“حزب” مغاربة فرنسا يفوز بانتخابات ماكرون المبكرة
خلق تحالف اليسار المفاجأة في الانتخابات التشريعية الفرنسية، بتصدره النتائج في الدور الثاني الأحد 7 يوليوز 2024، مزيحا اليسار المتطرف من الصدارة التي كان قد احتلها في الدور الأول.
تشير التقديرات الأولية لنتائج التصويت في الانتخابات التشريعية في فرنسا إلى تصدّر تحالف اليسار في الجولة الثانية، واحتلال معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون المرتبة الثانية، متقدمًا على اليمين المتطرف، لكن دون أن تحصل أي كتلة على غالبية مطلقة في الجمعية الوطنية.
ويقدر حصول “الجبهة الشعبية الجديدة” على 172 إلى 215 مقعدًا، ومعسكر ماكرون على 150 إلى 180 مقعدًا، وحزب “التجمع الوطني”، الذي كان يُرجح في الأساس حصوله على غالبية مطلقة، على 115 إلى 155 مقعدًا.
قادت مواقف اليسار الداعمة للحق الفلسطيني والرافضة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، إلى تصدر الانتخابات بين الفرنسيين المقيمين في المغرب في الدور الأول، حسب ما كانت قد كشفته صحيفة “لوموند”.
وقالت الصحيفة، إنه على عكس الأصوات التي تم الإدلاء بها في فرنسا، حيث احتل حزب التجمع الوطني اليميني المركز الأول في الانتخابات في أكثر من 90 بالمائة من البلديات، فإن الناخبين الفرنسيين في المغرب، منحوا أصواتهم بغزارة لحزب فرنسا الأبية خلال الانتخابات الأوروبية في 9 يونيو 2024.
ومنح تصويت الفرنسيين في المغرب اليسار في القائمة التي قادتها مانون أوبري أكثر من 38 بالمائة من الأصوات التي تم الإدلاء بها بين فرنسيي المغرب، والتي تقارب العشرة آلاف صوت، وخصوصا في أربع مدن من بين ستة، وهي الرباط والدار البيضاء واقتربت نسبة المصوتين على لقائمة “فرنسا الأبية” من تحقيق نسبة 50 بالمائة من مجموع الأصوات في فاس وطنجة، فيما لم تتمكن هطه القائمة من تصدر نتائج صناديق أكادير ومراكش، والتي صوت فيه االفرنسيون بالدرجة الأولى على التجمع الوطني.
وفي تحليل هذه النتائج نقلت الصحيفة تحليلات تفسر تقدم اليسار في المغرب وكل المنطقة المغاربية، حيث حل في المرتبة الأولى كذلك في الجزائر وتونس وموريتانيا، تقول الصحيفة إن تحليلات المفسرين لهذا النجاح كانت متقاربة، وفسرته بأنه نتيجة لـ”تأثير غزة”.
وتشير الصحيفة إلى أن الفرنسيين مزدوجي الجنسية، والذين يمثلون أكثر من نصف الناخبين الفرنسيين في المنطقة المغاربة، يدينون “الإبادة الجماعية” في غزة.
غير أن القضية الفلسطينية لم تكن العامل الوحيد الذي جعلت اليسار يتصدر الأصوات في المغرب، حيث يشير ناشطون يساريون إلى أن أزمة التأشيرات بين المغرب وفرنسا تركت بصمتها على الرغم من طي صفحتها، وهي الأزمة التي اندلعت بعد تصريحات للرئيس إيمانويل ماكرون في شتنبر 2021 واتهم فيها الدول المغاربية بعدم التعاون في إعادة مواطنيها المقيمين بطريقة غير قانونية في فرنسا، وهي الخطوة التي كان قد انتقدها الزعيم اليساري جون لوك ميلونشون بشدة، وأكسبته شعبية بين المغاربيين مزدوجي الجنسية.
وعلى الرغم من مواقف مرشحته مانون أبري من المغرب خلال بداية سنة 2023، والتي كانت قد أيدت قرارين في البرلمان الأوروبي ينتقدان المغرب، وأيدت مثل آخرين في حزبها انفصاليي “البوليساريو”، إلا أن زيارة ميلونشون للمغرب خلال أزمة زلزال السابع من أكتوبر الماضي، يرى المراقبون أنها طمأنت الناخبين المغاربة مزدوجي الجنسية، خصوصا بعد إعلانه الصريح عن دعمه لمقترح الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب لحل النزاع في الصحراء بوصفه “الأساس الأكثر جدية ومصداقية”.