حمودي: رغم الشعارات المشتركة.. احتجاجات “جيل Z” تختلف عن حركة 20 فبراير

قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، إسماعيل حمودي إن عناصر الاختلاف بين احتجاجات “جيل Z” وحركة 20 فبراير تتفوق على أوجه التشابه، فبالرغم من تكرار بعض الشعارات نفسها مثل “حرية، عدالة، كرامة اجتماعية” و”ارحل”، إلا أن سقف هذه المطالب يظل اجتماعيًا، بخلاف ما كان عليه الحال في حركة 20 فبراير التي رفعت شعارات سياسية مثل تغيير الدستور.
وأوضح حمودي خلال مشاركته في برنامج “من الرباط” الذي يبث على منصات صحيفة “صوت المغرب”، أن “هذا الجيل قادم من العالم الافتراضي، فهو جيل رقمي بامتياز ومنقطع بدرجة كبيرة عن الفاعلين التقليديين وطرق الممارسة السياسية المعتادة، وهو ما يجعله مختلفًا عما وقع في 20 فبراير، حيث كان هناك التقاء بين شباب منتمين سياسيًا، إضافة إلى دعم نقابي وحزبي شكل حاضنة للاحتجاجات”.
وأضاف حمودي أن “من مميزات هذه الاحتجاجات أيضا أنها متواصلة زمنيًا، فبينما كانت مظاهرات 20 فبراير تنظم أسبوعيًا أو كل عشرين يومًا، وحتى في حراك الريف كانت تتم كل يوم خميس، فإن احتجاجات “جيل Z” تجري بشكل يومي، وهو أمر جديد في تاريخ المغرب”.
كما أشار إلى أن “هذه الاحتجاجات تُنظم في أماكن مختلفة بالتزامن، على عكس الحركات السابقة التي كانت تتركز في نقاط محددة”، واعتبر أن “هذه الخصائص تفسر صعوبة تدبير هذه الاحتجاجات، لأنها لا تشبه ما وقع سابقًا، ولا يُعرف بدقة من هو الطرف الذي تتم مواجهته”.
وأكد أن السلطات نفسها تفاجأت باحتجاجات “جيل Z”، والدليل على ذلك أن “طرق تعاملها اختلفت من مدينة إلى أخرى، إذ لم يكن هناك نهج وطني موحد في التدخل، بل تُرك الأمر للمسؤولين المحليين والجهويين، وهو ما أدى إلى ردود فعل متفاوتة، تراوحت بين استعمال العنف في بعض المناطق والتعامل الراقي في مناطق أخرى، مما أنتج صور متناقضة”.
وأوضح أنه “لمواجهة هذا الوضع المفاجئ، لجأت السلطات في البداية إلى إظهار حضورها عبر الردع، من خلال الإنزال المكثف للقوات الأمنية، وهو ما دفعها إلى الاستعانة بعدة أجهزة في الوقت نفسه، سواء تلك المدربة على التعامل مع الحشود أو غير المدربة مثل الدرك الملكي والقوات المساعدة، الأمر الذي قد يؤدي إلى فقدان السيطرة على مسار الاحتجاجات”.
وأضاف أن “السلطات تسعى كذلك إلى التعرف على هوية هؤلاء المتظاهرين، وهو ما يفسر توقيفها لأكبر عدد منهم من أجل الوصول إلى العقل المدبر المحتمل وراء هذه الاحتجاجات”، مشيرًا إلى أن “احتفاظها ببعض الموقوفين يهدف إلى استنطاقهم وجمع المعلومات”.
لمشاهدة الحلقة، يرجى الضغط على الرابط