تنديداً باغتيال هنية.. المغاربة يتظاهرون أمام القنصليتين الأمريكية والفرنسية بالدار البيضاء
خرج مئات المغاربة اليوم، السبت 3 غشت الجاري، في مظاهرة شعبية أمام القنصلية الأمريكية بالدار البيضاء تنديداً باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية -حماس-، بالتزامن مع تنظيم مظاهرات ومسيرات شعبية بأزيد من 30 مدينة بينها الرباط وطنجة وتطوان ومراكش وغيرها.
واستنكر المتظاهرون في المظاهرة، التي تحولت لمسيرة حاشدة زحفت نحو القنصلية الفرنسية، بسياسة الاغتيالات الإسرائيلية بحق قيادات المقاومة بكل من فلسطين ولبنان، مطالبين الحكومة بقطع العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وتأتي هذه المسيرة التي دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، وسائر الاحتجاجات بمدن المغرب استجابة لنداء الشهيد إسماعيل هنية، الذي دعا قبل استشهاده الأربعاء 31 يوليوز المنصرم، إلى جعل 3 غشت يوماً وطنياً وعالمياً لنصرة غزة والأسرى في سجون الاحتلال.
وهتف المشاركون بشعارات تنعى الشهيد هنية من قبيل “يا هنية ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح”، و”قال القائد إسماعيل لو خضعت كل الدنيا لن نعترف بإسرائيل”، وأخرى تطالب بإسقاط اتفاقيات التطبيع بين الرباط وتل أبيب، وإغلاق مكتب الاتصال مثل “الشعب يريد إسقاط التطبيع”.
وقال عبد الصمد فتحي نائب المنسق الوطني للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إن تظاهر المغاربة اليوم أمام القنصلية الأمريكية هو “إدانة لمشاركة واشنطن في الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني، والتي كان آخرها الاغتيال الجبان للقائد إسماعيل هنية بإيران، والذي تعد الولايات المتحدة شريكة فيه”.
وأوضح فتحي أن زحف المتظاهرين في مسيرة شعبية من أمام القنصلية الأمريكية نحو نظيرتها الفرنسية، يعبر عن كون “المنتظم الدولي يتواطأ مع الاحتلال ويبارك جرائمه التي تمتد إلى استهداف رئيس مفاوضات وقف إطلاق النار، وقتل الصحافيين العزل”، مشدداً على أن “هذا التمادي الإسرائيلي في ارتكاب الجرائم تتحمل مسؤوليته قوى الاستكبار العالمي والتي على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية”.
وطالب المتحدث ذاته بقطع العلاقات مع تل أبيب، مشيراً إلى أن “استمرار الأنظمة العربية المطبعة في علاقاتها مع الاحتلال يعد ضوءاً أخضر ليواصل هذا الأخير جرائمه بحق الفلسطينيين”.
وأنهى المتظاهرون المسيرة بتشييع رمزي للقائد إسماعيل هنية وأداء صلاة الغائب ترحماً عليه.
وفي هذا الصدد يقول عبد الصمد فتحي الذي تولى إمامة المشيعين إن ذلك يدل “على مكانة الشهيد بقلوب المسلمين، وسعي الجميع للترحم عليه يبين كيف أن استشهاده في سبيل الله أحيى الأمة بدمائه”.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وصور إسماعيل هنية وأخرى تعبر عن ضحايا وحجم الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على غزة، كما تندد بالدعم الأمريكي المتواصل لجيش الاحتلال لأزيد من 300 يوماً منذ اجتياح هذا الأخير لقطاع غزة في أكتوبر 2023.
وشهدت العاصمة الرباط هي الأخرى صباح اليوم مسيرة حاشدة دعت إليها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، للتنديد باغتيال هنية تزامنا مع مسيرات ومظاهرات بمختلف العواصم العربية والإسلامية، وفي دول أوروبية وآسيوية تنفيذا لوصية القائد الفلسطيني البارز الذي استشهد الأربعاء الماضي بمقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران.
وفي السياق، كشف الحرس الثوري الايراني اليوم نتائج التحقيق باغتيال هنية، مبينا أنه تم بواسطة مقذوف قصير المدى يزن رأسه 7.5 كيلوغرام، تم إطلاقه من خارج مكان إقامة القيادي الفلسطيني، لافتاً إلى أن هذا الاغتيال “تم بتخطيط وتنفيذ من جانب الكيان الصهيوني ودعم من الولايات المتحدة الأمريكية”.