توت المغرب يغزو بريطانيا في عز أزمة الماء
لم تمنع الأزمة المائية الشديدة التي يعرفها المغرب من مضاعفة صادراته من التوت البري للسوق البريطانية بـ29 مرة ما بين عام 2021 وعام 2023، وصادراته من العليّق (التوت الأحمر) ب40 مرة خلال الفترة ذاتها، رغم ما يتطلبانه من كميات كبيرة من المياه في زراعتهما.
وبحسب معطيات كشف عنها موقع “East fruit” المتخصص في المبادلات التجارية الفلاحية، تمكن المغرب من رفع حصة صادرات التوت الأزرق إلى السوق البريطانية مستفيدا من انخفاض الإمدادات من السوق الإسبانية، حيث ارتفعت بذلك حصة المغرب إلى 19 بالمائة.
وتجاوز حجم صادرات التوت البري المغربي إلى بريطانيا 11 ألف طن، محققا بذلك عائدات بلغت 60 مليون دولار.
كما ضاعف المغرب صادراته من “العليق” أو ما يصطلح عليه بـ”التوت الأحمر” 40 مرة، حيث وصل هذا النوع من التوت إلى قرابة 15 ألف طن في يوليوز من عام 2023.
وساهم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في لجوء المستوردين البريطانيين إلى موردين من خارج الفضاء الأوروبي، ونجح المصدرون المغاربة في الاستفادة من هذه الفرصة، واستطاعوا تعزيز مبيعاتهم من التوت الأزرق في السوق البريطانية التي صنفت خامس أكبر مستورد له خلال عام 2022.
وإلى وقت قريب، لم يكن التوت المغربي متوفرا في الأسواق البريطانية، حيث سجل غيابا تاما خلال موسم 2017 و2018، وبفضل توسيع المنتجين المحليين لمناطق زراعة التوت البري، تضاعفت صادرات المغرب إلى ما يناهز خمسة أضعاف في المواسم الستة الماضية.
وتعتبر فاكهة التوت البري من بين الفواكه التي تستنزف كمية مياه كبيرة، حيث تحتاج إلى 80 متر مكعب من الماء للهكتار يوميا صيفا، وتنخفض خلال الفترات العادية إلى ما بين 15 و20 متر مكعب.
وسبق أن كشف تقرير لمعهد الموارد العالمية عن خطر ارتفاع الإجهاد المائي بالمغرب في ظل الاستهلاك الكبير لإمدادات الماء، حيث أوضح التقرير أن المغرب يوجد ضمن قائمة البلدان التي تعاني من ضغط مائي مرتفع.