حراك فجيج مستمر.. مسيرة بالدراجات الهوائية رفضا لخوصصة الماء
خرج الآلاف من سكان فجيج، أمس الثلاثاء، للاحتجاج في مسيرة جديدة، لرفض الانضمام إلى مجموعة الجماعات “الشرق للتوزيع”، والتي انضم إليها مجلس المدينة في وقت سابق.
وتستمر هذه الاحتجاجات يومي الثلاثاء و الجمعة منذ نحو 3 أشهر، حيث ترفع شعارات منددة بالانضمام الذي يعتبرونه مقدمة لتفويت قطاع الماء إلى الشركة الجهوية المتعددة الخدمات التي يرتقب تأسيسها وفق قانون الشركات الجهوية المتعددة الخدمات في الفترة القادمة.
ويؤكد السكان أن احتجاجاتهم مستمرة، في الميدان، ولن يتراجعوا حتى تحقيق المطلب الرئيسي المتمثل في الانسحاب من مجموعة الجماعات.
وقال محمد إبراهيمي، عضو التنسيق المحلي الذي يقود الاحتجاجات، في تصريح لـ”صوت المغرب”، إن مسيرة الأمس كانت بالدراجات الهوائية، حيث جاب السكان معظم شوارع المدينة الحدودية، في مسيرة “بيئية” للتعبير عن رفضهم الانضمام لمجموعة الجماعات.
حضور نسوي قوي
في كل المسيرات والوقفات الماضية، كان هناك حضور نسوي لافت، غير أن مسيرة الأمس، عرفت حضورا أكبر للنساء بدراجاتهن.
“الحضور المكثف للنساء يعكس وعيهن خاصة بمسألة الماء، لأنهن هن اللواتي يتصرفن في الماء في المنزل، وكن يأتين به من العيون قبل أن تكون القنوات بمدينة فجيج” يقول إبراهيمي للتعبير عن الدور الذي تقوم به النساء في هذا “الحراك”.
وفي هذا السياق كشف نفس المتحدث، أن النساء من المرتقب أن يقدن مسيرة خاصة بهن يوم الجمعة القادم “سينظمن مسيرة بالزي التقليدي المسمى الحايك، وستكون جميع الكلمات التي تلقى في المسيرة نسوية” يضيف نفس المتحدث.
الاحتجاجات مستمرة
وأكد الناشط الفجيجي، أنه بعد التصويت على قرار الانضمام من جانب أغلبية المجلس (9 مقابل 8)، في دورة استثنائية فرضها عامل الاقليم على حد تعبيره، بعدما سبق للمجلس أن رفض الانضمام 3 أيام قبل هذه الدورة، التي مرت في جلسة “سرية” وسط جو مشحون واحتجاج الساكنة خارج مقر الجماعة، منذ ذلك الحين لم تتوقف الاحتجاجات.
وأبرز إبراهيمي أن لا المجلس ولا السلطات المحلية والإقليمية تجاوبوا مع احتجاجات ومطالب الساكنة، وهو ما دفعه للتأكيد على أن احتجاجاتهم مستمرة لشهر آخر أو شهرين، وحتى لعام، إلى غاية تحقيق المطلب الذي خرجوا من أجله.
وأشار إلى أن الساكنة تعتبر مسألة الماء، مسألة حيوية، على اعتبار أن عيون الماء مرتبطة مع الفرشة المائية، وهو الأمر الذي يفسر هذه الهبة التي انخرط فيها بالإضافة إلى أبناء فجيج في المدينة حتى القاطنين خارج المدينة الممثلين في بعض الجمعيات.
كما يتم تنسيق الترافع على الملف مع جمعيات حقوقية وهيئات سياسية، لإيصال الملف للمؤسسات الأخرى وبالخصوص إلى البرلمان، حيث سبق للعديد من النواب أن طرحوا هذا الملف تحت قبة البرلمان لكن دون أن يكون هناك تجاوب من جهة الجهات المسؤولة.
الماء وأشياء أخرى
الواقع أن الحراك الذي انطلق في فجيج بالماء، بدأت مطالبه تتوسع، لتشمل مطالب قديمة جديدة، وبالخصوص تلك المرتبطة بقطاع الصحة الذي يعيش أوضاعا مزرية على حد تعبير إبراهيمي.
“منذ 15 سنة والمدينة بدون طبيب، والطبيب الحاضر ساهمت أيادي فجيجية في إطار جمعيات قطب الصحة في جلبه، والدولة تنصلت من مسؤوليتها على القطاع، وبعض المحسنين ساهموا في جلب سيارتي إسعاف” يضيف الناشط الفجيجي.
وأضاف أنه بمناسبة هذه الاحتجاجات، “عاد مشكل العرجة وترسيم الحدود مع الجارة الجزائر إلى واجهة الأحداث”، وأشار إلى أن هناك مشاكل أخرى يعكف مجموعة من الفاعلين خارج المدينة وبالتنسيق معهم لصياغة ملف مطلبي متكامل للترافع عليه.