story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
حقوق وحريات |

حقوقيون يدينون اعتداءات اليمين المتطرف على المغاربة بإقليم موريسيا

ص ص

استنكرت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان اعتداءات اليمين المتطرف في موريسيا على المهاجرين الذين أغلبهم من المغرب، معتبرة إياها “تقويضاً للمسار الذي قطعته إسبانيا في مجال إدماج المهاجرين”.

وأعربت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، في بلاغ توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه، عن تنديدها بالأعمال العنصرية التي “يقوم بها منتمون إلى حزب فوكس اليميني المتطرف”، وبكل أعمال التحريض على الكراهية التي “يتم الترويج لها عبر وسائل الإعلام الإسبانية الموالية لليمين المتطرف وبفضاءات التواصل الاجتماعي”.

وقالت المنظمة إنها تتابع الأحداث الأليمة التي جرت في إقليم مورسيا بإسبانيا، إذ تمت مطاردات عنصرية دموية خطيرة لمهاجرين أغلبيتهم مغاربة يقيمون بمدينة “توري باتشيكو” منذ أكثر من عقدين.

وسجلت المنظمة بقلق شديد “تصاعد المد العنصري لليمين المتطرف الذي يذهب ضحيته المهاجرون بإسبانيا”، مشيرة إلى أنه “يضرب في العمق النسيج الاجتماعي الإسباني، ويحيي مشاعر العنصرية والخوف والكراهية”.

وحذرت المنظمة المغربية من الانعكاسات السلبية لهذه الأحداث على العلاقات المغربية الإسبانية وعلى صورة إسبانيا داخل المجتمع المغربي، معبرة عن إدانتها توظيف اليمين المتطرف لملف المهاجرين ولأحداث ثانوية واستغلالها بتحويلها لورقة انتخابية.

ودعت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان القوى الحقوقية والديمقراطية في إسبانيا “لتتجند ضد تصاعد موجة الميز العنصري، وعدم التسامح، بكل أشكاله ومظاهره”، والوقوف في وجه كل الأنشطة التي تقوم على الترويج للتمييز والعنصرية، كما تنص على ذلك الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري.

وشددت المنظمة على ضرورة فتح تحقيق في هذه الأحداث العنصرية الخطيرة، مشدة على ضرورة محاكمة كل المتورطين فيها، وكل من يروج للخطاب العنصري والتمييزي ضد المهاجرين.

وكانت النيابة العامة العليا في إقليم مورسيا بإسبانيا، قد أعلنت عن فتح تحقيق أولي ضد زعيم حزب “فوكس” (Fox) اليميني المتطرف في الإقليم، خوسيه أنخيل أنتييلو، بتهمة ارتكاب جريمة تحريض على الكراهية، على خلفية الاعتداءات التي طالت مهاجرين مغاربة في بلدة توري باتشيكو.

وانطلق التحقيق يوم الثلاثاء 15 يوليوز 2025، تحت إشراف النيابة المكلفة بجرائم الكراهية، وسيمتد ليشمل منشورات على منصات التواصل الاجتماعي، والتي وردت فيها تصريحات أثارت جدلاً واسعاً بشأن المهاجرين.

وتأتي هذه الخطوة بعد شكاوى تقدم بها كل من الحزب الاشتراكي، وحزب اليسار الموحد، وحزب بوديموس، في أعقاب تصريحات أنتييلو ضد المهاجرين، بالتزامن مع الأحداث التي أفضت حتى الآن إلى اعتقال 13 شخصاً.

وفي السياق، أعلن الأمين العام للحزب الاشتراكي في مورسيا، فرانسيسكو لوكاس، أن حزبه قدّم شكوى إلى النيابة ضد خوسيه أنخيل أنتييلو بتهمة التحريض على الكراهية ضد المهاجرين، بسبب تصريحاته حول الاعتداء الذي تعرض له أحد سكان توري باتشيكو، والذي يُشتبه في أن منفذيه من أصول مغاربية.

كما قدّم حزب بوديموس شكاوى إلى النيابة ضد عدد من قيادات حزب فوكس، من بينهم زعيمه الوطني سانتياغو أباسكال، متهماً إياهم بـ”نشر والتشجيع على تداول مقاطع فيديو تظهر عمليات مطاردة عنيفة” في تورّي باتشيكو، إلى جانب الأحداث التي وقعت خلال عطلة نهاية الأسبوع، والتي وصفها الحزب بأنها “حملة صيد ضد المهاجرين”.

وجاءت هذه التحركات القانونية رداً على تصريحات الزعيم اليميني المتطرف الذي قاد يوم السبت الماضي فعالية تحت عنوان “دافع عن نفسك من انعدام الأمن”، والتي اعتبرها الحزب الاشتراكي “تهديداً لأمن آلاف الأشخاص وتتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان”.

وربط أنتييلو، خلال الفعالية ذاتها، بين الهجرة والجريمة وقال أمام وسائل الإعلام: “لقد حذرنا مما سيحدث. الإسبان سيفقدون صبرهم على الاستمرار في تمويل هذه الهجرة غير الشرعية، التي تعتدي على كبار السن في الشوارع، وتهاجم المثليين وتغتصب بناتنا في الشوارع”.

وأضاف: “نحن لا نريد مثل هؤلاء الناس في بلادنا. سنقوم بترحيلهم جميعاً. لن نترك واحداً منهم”.

وتعود بداية الأحداث إلى اعتداء وقع على رجل في الستين من عمره في البلدة، حيث تم توقيف ثلاثة أشخاص على خلفيته.

وقد استُغلت هذه الحادثة كذريعة للتحريض على مهاجمة المواطنين المغاربة، الذين يُقدّر عددهم بنحو 7 آلاف شخص من أصل إجمالي سكان البلدة البالغ نحو 42 ألف نسمة.