“حراك الجيل الجديد”.. ثورة الطلاب الأمريكيين من أجل غزة

تعرف الجامعات الأمريكية منذ أيام، ثورة يقودها الطلاب المتضامنون مع المحنة الفلسطينية، وتصاعدت حدة التوتر في ردهات هذه الجامعات بعد أن قادت السلطات ضدهم حملة اعتقالات بغية ردعهم، وهو الأمر الذي أدى اتساع رقعة الغضب أكثر لتشمل أعرق الجامعات الأمريكية.

من فييتنام إلى غزة

ويرى الفاعل المدني المغربي زكرياء كارتي في قراءته لهذه الأحداث أنها بمثابة نقطة تحول في مواقف هذه المجتمعات الغربية.

وقال في تدوينة له بموقع فايسبوك إن “المظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة قد تشكل نقطة تحول عالمية في الصراع في الشرق الأوسط كما كان الأمر سابقا في حرب الفيتنام الجامعات الأمريكية”. وذلك في إشارة إلى المظاهرات التي عاشتها الجامعات الأمريكية في العام 1968 الرافضة لحرب الفيتنام.

وتابع كارتي قائلا إن “المجتمعات الغربية مجتمعات حية تؤمن بثقافة حقوق الإنسان وذلك رغم الدعاية والبرباغنودا الصهيونية”، معتبرا أن “الضعظ المتسمر على القدرة الشرائية، والدعم اللامشروط التي تقدمها هذه الدول لإسرائيل وغيرها من العوامل الأخرى، ينذر بحراك قادم للشعوب في الغرب ضد نخبها السياسية والاقتصادية”.

وتتواصل الاحتجاجات داخل حرم الجامعات الأمريكية، ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وذلك بعد الصلابة التي أظهرها طلبة جامعة كولومبيا مطلقة شرترة الغضب، برفضهم فض الاعتصام الذي بدؤوه منذ 18 من أبريل، وذلك رغم الاعتقالات والتضييق، من قبل السلطات الأمريكية.

إدانات للقمع

ويأتي هذا “الحراك” الطلابي الأمريكي في وقت تستمر فيه حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل في حق المدنيين بغزة منذ أزيد من 200 يوم، وهو الحراك الذي قابلته السلطات الأمريكية “بالمنع والقمع” وحملة اعتقلات وصفت بالواسعة.

وفي السياق أدانت منظمة “العفو الدولية”، اليوم الخميس 25 أبريل، تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابية التي تشهدها الولايات المتحدة في عدد من الجامعات الداعمة لغزة.

وقالت المنظمة في بيان عبر منصة “إكس” إن “إدارات الجامعات الأمريكية واجهت الاحتجاجات الداعمة لحقوق الفلسطينيين بعرقلتها وقمعها، بدلًا من السماح لطلابها بممارسة حقهم في الاحتجاج وحمايته، بذلت جهدها لقمع هذا الحق، حتى أنها أشركت السلطات المحلية وطالبت باعتقال المحتجين وأوقفت الطلاب المشاركين في المظاهرات السلمية عن الدراسة”.

وأضافت أن “الحق في الاحتجاج هام جدا للتحدث بحرية عما يحدث الآن في غزة، خاصة مع استمرار الإدارة الأمريكية بإمداد الجيش الإسرائيلي بالأسلحة، وهي متواطئة في الفظائع التي تُرتكب ضد الفلسطينيين كل يوم”.