story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
حقوق وحريات |

تقرير: ناصر الزفزافي بطل من أبطال الحرية والديمقراطية رغم الاعتقال

ص ص

في ظل التراجع العالمي المتواصل في مؤشرات الحرية منذ سنوات، وثّقت منظمة “فريدوم هاوس” (freedomhouse) في تقريرها السنوي الأخير استمرار قمع الأصوات المدافعة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، من صحافيين ونشطاء مؤيدين للديمقراطية ومدافعين عن حقوق الإنسان، الذين دفعوا حريتهم ثمنا لمواقفهم.

وسلطت منظمة “فريدوم هاوس” انطلاقاً من مادة كتبها بريان ترونيك مدير برنامج “فريد هيات” لتحرير السجناء السياسيين، الضوء على ما تم اعتباره “أحد عشر بطلاً مدافعاً عن الحرية والديمقراطية واجهوا السجن” بسبب “مواقفهم الشجاعة في مواجهة الاستبداد”، ومن بينهم  المعتقل والناشط المغربي ناصر الزفزافي.

“الزفزافي.. بطل الحرية والديمقراطية”

واختارت المنظمة ناصر الزفزافي، من بين من اعتبرتهم “أبطالاً مدافعين عن الحرية والديمقراطية”، بسبب نشاطه الحقوقي البارز في المغرب، باعتباره أحد أبرز قادة “حراك الريف” السلمية المطالبة بحقوق اجتماعية واقتصادية للمجتمع الأمازيغي في منطقة الريف.

وقالت الهيئة الحقوقية إن الزفزافي “تم اعتقاله في ماي 2017، وحُكم عليه في يونيو 2018 بالسجن لمدة 20 عامًا، بتهم تهديد الأمن القومي وتقويض النظام العام”، مشيرة إلى أنه “رغم المزاعم الموثوقة التي تشير إلى تعرضه للتعذيب لانتزاع اعترافاته، فقد استخدمت هذه الاعترافات كأدلة ضده”.

وأضاف المصدر أن محاكمة الزفزافي “أثارت انتقادات إضافية بسبب مزاعم التعذيب التي طالت فترة اعتقاله”، مبرزة أن منظمات حقوقية، من بينها هيومن رايتس ووتش وكذلك منظمة العفو الدولية، أكدت أن “الاعترافات” التي استخدمتها المحكمة كأدلة ضد الزفزافي “انتُزعت تحت الإكراه والتعذيب”.

وحسبما أفادت به “فريدوم هاوس” فإن الزفزافي أصبح رمزاً للمقاومة السلمية والدفاع عن حقوق الإنسان في المغرب وذلك رغم ظروف السجن الصعبة، مشيرة إلى أنه “أحد أبرز الأصوات المدافعة عن الحرية والديمقراطية في شمال إفريقيا”، بسبب “مواجهته للقمع والتنكيل”.

الأبطال العشرة الآخرين

وفق “فريدوم هاوس” فإنَّ ناصر الزفزافي ليس الوحيد الذي دفع ثمن الدفاع عن حقوق الإنسان. فقد واجهت شخصيات أخرى من مختلف أنحاء العالم ظروفًا مماثلة.

إلى جانب ناصر الزفزافي، أدرجت منظمة “فريدم هاوس” عشرة أسماء أخرى اعتبرتها “أبطالاً للحرية”، منهم تسي كونراد، الصحافي والناشط الحقوقي في الكاميرون الذي اعتُقل أثناء تغطيته لاحتجاجات في المناطق الناطقة بالإنجليزية وحُكم عليه بالسجن 15 عاماً، ونغوين فان هوا، الصحافي الفيتنامي الذي سُجن سبع سنوات بسبب تقاريره عن كارثة بيئية وأُفرج عنه في يناير 2024 مع فرض الإقامة الجبرية عليه.

كما شملت القائمة سلمى الشهاب، الطالبة السعودية التي حُكم عليها بالسجن 34 عاماً بسبب منشوراتها المؤيدة لحقوق المرأة، وسيرفر مصطفايف، الناشط من تتار القرم الذي حُكم عليه بالسجن 14 عاماً بتهم إرهابية ملفقة، إضافة إلى ثياري سينغ، الكاتبة والناشطة في كمبوديا التي سُجنت ست سنوات لمواقفها المعارضة للنظام.

اطلاق سراح الزفزافي

وفي السياق، دعت منظمة “فريدوم هاوس” إلى الضغط الدولي من أجل إطلاق سراح هؤلاء السجناء السياسيين، ومن ضمنهم ناصر الزفزافي، الذي يمثل صوتًا حُرًا يطالب بالكرامة والعدالة لفئات عريضة من المجتمع، مؤكدة أن “كل يوم يقضيه هؤلاء الأبطال خلف القضبان هو انتهاك صارخ للعدالة والحرية”.

جدير بالذكر أنَّ الفريق الأممي المعني بالاحتجاز التعسفي التابع لمجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة طالب بإطلاق سراح المعتقل ناصر الزفزافي “بشكل فوري”، ضمن قرار يقضي بأنه “محتجز تعسفياً وانتهاكاً للقانون الدولي” في نظر مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة.

وذكر فريق الأمم المتحدة، ضمن رأي نُشر في 30 غشت 2024، أنه وجد أن الزفزافي احتُجز فقط بسبب احتجاجه وتعبيره السلمي عن رأيه، مشدداً على أن انتهاكات حق الزفزافي في محاكمة عادلة “كانت جسيمة لدرجة أنها جعلت احتجازه تعسفياً”.