story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

حقوقيون يدقون ناقوس الخطر حول معاناة شباب مغاربة معتقلين في الجزائر

ص ص

عبّر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرشيدية عن “قلقه العميق” إزاء وضعية عدد من الشباب المغاربة المعتقلين في السجون الجزائرية، والذين تقول عائلاتهم إنهم يعيشون في ظروف “لاإنسانية” على خلفية محاولتهم الهجرة بشكل غير نظامي نحو أوروبا عبر الأراضي الجزائرية.

وأوضح الفرع الحقوقي، في بيان توصلت به “صوت المغرب”، أنه توصل في الآونة الأخيرة بعدد من طلبات المؤازرة من عائلات شباب من المنطقة يقيمون أو يعملون في الجزائر، مؤكداً أنه راسل وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج عدة مرات بهذا الخصوص، “دون أن تكلف نفسها عناء الرد”، ما اعتبره مؤشراً على “الاستخفاف بضحايا هذه الانتهاكات”.

وأشار البيان إلى أن “الوضع الاجتماعي والاقتصادي الصعب الذي يعيشه شباب الجنوب الشرقي، إلى جانب الارتفاع المهول في الأسعار، وتفشي البطالة، وواقع التهميش والإقصاء، دفعت عدداً منهم إلى اتخاذ قرار الهجرة عبر الجزائر”، لافتاً إلى أن بعض هؤلاء فقدت عائلاتهم الاتصال بهم، فيما أُوقف آخرون وحوكموا بتهم وصفها البلاغ بـ”الملفقة”، منها “تكوين شبكات للهجرة السرية”، في ظل غياب ضمانات المحاكمة العادلة.

وشددت الجمعية على أن الهجرة “حق إنساني مكفول دولياً ولا يجب أن يُجرّم”، مطالبة الدولة الجزائرية باحترام حق هؤلاء الشباب في المحاكمة العادلة، والدولة المغربية بالتدخل العاجل دبلوماسياً لحل الملف، وضمان حقوق شباب الجنوب الشرقي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية، ورفع التهميش عن المنطقة.

واحد من هؤلاء

ويعيش الشاب المغربي محسن الركراكي، البالغ من العمر 27 سنة، منذ سنتين خلف أسوار أحد السجون الجزائرية، بعد أن تحوّل حلمه بالهجرة إلى كابوس طويل، تُوج بمحاكمة قاسية بثلاثة سنوات سجنا نافذا بتهم ثقيلة “لا علاقة له بها”، بحسب ما تؤكده عائلته.

محسن، الذي كان يشتغل في مجال ميكانيك السيارات بمدينة الراشيدية، غادر البلاد بحثًا عن فرصة حياة أفضل، وسلك طريقًا غير تقليدي للهجرة، بدأها برحلة جوية نحو تونس، ومنها دخل إلى الجزائر، أملاً في العبور إلى الضفة الأخرى من البحر المتوسط.

لكن حلمه سرعان ما انهار عندما تم توقيفه من طرف السلطات الجزائرية، حيث وُجهت له ولعدد من الشباب المغاربة تهم تتعلق بـ”الاتجار بالبشر” و”غسل الأموال” و”الهجرة غير الشرعية”، وهي تهم تنفيها أسرته بشكل قاطع.

“سلك طريقًا خاطئًا”

وفي حديثه لصحيفة “صوت المغرب”، يقول سعد الركراكي، شقيق محسن: “أخي لم يكن مجرمًا، بل فقط شابًا بسيطًا أراد تحسين وضعه الاجتماعي، ولا علاقة له بأي شبكة أو نشاط غير قانوني، وكل ما في الأمر أنه سلك طريقًا خاطئًا للهجرة، فوجد نفسه في مواجهة تهم خطيرة لا تربطه بها أية علاقة”.

وتكشف وثائق رسمية اطلعت عليها صحيفة “صوت المغرب”، مضامين التصريحات التي أدلى بها الشباب المغاربة المعتقلين في الجزائر، والمتابعين بتهم ثقيلة من بينها “تهريب المهاجرين ضمن جماعة إجرامية منظمة” و”تبييض الأموال”.

وتُظهر هذه التصريحات، التي وردت في محاضر الاستماع الرسمية وأمام القاضي، روايات متطابقة تنفي أية علاقة لهؤلاء الشباب بالشبكات المنظمة للهجرة غير النظامية.

وجاء في محاضر الاستماع التي حصلت الصحيفة على نسخة منها، أن أحد المصرّحين أكد تمسكه بتصريحاته السابقة التي أدلى بها عند المحضر الأول، موضحا أنه “دخل التراب الجزائري بطريقة شرعية عبر مطار الجزائر العاصمة بهدف الهجرة غير النظامية نحو أوروبا”.

ومنذ اعتقاله تعيش عائلة محسن وضعًا نفسيًا صعبًا، لا سيما والدته التي لم تكف عن البكاء منذ أن فُقد أثره، وتقول العائلة إن الاتصالات مع محسن نادرة جدًا، لا تتجاوز رسالة كل شهرين، في ظل انقطاع تام للمعلومة وعدم السماح لمحاميه بحضور جلسات المحاكمة، إضافة إلى ظروف احتجاز توصف بأنها “مهينة”، حيث يُحرم من حقوقه الأساسية، بما فيها التغذية والرعاية الطبية.

ويضيف شقيقه: “مطالبنا بسيطة، نريد فقط أن يعود أخي سالمًا إلى أرض الوطن، أن تضع الدولة يدها على الملف، وأن تتحرك من أجل الإفراج عنه، فكل يوم يمضي في السجن هو ظلم لا يستحقه”.