“ثورة المزارعين” الإسبان توقف أزيد من 600 شاحنة مغربية
تسببت “ثورة المزارعين” في إسبانيا، في توقيف المئات من الشاحنات المغربية المحملة بالخضر الموجهة للتصدير نحو أوروبا، بعدما تعرضت عدد منها لاعتداءات وإتلاف المحتويات.
وقال محمد الليماني الكاتب العام الوطني للمنظمة الديمقراطية للنقل واللوجستيك متعددة الوسائط في حديثه لـ”صوت المغرب” اليوم الأربعاء 14 فبراير 2024، إن الأزمة التي اندلعت منذ 9 من شهر فبراير الجاري، تسببت في توقيف ما بين 650 و700 شاحنة مغربية في إسبانيا، ومنعها من إيصال حمولتها نحو وجهة التصدير.
وأوضح الليماني أن الشاحنات المغربية تتعرض لاعتداءات من طرف المزارعين الإسبان على وجه الخصوص، وذلك مباشرة بعد مغادرتها لميناء الجزيرة الخضراء، ما دفع المئات من السائقين إلى محاولة البحث عن مكان آمن مخافة التعرض للاعتداء وإتلاف حمولاتهم.
ثورة المزارعين
تجتاح موجة احتجاجات للمزارعين عددا من البلدان الأوروبية، بسبب السياسات البيئية التي تعتمدها بلدانهم والضرائب الجديدة التي تفرضها عليهم، في معركة بات المغرب جزءا منها، وسط انتعاش اليمين المتطرف وخطابه المعادي لدول الجنوب ومنها المغرب.
وتزايد الغضب في إسبانيا مؤخرا، خصوصا أن البلاد تعرف عبور الشاحنات المغربية المحملة بالخضر الموجهة للسوق الأوروبية.
وانتشرت منذ الأسبوع الماضي مقاطع فيديو، توثق لاعتداءات المزارعين الإسبان على حافلات الخضر المغربية، بتفريغ حمولتها أرضا.
تحرك أوروبي متزامن
وتشهد عدة دول أوروبية تعبئة مماثلة للمزارعين، إذ توعد بعض المزارعين البلجيكيين بفرض حصار على العاصمة “لأجل غير مسمى”. بعدما أغلقوا الأحد الفارط طريقا سريعا في جنوب بلجيكا، لينضموا إلى تعبئة مماثلة للحراك الغاضب الذي يشهده قطاع الزراعة في كل من فرنسا وألمانيا.
وفي عملية أدت إلى تباطؤ كبير في حركة المرور، تقدمت عشرات الجرارات على تقاطع رئيسي قبل أن تغلق السير على الطريق السريع في شمال نامور بجنوب البلاد. وقال بيار دولست، المتحدث باسم اتحاد المزارعين الشباب في بلجيكا والذي نظم التظاهرة، إنه أصبح “من المستحيل كسب دخل لائق” من الزراعة.
وأضاف “ندعو إلى إصلاح للسياسة الزراعية المشتركة يأخذ في الاعتبار الواقع على الأرض” موضحا أنه من غير المعقول أن “يتعين على جميع المزارعين أن يقوموا بالمزيد مع إمكانات أقل”وتابع “المزارعون على استعداد لبذل الجهود ولكن للقيام بذلك، يجب أن يكونوا قادرين على العيش الكريم”.
كما ندد المتحدث ذاته بالمنافسة مع المنتجات المستوردة التي لا تخضع للمعايير نفسها وتم خلال الاحتجاجات حمل لافتات على الجرارات كُتب عليها “نهايتنا ستكون جوعك”، و”حلم الطفولة، وكابوس الكبار”.
يد تشير للمغرب
وبالتزامن مع هذا الحراك الأوروبي للمزارعين ضد حكوماتهم، انتعش خطاب المزارعين المعادين لدول الجنوب بسبب المنافسة والتي من بينها المغرب، مدفوعا بخطاب اليمين المتطرف.
في البداية كان المزارعون الفرنسيون يلقون باللوم على المزارعين الإسبان، قبل أن تصبح الخضر المغربية في بؤرة استهداف المزارعين الأوروبين.
وخرجت عدد من نقابات المزارعين الأوروبيين وخصوصا الإسبان منهم، لتحميل المغرب مسؤولية ما آلت إليه الفلاحة في إسبانيا من تراجع، وذلك بسبب وفرة وقلة ثمن المنتوج المغربي.