تقرير: تغير المناخ يهدد شجرة الأركان
سلطت صحيفة “لوكوريي أنترناسيونال” (courrier international) الضوء على تقرير إعلامي تتبع تأثيرات تغير المناخ على شجرة الأركان بالمنطقة الرابطة بين مدينة الصويرة وسيدي إفني، ما يهدد الشجرة بالانقراض ويؤثر سلبا على الوضعية الاقتصادية للنساء اللواتي يشتغلن في إنتاج زيت الأركان ومشتقاته.
زيت الأركان اقتصاد أنثوي
وأشار تقرير لـ”ميدل إيست آي” نقلته “لوكوريي أنتروناسيونال” المتخصصة في نشر ما تعتبره أفضل إنتاجات الصحف العالمية، إلى أن انخفاض الإنتاجية سيؤثر بشكل سلبي على الدخل المالي للنساء في المنطقة.
وقال التقرير إن أشجار الأركان تلعب “دورا مهما في المنطقة خاصة بالنسبة لتوظيف النساء”، ذلك حسب ما نقلته الصحيفة عن حفيظة بوتارغوا التي تدير شركة صغيرة في جماعة سيدي كاوكي التابعة لإقليم الصويرة.
تعاونية زبيدة شروف الأستاذة بكلية العلوم بجامعة محمد الخامس بالرباط تجربة أخرى تطرق لها التقرير، حيث تعتبر هذه التعاونية الأولى من نوعها في المنطقة لإنتاج زيت الأركان بجهة سوس ماسة.
ووفقا لنفس المصدر، تهدف هذه التعاونيات إلى تمكين النساء القرويات من دور اجتماعي واقتصادي، متحدية عائق الأمية.
95 بالمائة من النساء اللواتي عملن معهن كنا أميات، لذلك كان إنشاء برنامج تدريبي أمرا مهما لمساعدتهن على التحول إلى الاحتراف، فالأمر لم يكن بدافع اقتصادي فقط
زبيدة شروف
وتحرص غالبية هذه التعاونيات على استحضار البعد الاجتماعي في اختيار النساء اللواتي سيشتغلن معهن، نظرا أنه العمل الوحيد المتاح لغالبيتهن.
يظل الهدف الاجتماعي مهما، فنحن نبحث عن النساء اللاتي يحتجن حقا إلى هذا العمل (كالمطلقات والأرامل) لمساعدتهن على تحسين أوضاعهن وتحقيق أهدافنا الاجتماعية والاقتصادية
فدوى مناني
من جهة أخرى، تكافح التعاونيات والجمعيات من أجل تلبية الطلب على زيت شجرة الأركان بأسعار معقولة وتنافسية مع الشركات العالمية ذات رأس المال الكبير، رغم الارتفاع الحاصل في أسعار الزيت خلال السنوات الثلاثة الماضية مما أثر سلبا على العائد.
وتقول حفيظة الحنطاتي بهذا الصدد ” لقد فقدنا عملاءنا الدوليين الرئيسيين وأوقفنا الصادرات بسبب ارتفاع الأسعار”.
الحل هو إحداث تغيير بيئي
وفي ظل الواقع الصعب الذي بات يواجهه العاملون في تصنيع زيت الأركان، فإن الحل يرتبط بإحداث تغيير كبير في المنظومة البيئية في المنطقة، لأن خطط الحكومة تعتمد على حلول قصيرة المدى، تتمثل في إعادة تشجير المنطقة في حين أن الإشكال الأكبر برتبط بنقص المياه وإزالة الغابات.
وفي هذا السياق، نقل التقرير تصريحا لشريف هاروني وهو أستاذ وباحث بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بأكادير يشير فيه إلى أن مستويات المياه الجوفية في المنطقة تغيرت على مدى السنوات الستين الأخيرة بشكل جذري، وضع يرى الخبير أنه يفاقم من صعوبة وضع الأركان في المنطقة، بسبب حرمان الأشجار حتى ذات الجذور العميقة من إمكانية الوصول إلى مصادر المياه.
من جانبه، تحدث المستشار الزراعي فؤاد بات، عن تحديات أخرى تواجه شجرة الأركان في المنطقة، ومنها لجوء الساكنة إليها للطهي بعدما بات يتعذر عليهم شراء غاز البوتان، داعيا إلى “العملية” في البحث عن حلول لحماية شجرة الأركان في المنطقة، ومنها المساعدة في إطعام الحيوانات “وإلا فإن الناس سيستمرون في السماح لهم بأكل شجرة الأرغان” حسب قوله.