story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
حقوق وحريات |

حقوقيون يثمنون مبادرة “مندوبية السجون” تجاه الزفزافي ويطالبون بطي ملف معتقلي الريف

ص ص

أشاد حقوقيون بمبادرة المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، بعد تمكينها المعتقل ناصر الزفزافي، أحد أبرز وجوه “حراك الريف”، من زيارة والده أحمد الزفزافي الذي يرقد بإحدى المصحات الخاصة بمدينة الحسيمة بسبب وضعه الصحي الحرج.

واعتبر الحقوقيون أن هذه المبادرة الإنسانية تستحق التنويه، مشددين في الوقت ذاته على ألا ينبغي أن تظل استثناءً، “بل أن تكون مقدمة لمسار أشمل ينتهي بإطلاق سراح جميع معتقلي حراك الريف”.

وفي السياق، اعتبر خالد البكاري، الأستاذ الجامعي والناشط الحقوقي، أن تمكين ناصر الزفزافي من زيارة والده أحمد الزفزافي في محنته الصحية يمثل خطوة إيجابية تستحق التنويه، مشيرًا إلى أن هذه الاستجابة ليست الأولى من نوعها، “وإن كانت تقابلها حالات سابقة تم التعامل معها بسلبية”.

وأوضح البكاري في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، أن موجة التضامن الكبيرة مع أحمد الزفزافي في محنته الجديدة، التي تضاف إلى سجل من المعاناة التي عاشتها الأسرة، لعبت دورًا حاسمًا في الاستجابة لطلب ناصر بعيادة والده”، مضيفًا في المقابل أن “التعاطي الإيجابي مع مثل هذه الحالات ما يزال خاضعًا لمزاجية الجهات التي تملك القرار النهائي، بدل أن يُحتكم إلى قواعد قانونية واضحة”.

ودعا المتحدث إلى “تحيين القوانين المنظمة للسجون بما يضمن قواعد واضحة وعادلة لمثل هذه الحالات، تُقلص من السلطة التقديرية للمندوبية العامة لإدارة السجون، أو لأي جهة أخرى معنية”، مطالبًا في الوقت ذاته بأن تُخضع هذه الإجراءات للبروتوكولات الدولية المتعلقة بحقوق السجناء.

وشدد خالد البكاري على ضرورة “إطلاق سراح ما تبقى من معتقلي حراك الريف”، معتبرًا أن استمرار اعتقالهم “لا مبرر له لا من الناحية الحقوقية، ولا السياسية، ولا الأمنية، ولا حتى الإنسانية”.

واعتبر أن الإبقاء على اعتقالهم “يمنح مبررًا للأصوات التي ترى في الأمر نوعًا من الانتقام من منطقة الريف”، داعيًا إلى “عدم تأجيل وضع حد لهذا الاعتقال القاسي”.

ومن جانبها، اعتبرت الناشطة الحقوقية سارة سوجار أن السماح للناشط ناصر الزفزافي بالخروج من سجن طنجة لزيارة والده بمدينة الحسيمة، مبادرة إنسانية إيجابية تستحق التنويه، مشددة على ضرورة ألا تظل مثل هذه المبادرات استثناءً، بل أن تكون بداية لمسار أشمل ينتهي بإطلاق سراح جميع معتقلي حراك الريف وكافة المعتقلين في المغرب.

وأكدت سوجار، على أن هذه الخطوة لقيت تفاعلًا واسعًا من طرف المواطنين الذين استقبلوها بكثير من الترحاب، ما يبرز أن كل مبادرة إيجابية من طرف المؤسسات تقابل بتجاوب مماثل من طرف المجتمع، وهو ما يخلق نوعًا من الارتياح ويعزز الأمل في المصالحة والعدالة.

وأضافت أن زيارة ناصر لوالده أحمد الزفزافي، الذي يعاني من وضع صحي حرج، تمثل بادرة إنسانية في ظرفية مؤلمة، لا سيما أن والدة ناصر تعاني بدورها من ظروف صحية صعبة، إلى جانب خالتيه، خديجة ورحيمة، في معاناة إنسانية لا يمكن تجاهلها، مذكرة بالمناسبة، بوفاة والدة المعتقل محمد حاكي، في سياق معاناة عائلات معتقلي الحراك.

وشددت سوجار على أن تسع سنوات من الاعتقال مدة طويلة ومؤلمة في ملف معقد يحمل أبعادًا سياسية واجتماعية وإنسانية واحتجاجية، وارتبط بمطالب مشروعة حول العدالة الاجتماعية والتنمية المحلية في منطقة الريف، مشيرة إلى أن الحل لا يمكن أن يكون بالمزيد من التأجيل والمعاقبة، بل بقرارات جريئة تُعيد الثقة وتفتح الباب أمام انفراج سياسي حقيقي.

وخلصت المتحدثة إلى التأكيد على أن البلاد بحاجة إلى مرحلة جديدة من المصالحة والتعافي الجماعي، وإلى مقاربة تقوم على احترام الحقوق والحريات، ووضع المواطن في صلب القرار العمومي، معتبرة أن أي خطوة نحو ذلك لا بد أن تبدأ بالإفراج عن معتقلي حراك الريف.