًا على أن “المهم هو أنهم لا زالوا حاضرين في أذهان الحقوقيين والمتعاطفين وساكنة المنطقة، وأن هذا النضال لم يُطوَ”.

وذكّر البرلماني الأوروبي بأنه في يناير 2023 بادر إلى تقديم أول قرار منذ عشرين عامًا في البرلمان الأوروبي بخصوص سياسة المغرب في مجال حقوق الإنسان، وهو ما أثبت ـ بحسبه أن الضغط لا يحتاج إلى الكثير حتى يثير ردود فعل قوية من الحكومة المغربية التي عقدت جلسات استثنائية وغير ذلك، مع أن المطالب كانت “بسيطة للغاية احترام الحقوق الأساسية، إطلاق سراح المعتقلين، بمن فيهم ناصر الزفزافي، إلى جانب الصحافيين”.

وأضاف رويتن أن الوقت قد حان لمضاعفة الجهود داخل المنظمات الدولية، معتبرًا أن البرلمان الأوروبي يمتلك صوتًا قويًا، وأن التجربة السابقة أثبتت أن مجرد قرار بسيط كان كافيًا لإثارة القلق والتهديدات من الحكومة المغربية.

وطالب المسؤول الهولندي، الاتحاد الأوروبي، بأن يضع ملف حقوق الإنسان دائمًا على جدول أعماله في أي لقاء مع المغرب.

وأوضح المتحدث أن الجهود ستُضاعف عبر مبادرات جديدة بالتعاون مع المجتمع المدني، مؤكدًا أن الذكرى الثالثة للقرار الأوروبي حول حقوق الإنسان في المغرب ستكون محطة لإعادة طرح الملف بقوة، خاصة مع البرلمان الأوروبي الجديد بعد الانتخابات الأخيرة.

وختم رويتن قائلاً: “هذا النضال لن ينتهي إلا بتحقيق أبسط المطالب، وهي الكرامة، العدالة، والمعاملة الطبيعية للمواطنين”، مبرزا أن التعليم والصحة وظروف العمل اللائقة حقوق طبيعية لمجموعة من المواطنين، وهي جوهر ما كان النضال من أجله منذ أكثر من ثماني سنوات وما يزال كذلك إلى اليوم.