story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

حيرة وليد الرݣراݣي

ص ص

كلما ازداد تألق اللاعبين المغاربة في أقوى الأندية والدوريات خلال نهاية هذا الموسم، كلما سيزداد الضغط على مدرب المنتخب الوطني وليد الرݣراݣي في مسألة اختيار التشكيلة الرسمية التي تبدأ مبارتي شهر يونيو المقبل أو اللائحة النهائية التي ستدخل المعسكر الإعدادي لهاتين المبارتين، ولاشك أنه سيتردد كثيرا في الحسم في اختياراته البشرية والتكتيكية مستقبلا وفي كيفية المحافظة على روح المجموعة، سيما في ظل العرض الباهت الذي قدمه الفريق الوطني خلال شهر مارس الماضي في وديتي مويطانيا وأنغولا.

فبعد أيام من تألق أيوب الكعبي خلال مواجهتي نصف نهاية كأس المؤتمر الأوربي مع ناديه أولمبياكوس اليوناني ضد أسطون فيلا الإنجليزي بتسجيله لخمسة أهداف وتربعه على رأس هدافي المسابقة.. جاء يوسف النصيري الذي يلعب في نفس مركز الكعبي وله نفس البروفايل الهجومي، ليسجل ثنائية مع فريقه إشبيلية ضد نادي فياريال ليرفع رصيده إلى 15 هدفا هذا الموسم ويصبح أكثر لاعب مغربي تسجيلا للأهداف في تاريخ الدوري الإسباني.

في الحقيقة لا أحد يتمنى أن يكون في نفس منصب وليد الرݣراݣي مع الحرج الحاصل في التفضيل بين لاعبين إثنين في نفس المركز ونفس البروفايل ونفس الآداء المبهر مع النادي، إذ أن أي اختيار لأحدهما رسميا في التشكيلة، سيتعرض بسببها الناخب الوطني للإنتقاد الشديد والإتهام بالمحاباة إذا ما تواضع آداء اللاعب المفضل على الآخر.

نفس حالة يوسف النصيري وأيوب الكعبي في مركز قلب الهجوم، ستُطرح كذلك مع حالتي سفيان رحيمي المتألق مع نادي العين الإماراتي، واللاعب الواعد في صفوف موناكو الفرنسي إلياس بن الصغير في مركز الجناح الأيسر، وبين حكيم زياش الذي استعاد عافيته مع غلطة سراي التركي، وابراهيم دياز الذي يصنع موسما خرافيا مع ريال مدريد، وأمين عدلي الفائز مع ليفركوزن بلقب البوندسليغا، وذلك في أحقية كل منهم في اللعب أساسيا في الجهة اليمنى أو دور صانع الألعاب.. هذا دون أن ننسى أن لدينا لاعبَين من أفضل ما تتوفر عليه الكرة العالمية في مركز الظهير الأيمن، ويتعلق الأمر بأشرف حكيمي ونصير مزراوي، هذا الأخير الذي يضطر وليد في أكثر من مناسبة لإشراكه في الجهة اليسرى للدفاع، فقط لكي يتفادى إجلاس لاعب أساسي في بايرن ميونيخ في كرسي الإحتياط.

الثابت أن الفريق الوطني المغربي يعرف حاليا وفرة غير مسبوقة عبر تاريخه في اللاعبين العالميين، وفي وجود لاعبَين على الأقل من مستوى عالي في نفس المركز يقدمان آداءً كبيرا في مركزهما مع ناديهما، وإذا أضفنا كيف أن الجمهور العادي أصبح يتوفر على وسائط الإنتقاد والإقتراح والتحليل المتمثلة في وسائل التواصل الإجتماعي، فالجدل حول المنتخب الوطني ولاعبيه واختيارات مدربه، وعدم الإجماع على تشكيلة معينة، سيشهد في الأشهر المقبلة تفاقما متزايدا في أوساط المتخصصين والجمهور الرياضي والرأي العام، وقد يصنع ذلك ضغطا كبيرا على الطاقم التقني وينزع منه الظروف المريحة للإشتغال، مما قد يؤدي به إلى ارتكاب المزيد من الأخطاء في اختياراته البشرية والتكتيكية.

وليد يعرف أن مبارتي شهر يونيو ستحدد مصيره في الإستمرار حتى كأس إفريقيا 2025 من عدمه، والأمر متوقف على النتيجة والأداء معا، فهما اللذان سيشفعان له لتخفيف حدة انتقادات المغاربة لاختياراته التي سيقوم بها في صفوف هذا الكم الهائل من اللاعبين المتألقين.