story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

جنرال إسرائيلي يتوقع انهيار إسرائيل خلال سنة واحدة

ص ص

توقع جنرال الاحتياط الاسرائيلي يتسحاق بريك انهيار إسرائيل خلال سنة واحدة فقط في حال استمرار حرب الاستنزاف القائمة في قطاع غزة، بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحماس في غزة وحزب الله في الشمال.

وقال الجنرال بريك في مقال له على صحيفة هارتس الإسرائيلية اليوم الخميس 22 غشت 2024، إن “معظم التصريحات الطنانة التي أطلقها وزير الدفاع يوآف غالانت طوال الحرب في غزة، ثبت أنه لا أساس لها من الصحة”.

وأضاف اللواء بريك، الذي اشتغل في سلاح المدرعات كقائد لواء وفرقة وقوات، أن غالانت، قال إنه “بعد احتلال مدينة غزة، أصبحت إسرائيل تسيطر بشكل كامل على المدينة وأنفاقها، وخلال فترة قصيرة ستستسلم حماس. وبعد احتلال خان يونس ادعى أن زعيم حماس يحيى السنوار كان يركض في الأنفاق بنفسه وفقد السيطرة على رجاله، وخلال أيام قليلة سيتم القبض عليه”.

“بهذه التصريحات، يقوم غالانت، إلى جانب زملائه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بذر الغبار في عيون الإسرائيليين”، يوضح الكاتب الجنرال يتسحاق بريك الذي اشتغل أيضا قائدًا للكليات العسكرية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار الجنرال إلى أن غالانت بدأ يصحو عندما أعلن في لجنة الخارجية والدفاع في الكنيست أن مفهوم النصر الكامل في غزة “هراء”، مضيفا أنه بدأ يدرك أن الفشل في التوصل إلى صفقة الرهائن مع حماس من شأنه أن يؤدي إلى حرب إقليمية من شأنها أن “تعرض إسرائيل لخطر جسيم”.

وكشف المتحدث ذاته، أن هذا الإدراك دفع غالانت إلى الدعوة لمناقشة هذا الفشل على مستوى الحكومة أو المجلس الوزاري الأمني، “لتحذير جميع المعنيين”. والهدف الواضح من المناقشة هو “ضمان بقاء المسؤولية ليس على عاتقه وحده، بل على عاتق جميع وزراء الحكومة”.

وافترض الجنرال بريك، أن وزير الدفاع غالانت “يدرك بالفعل أن الحرب فقدت هدفها”، مبرزا أن إسرائيل تغوص أكثر فأكثر في مستنقع غزة، فتخسر المزيد والمزيد من جنودها عندما يقتلون أو يجرحون، دون أي فرصة لتحقيق الهدف الرئيسي للحرب الذي هو القضاء على حركة المقاومة الإسلامية -حماس-.

“حقا إن البلاد تتجه نحو حافة الهاوية، إذا استمرت حرب الاستنزاف ضد حماس وحزب الله، فإن إسرائيل سوف تنهار في غضون عام واحد فقط”، يؤكد بريك.

وسجّل أن جنود جيش الاحتياط الإسرائيلي يظهرون استياءهم وعدم رغبتهم في الانضمام والامتناع عن الخدمة، بعد التعبئة المتكررة للجنود المقاتلين، والاقتصاد ينهار، وأصبحت إسرائيل أيضًا دولة منبوذة، مما أدى إلى المقاطعة الاقتصادية وفرض حظر على شحنات الأسلحة.

وزاد قائلا: “إننا نفقد قدرتنا على الصمود الاجتماعي، بحيث أن الكراهية المتزايدة بين مختلف مكونات المجتمع الإسرائيلي تهدد باشتعال إسرائيل وتدميرها من الداخل”.

إن يحي السنوار وزعيم حزب الله حسن نصر الله يدركان جيداً الوضع المزري الذي تعيشه إسرائيل. فما كان بوسع إسرائيل أن تحققه في وقت سابق من خلال اتفاق وقف إطلاق النار أصبح مستحيلاً بسبب الشروط الجديدة التي أدخلها نتنياهو في الصفقة المقترحة، “ويزعم المشاركون في المفاوضات في الدوحة أنهم لا يملكون مساحة للمناورة للتفاوض لأن أيديهم مقيدة”.

“وفي ظل الوضع الجديد، أصبح تهديد إيران وحزب الله بمهاجمة إسرائيل رداً على مقتل المسؤولين الكبيرين (إسماعيل هنية وفؤاد شكر) يتجسد في المنطقة”، يقول المسؤول العسكري الإسرائيلي، الذي أكد أن استخدام الاغتيالات يعد “خطوة تهدد بإشعال الشرق الأوسط بأكمله، قررها مشعلو الحرائق الثلاثة، نتنياهو وغالانت ورئيس الأركان هاليفي، دون التفكير في أهمية قراراتهم غير المسؤولة”.

لقد بدأ يحيى السنوار يدرك أن حرب الاستنزاف تعمل لصالحه، ناهيك عن حرب إقليمية متعددة الساحات، “ولهذا السبب يفضل الآن استمرار القتال على التوصل إلى صفقة، ويشدد مواقفه، ولو لم يكن نتنياهو قد وضع الأسلاك في عجلات فريق التفاوض طوال الحرب، لكانت إسرائيل قد حققت صفقة أسرى قبل أن يشدد السنوار موقفه”.

إن إعلان نتنياهو الأخير لعائلات الرهائن حول الحاجة إلى الحفاظ على “أهدافنا الأمنية في غزة – وهي كذبة صارخة – أدى فعليًا إلى نسف الصفقة، مما أدى إلى كارثة ليس فقط للرهائن وعائلاتهم ولكن أيضًا للبلد بأكمله”، يوضح المسؤول الإسرائيلي.

“إن كل المسارات التي اختارتها القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية تقود البلاد إلى منحدر زلق، فهناك دكتاتور واحد يتحكم في مصير البلاد، وقطيع من الأغنام يتبعه على نحو أعمى”. لقد قرر نتنياهو “الموت مع الفلسطينيين” ــ في هذه الحالة، الإسرائيليون من يؤدون الثمن ــ فقط من أجل الاحتفاظ بسلطته.

وزاد الجنرال الإسرائيلي قائلا: “لقد فقد إنسانيته وأخلاقه الأساسية ومعاييره وقيمه ومسؤوليته عن أمن إسرائيل، ولن ينقذ إسرائيل إلا استبداله هو ورفاقه في أقرب وقت ممكن، لقد دخلت إسرائيل في دوامة وجودية وقد تصل قريبا إلى نقطة اللاعودة”.

وخلص المسؤول العسكري الإسرائيلي إلى أنه “بعد ألفي عام من المنفى عدنا وأقمنا دولة قوية، ودفعنا ثمناً باهظاً بعشرات الآلاف من القتلى والجرحى، والآن تتفكك الدولة بين أيدينا بسبب خطأ نتنياهو وغالانت وهاليفي وبيادقهم، وما زال من الممكن أن نفعل شيئاً قبل فوات الأوان”.