حزب زوما: ندعم مغربية الصحراء وسنعود للرباط ونواصل رفع راية جنوب أفريقيا

في أول رد رسمي من حزب زوما بعد الجدل بشأن استخدام علم جنوب إفريقيا ضمن بروتوكول زيارته للمغرب، أعلنت حزب “إمكانتو وي سوزوي” (MK) أن رئيسه سيواصل رفع علم بلاده عبر العالم “كواجب ثوري لخدمة شعبه”.
وأكد رئيس المجلس الوطني لحزب “إمكانتو وي سوزوي”، ناثي نلكو، خلال ندوة صحافية يوم الجمعة 8 غشت 2025، دعم حزبه مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية. وقال: “نؤكد موقفنا بأن منح شعب منطقة الصحراء حكما ذاتيا كاملا تحت السيادة المغربية هو اقتراح عملي لحل هذا النزاع الذي دام 50 عاماً”.
وأضاف نلكو أن المقترح المغربي “بدأ يحظى بدعم كبير من الحكومات الإفريقية، بما في ذلك دول منطقة الساحل، مشيراً إلى أن زعيم حزب “إمكانتو وي سوزوي”، والرئيس الجنوب الإفريقي السابق جاكوب زوما سيزور هذه الأخيرة قبل نهاية العام.
وبخصوص زيارة زوما للمغرب، في يوليوز الماضي، قال نلكو إنها تأتي بناء على المناقشات التي بدأت في عام 2017 مع الملك محمد السادس بهدف تطبيع العلاقات بين جنوب إفريقيا والمغرب.
واستعرض المسؤول الحزبي بعضاً من أجندة زوما خلال قدومه للمغرب بدءاً من زيارته ميناء طنجة المتوسطي الذي وصفه بكونه “أفضل ميناء أداءً في أفريقيا”، جيث تفاوض حول فرص تدريب عملي لخريجي البحرية من العاطلين عن العمل في جنوب أفريقيا.
كما عقد زوما اجتماعًا مع المدير التنفيذي وقيادات مجموعة رينو لاستكشاف سبل التعاون لخريجي الهندسة الميكانيكية العاطلين عن العمل، بحسب نلكو الذي كشف أيضاً عن محادثات مع أكاديمية محمد السادس لكرة القدم بهدف إقامة شراكات مع أكاديميات شبابية “للتعلم من النموذج المغربي ذي المستوى العالمي في تطوير المواهب”.
هذا وأشار رئيس المجلس الوطني لحزب “إمكانتو وي سوزوي” إلى اللقاء الذي جمع رئيس جنوب إفريقيا السابق ووفده مع رئيس مجلس النواب والأحزاب السياسية الممثلة في المغرب “لدراسة نموذج الحكومة الائتلافية التي تتمتع بالاستقرار والفعالية، خلافاً للتحالف غير المنسجم والفوضوي في جنوب أفريقيا”، بحسب تعبيره.
وأشار إلى أن الحزب الجنوب إفريقي سوف يعود إلى المغرب في زيارة أخرى قريباً من خلال وفد بقيادة نائب رئيس الحزب مالاي لوبي بهدف “تعميق العمل واستكشاف أنظمة الحكم التقليدية”.
وشدد الحزب على أن السياسات الخارجية “يجب أن تخدم المصلحة الوطنية وليس أجندات حزبية ضيقة”، وهو ما “لا لبس فيه” بحسب تعبيره، مشيراً إلى أنه في هذا الصدد كانت وزارة العلاقات الدولية والتعاون على علم كامل بزياراة زعيمه إلى المغرب، كما أن سفارة جنوب إفريقيا صقدمت الدعم الدبلوماسي المناسب”.
وقال رئيس المجلس الوطني لحزب “إمكانتو وي سوزوي”، ناثي نلكو: “ننصح الوزارة بالامتناع عن التصرف كذراع دعائي لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي”.
وكانت وزارة العلاقات الدولية والتعاون قد طالبت المغرب بعدم استخدام علمها الوطني في اجتماعات مع جهات غير حكومية، معتبرة أن رفعه خلال لقاء زعيم سياسي معارض يُعد “تجاوزًا للأعراف والبروتوكولات المعمول بها”.
وقالت الوزارة، في بلاغ نُشر على موقعها الرسمي، إنها تُعبر عن “اعتراضها الشديد وقلقها إزاء الظروف التي أحاطت بالزيارة الأخيرة لأحد القيادات البارزة من جنوب إفريقيا إلى المملكة المغربية”، في إشارة إلى الرئيس الأسبق جاكوب زوما، الذي يشغل حاليًا منصب زعيم حزب “أومكونتو وي سيزوي”.
وأدانت الوزارة استخدام العلم الوطني لجنوب إفريقيا خلال اللقاء الذي جمع زوما بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في العاصمة الرباط بتاريخ 15 يوليوز 2025.
وأوضحت بريتوريا أنه، رغم اعتراف جنوب إفريقيا بحق المغرب السيادي في دعوة الأفراد والمجموعات، فإنها “تُعبر، باسم حكومة جمهورية جنوب إفريقيا، عن احتجاجها الشديد على استخدام الرموز الوطنية الرسمية”.
وأشارت الوزارة إلى أن جنوب إفريقيا أبلغت المملكة المغربية بأن عرض الرموز الوطنية “يوحي بطبيعة رسمية ويمثل ضمنياً تأييد الدولة، مما يعطي الانطباع بأن الاجتماع يرقى إلى مستوى تواصل رسمي بين دولتين”.
واعتبرت أن ذلك “يتنافى مع الأعراف والممارسات الدبلوماسية المعتمدة، نظرًا لكون المشاركين لا يمثلون المواقف أو المهام الرسمية لحكومة جنوب إفريقيا”.
وشددت على أن الاجتماع بين زوما وبوريطة “لا يمكن الاعتراف به كاجتماع رسمي ثنائي”، وأكدت “رفض أي استنتاجات أو تأويلات تُبنى على هذا اللقاء بشكل قاطع”.
كما جدّدت بريتوريا تأكيدها على أن حكومة جنوب إفريقيا تعتبر استخدام رموزها الوطنية في سياقات توحي بدعم رسمي من الدولة لجهات غير حكومية “أمرًا غير لائق، بغض النظر عن السياق أو النوايا”.
ودعت الحكومة الجنوب إفريقية نظيرتها المغربية إلى “الامتناع عن مثل هذه الممارسات مستقبلًا”، حرصًا على تعزيز العلاقات الثنائية الودية، والالتزام بالمبادئ الأساسية المتمثلة في الاحترام المتبادل بين الدول ذات السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
واختتم البلاغ بالتشديد على أن احترام هذه المبادئ يُعد شرطًا أساسيًا لتطوير علاقات إيجابية ومستدامة بين البلدين.
ويأتي هذا الموقف الرسمي بعد دعوة وجهها “المؤتمر الوطني الإفريقي”، الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا، إلى وزارة العلاقات الدولية والتعاون لتقديم احتجاج دبلوماسي رسمي، ومطالبة السلطات المغربية بـ”تفسير واعتذار فوري” بشأن ما حدث.
واعتبر حزب المؤتمر الوطني الإفريقي اللقاء الذي جمع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، والرئيس الجنوب إفريقي السابق جاكوب زوما، “محاولة خطيرة” لنزع الشرعية عن النظام الحالي.
وأوضح الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا موقفه، عبر بيان نشره على حسابه الرسمي بموقع إكس (تويتر سابقاً)، بأن اللقاء الثنائي الذي اعتبره “استفزازاً وتدخلاً غير مقبول في الشؤون الداخلية”، تم مع شخصية معارضة لا تمثل الحكومة المنتخبة، مع استخدام العلم الوطني لجنوب إفريقيا.
وفي المقابل، كشفت وثيقة رسمية أن الزيارة تمت وفق ترتيبات رسمية وتنسيق بروتوكولي من سفارة جنوب إفريقيا بالرباط، وذلك في أعقاب تعبير وزارة الخارجية الجنوب إفريقية عن غضبها إزاء زيارة جاكوب زوما إلى المغرب، ورفع العلم الوطني لبلاده خلال هذه الزيارة،
وتُظهر الوثيقة، التي هي عبارة عن رسالة موجهة من سفارة جنوب إفريقيا إلى وزارة الشؤون الخارجية المغربية، أن السفارة طلبت من مديرية البروتوكول التابعة للوزارة تسهيل مرور وفد يقوده الرئيس الجنوب إفريقي السابق وزعيم حزب “أومكونتو وي سيزوي” جاكوب زوما.
وجاء في الوثيقة، التي نشرتها صحيفة MEDIAS24، أن “سفارة جمهورية جنوب إفريقيا بالرباط تتشرف بتقديم أطيب تحياتها إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، مديرية البروتوكول، ويشرفها أن تلتمس التفضل بتيسير مرور وفد برئاسة الرئيس الجنوب إفريقي السابق سعادة السيد جاكوب زوما عبر قاعة الشرف بمطار الرباط- سلا”.
وأشارت الرسالة إلى موعد زيارة زوما، حيث جاء فيها أنه “سيقوم بزيارة إلى المغرب من 15 إلى 18 يوليوز 2025. الوصول: 15 يوليوز 2025 على الساعة 13:45 على متن رحلة الخطوط الجوية الفرنسية رقم AF1258 القادمة من باريس. المغادرة: 18 يوليوز 2025 على الساعة 14:10 على متن الرحلة رقم AF1259 المتجهة إلى باريس”.
كما تضمنت الوثيقة أسماء وأرقام جوازات سفر أعضاء الوفد المرافق لجاكوب زوما إلى المملكة، وعددهم سبعة، من بينهم نومسا نوموندي تجالي، والعقيد سيخوساني نهلانلا بينيديكت، والنقيب نتومبيلا جابولاني إفرايم.
وتشير الوثيقة ذاتها إلى أن “وصول السيد زوما سيسبقه وصول فريق تحضيري إلى المغرب في 12 يوليوز 2025″، ويتكون من أربعة أشخاص، وقد تم تزويد الوزارة بأسمائهم وأرقام جوازات سفرهم أيضًا.
وتتناقض هذه الوثيقة المسربة مع ما جاء في البيان الصادر بتاريخ 6 غشت 2025 عن وزارة الخارجية الجنوب إفريقية، والذي عبّر عن “اعتراضه الشديد وقلقه بشأن الظروف التي أحاطت بالزيارة الأخيرة لزعيم جنوب إفريقي بارز”، في إشارة إلى زوما.