حمزة الأنفاسي يكتب: سباق الأمل والتغوّل

يعكف المغرب على الاشتغال على مشاريع بنيوية ضخمة استعدادا لاحتضان تظاهرات رياضية كبرى. حيث يمكن استخلاص أن الدولة انخرطت في سياسات لم تجرأ من قبل على الخوض فيها، وفي الآن ذاته. وأخص بالذكر هنا موجة الهدم التي غزت كل أرجاء المملكة.

كما يستمر المغرب في جنب ثمار العمل الذي ما فتئت الديبلوماسية المغربية تقوم به. حيث انضمت دول كثيرة إلى ركب المعترفين بأن مسار الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية هو الحل الوحيد الجاد والعقلاني في ما يخص قضية الصحراء المغربية.

كل هذه الجهود تتعارض مع ظاهرتين عرفت السنة الماضية استمرارهما، وأشارت إلى أنهما هنا من أجل المكوث. الذي يبدو هو استمرار التضييق على حريتي الصحافة والتعبير، من خلال المتابعة القضائية لمجموعة من الصحافيين والمدونين والحقوقيين، بل ومتابعة البعض منهم بمضامين القانون الجنائي عوض قانون الصحافة.

الظاهرة الثانية التي تضر بمسار البناء الذي تخوضه البلاد هو استمرار تغول سلطة المال في كل المجالات، وانقضاض مجموعة صغيرة من رجال المال والأعمال على مجموعة من المقدرات والموارد التي كان من الأحرى أن تجد لنفسها مكانا بين صفوف صغار الشركات وعموم المواطنين. سلطة المال هذه كذلك لازالت تلوث المجال السياسي والإعلامي، واللذين لا يجوز أن يُحتكم فيهما إلى سلطة المال، عوض سلطة الإقناع السياسي في الأولى والخبر الحر في الثانية.

*كاتب وصحافي