حكيم بلعباس: أعمال فنية تصور لنا كل شيء إلا الحقيقة
أبرز المخرج السينمائي ومدير المعهد العالي لمهن السينما والسمعي البصري، حكيم بلعباس، دور السينما في التنمية المجالية، خلال الندوة الافتتاحية لفعاليات الأيام السينمائية والإعلامية لإقليم بولمان، المنظم في دورته الأولى، من الجمعة 19يناير 2024 إلى غاية 21 يناير 2024 بمدينة ميسور.
واعتبر المخرج السينمائي “أن جوهر الاشعاع والنهوض بالتنمية المجالية هو البحث عن الخاصية البصرية والسردية لمنطقة بولمان ووضعها في قالب سينمائي بوسائله الحديثة”، وذلك لتسليط الضوء على مختلف جوانب المنطقة ومعالجتها في قالب تطغى فيه خصوصية أهلها.
وأضاف بلعباس “أن الفعل السينمائي يحتاج إلى أفكار أصيلة تحترم عادات وتقاليد المنطقة، وليس ما يسوق لنا عنها، بل التقرب من تفاصيلها الصغيرة، والانطلاق منها”، مشيرا في هذا الصدد إلى أن العديد من الأعمال الفنية “تصور لنا كل شيء إلا الحقيقة”.
وأشار بلعباس إلى أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي والتطور التكنولوجي في المجال السينمائي، مبرزا أهمية هذا التطور التكنولوجي في التأقلم والتكيف مع خصوصية ومناخ منطقة بولمان، وداعيا في المقابل إلى تصوير فيلم سينمائي حول “ماراطون الجبال” بخاصيات الذكاء الاصطناعي، والذي سيعكس في نظره جانب التحدي والعزيمة لدى العدائين، في قالب متطور.
وفي تصريح خص به “صوت المغرب”٫ قال بلعباس إن هدفه من المشاركة في الملتقى هو تقاسم ثمار تجربته الأكاديمية والفنية التي انطلقت من المغرب مرورا بفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا “أن أهم ما يمكن الافتخار به هو الأصل والجدور والانتماء”.
كما عرض بلعباس خلال الندوة إمكانية تزويده للمنطقة باللوجستيك الكافي لإنتاج أعمال سينمائية فنية، إضافة إلى طاقم فني وخبراء المجال السينمائي، وخريجي وطلبة المعهد العالي لمهن السينما والسمعي البصري، من أجل تصوير أشرطة سينمائية، وأعمال أصيلة تحاكي معاناة المنطقة، وتبسط صور حياة ساكنتها.
وختم بلعباس مداخلته بتشخيصه لوضع المجتمع المغربي الذي “أضحى يتخلص من قيمه بشكل تدريجي، حيث اختفت معاني وواقع القاعات السينمائية ودور الشباب، وهي الفضاءات التي استبدلت في عصرنا الحالي بالهواتف والحواسب ومواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح في المقابل الفضاء أكثر حقيقة منا”.