جماهير باريس سان جيرمان تضيء المدرجات برسالة تضامن مع فلسطين ولبنان
تسيدت جماهير باريس سان جيرمان مدرجات ملعب “حديقة الأمراء” في العاصمة الفرنسية باريس حيث رفعت لوحة تضامنية ضخمة دعماً للشعبين الفلسطيني واللبناني، خلال مباراة فريقها ضد أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا مساء أمس الأربعاء.
ورفعت مجموعة “ألتراس باريس” تيفو ضخم عليه رسالة “الحرية لفلسطين”، كما ظهرت رسوم تعبّر عن المسجد الأقصى وطفل يلوح بعلم لبنان، في لفتة تؤكد التضامن مع المدنيين ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة وجنوب لبنان .
ورفع المشجعون أيضاً لافتة أخرى مكتوب عليها “هل حياة طفل في غزة أقل من حياة طفل آخر؟”، في دعوة واضحة إلى الالتفات للمعاناة الإنسانية التي تعيشها المنطقة، ويأتي ذلك قبل ثمانية أيام من مواجهة المنتخب الفرنسي لمنتخب الاحتلال الإسرائيلي في دوري الأمم الأوروبية، وهو ما زاد من رمزية هذه الرسائل الموجهة من الجماهير الفرنسية.
وفي خضمّ هذه الأحداث، انتقد وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، تلك اللافتة، معتبرًا أنها “غير مقبولة”، ومشيراً إلى أنه سيتخذ إجراءات بحق باريس سان جيرمان الذي سيطالبه بتوضيحات حول هذا الفعل .
ورداً على ذلك، أصدر النادي الباريسي بياناً أكد فيه أن ملعب “حديقة الأمراء” مخصص فقط لكرة القدم، ولا يرحب بأي رسائل سياسية على المدرجات، مضيفاً أنه لم يكن على علم برفع هذه اللافتة مسبقاً.
وعلى صعيد آخر، لم تقتصر الحركة التضامنية مع فلسطين على جماهير باريس سان جيرمان، حيث رفعت جماهير نادي سيلتيك الأسكتلندي أيضًا أعلام فلسطين ولافتات تضامنية خلال مباراتهم ضد لايبزيغ الألماني، وهو سلوك اعتادت عليه جماهير النادي الأسكتلندي منذ سنوات طويلة دعماً للقضية الفلسطينية.
وبعيداً عن الأجواء في المدرجات، حسم أتلتيكو مدريد الإسباني المباراة لصالحه بنتيجة 2-1، بفضل هدف حاسم سجله أنخيل كوريا في الثواني الأخيرة، ليرفع رصيده إلى 9 نقاط في المجموعة، متقدماً خطوة نحو التأهل إلى الأدوار الإقصائية.
أما باريس سان جيرمان، فقد تجمد رصيده عند 4 نقاط من أربع مباريات، ما وضعه في موقف صعب وأثار أيضا المزيد من التساؤلات حول مستواه في البطولة وعن خيارات المدرب الإسباني لويس إنريكي .
وفي سياق متصل، شهد مقر الاتحاد الفرنسي لكرة القدم احتجاجات نظمها متضامنون مع القضية الفلسطينية، حيث اقتحم حوالي 25 شخصاً المقر، حاملين لافتات كُتبت عليها عبارات مثل “أوقفوا الإبادة الجماعية” و”لا لمباراة فرنسا وإسرائيل”.
كما ظهر بعض المتظاهرين وهم يرتدون قفازات حمراء كدلالة على “الأيدي الملطخة بدماء الأبرياء”، مؤكدين رفضهم لاستضافة فرنسا للمباراة مع منتخب الاحتلال.
ويُتوقع أن ترافق مباراة فرنسا و الاحتلال الإسرائيلي المرتقبة في “ملعب فرنسا الدولي” تعزيزات أمنية مكثفة، حيث تستعد السلطات لمواجهة الاحتجاجات المتوقعة التي ترفض هذه المباراة في ظل تصاعد جرائم دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين بقطاع غزة المحاصر.