story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

تيسة تحت وطأة التهميش.. العطش والمرض يدفعان الساكنة إلى الشارع

ص ص

تعيش مدينة تيسة بإقليم تاونات على وقع أزمة خانقة متعددة الأبعاد، دفعت الساكنة إلى التعبير عن غضبها عبر سلسلة من الاحتجاجات، في ظل ما تعتبره “سياسة تهميش ممنهجة وغياب إرادة سياسية حقيقية” للاستجابة لمطالبها المشروعة، وعلى رأسها الحق في الماء والخدمات الصحية.

وفي هذا السياق، أصدر المكتب المحلي لفيدرالية اليسار الديمقراطي بمدينة تيسة بيانًا للرأي العام، وصف فيه الوضع بالمدينة بـ”المأساوي”، نتيجة ما اعتبره “سياسة التهميش الممنهج وغياب إرادة سياسية حقيقية للاستجابة للتطلعات المشروعة للمواطنين”.

وجاء في البيان، أن تيسة تحولت إلى “نموذج صارخ لغياب العدالة المجالية”، معددًا أبرز المشاكل التي تعاني منها الساكنة، من قبيل الانقطاع المتكرر والمطوّل للماء بتيسة والجماعات المجاورة، ومشروع المستشفى المحلي المتعثر منذ سنوات، وهو ما يحرم المرضى من العلاج ويدفعهم إلى التنقل لمسافات طويلة نحو مدن أخرى.

إضافة إلى ذلك، استنكر البيان كذلك ارتفاع معدلات البطالة في صفوف الشباب بسبب غياب سياسات تنموية واستثمارات حقيقية، وانتشار الأزبال بالمدينة بسبب تفاقم مشكل النظافة في ظل “فشل المجلس الجماعي في التدبير المحلي”، واستمرار الزبونية والفساد، وهو ما يكرّس، حسب البيان، غياب تكافؤ الفرص، ويزيد من فقدان المواطنين للثقة في المؤسسات.

وتعليقا على الموضوع، أكد كاتب فرع فيدرالية اليسار الديمقراطي بتيسة، عبد الرحيم عاوة، أن الاحتجاجات التي يعرفها إقليم تاونات “ليست وليدة اللحظة”، بل هي “امتداد لحركات احتجاجية متفرقة منذ سنوات، تخرج فيها الساكنة كلما برزت مشكلة اجتماعية ملحّة”.

وأوضح عاوة، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، أن الوضع “تفاقم بشكل غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً على مستوى دائرة تيسة، بسبب الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشرب”.

وأشار إلى أن الساكنة لا تستفيد سوى من “تزويد متقطع لا يتجاوز ربع ساعة في اليوم أو في كل يومين أو ثلاثة أيام، فيما يُحرم سكان الطوابق العليا من الماء نهائياً”، معتبراً أن هذا الوضع “كارثة بكل المقاييس دفعت الساكنة إلى الدعوة لتنظيم وقفات احتجاجية”.

وأضاف المتحدث أن الوقفة الأخيرة التي كان من المزمع تنظيمها يوم الجمعة 15 غشت بتيسة “تعرضت للمنع من طرف باشا المدينة، غير أن الساكنة تمكنت من إنجاحها رغم التضييق”، مشدداً على أن “المسار النضالي مستمر”.

وكشف المصدر أن الاستعدادات جارية لتنظيم وقفة جديدة، هذه المرة للاحتجاج على “الوضع الكارثي للخدمات الصحية بالإقليم”، حيث وصف المستشفى الإقليمي في تاونات بأنه “هيكل بلا دور”، مؤكداً أن أغلب المرضة يضطرون للتنقل إلى فاس، بسبب “غياب شبه تام للأطر الطبية وانعدام الوسائل الضرورية للعلاج”.

وشدد عاوة على أن الوقفة المقبلة ضد “الإهمال في القطاع الصحي” ليست سوى “خطوة أولى في مسار نضالي طويل ستقرره الساكنة بنفسها”، مؤكدا “أنها لن تسكت عن هذا الوضع المزري الذي يكرّس الحيف والتهميش والفقر في إقليم تاونات”.

وذكر المسؤول الحزبي في هذا الصدد، بحملة “#بغيناـ سبيطار” التي أطلقت سنة 2017 بدائرة تيسة، والتي رافقتها عرائض وملتمسات إلى الجهات المعنية، موضحا أن مشروع المستشفى متعدد التخصصات “رغم تدشينه، لم يرَ النور بسبب تأخر الأشغال وتغيير المقاولين ومشاكل أخرى”، وهو ما جعل الساكنة “تفقد الثقة في الوعود وتطالب بالتنفيذ الفعلي للمشاريع”.

وخلص عبد الرحيم عاوة إلى التأكيد على أن “الاحتجاجات لن تتوقف، وستستمر حتى تستجيب السلطات المعنية للمطالب العادلة والمشروعة لساكنة تيسة”.

وفي سياق متصل، أدان المكتب المحلي لفدرالية اليسار ما أسماه “سياسة التضييق على الحقوق والحريات”، بعد القرار رقم 2025/01 الصادر عن السلطات المحلية، والقاضي بمنع الوقفة السلمية التي كان من المزمع تنظيمها يوم الجمعة 15 غشت، معتبراً أن القرار اعتمد على “مبررات فضفاضة ومبهمة من قبيل المساس بالنظام العام”، وضرب عرض الحائط الفصلين 29 و31 من الدستور المتعلقين بحرية التجمهر والحق في الاستفادة من الماء.

وطالب البيان السلطات بـ”التحرك الفوري لإتمام أشغال المستشفى المحلي وفتحه أمام المواطنين”، والإسراع في معالجة أزمة الماء عبر ربط المدينة بالمنظومات المائية الكبرى، إلى جانب تبني سياسات تنموية موجهة لتشغيل الشباب وفتح معاهد للتكوين المهني، مع التدخل العاجل لتحسين وضع النظافة والقضاء على الكلاب الضالة المنتشرة بشوارع المدينة.