تقرير: المغرب يحتفظ بالفحم في مزيج الكهرباء رغم التراجع العربي والعالمي

أفادت منصة “الطاقة” أن المغرب يُعد الدولة العربية الوحيدة التي لا تزال تعتمد على الفحم في توليد الكهرباء، في وقت تتجه فيه معظم دول المنطقة نحو مصادر الطاقة النظيفة، وتُلغى فيه المشاريع المرتبطة بأكثر أنواع الوقود الأحفوري تلوّثًا للبيئة.
وأضافت المنصة في تقرير حديث لها، أن العالم العربي شهد خلال السنوات الأخيرة تراجعًا واضحًا في الاعتماد على الفحم، حيث أُلغيت العديد من المشاريع المخططة، تماشيًا مع التوجه العالمي لخفض الانبعاثات وزيادة حصة الطاقات المتجددة في مزيج الكهرباء.
وفي السياق ذاته، كشفت بيانات وحدة أبحاث الطاقة، ومقرها واشنطن، أن إضافات سعة توليد الكهرباء بالفحم على مستوى العالم انخفضت خلال العام الماضي إلى 44.1 غيغاواط، وهو أدنى مستوى لها منذ نحو 20 عامًا، مقارنةً بـ72 غيغاواط في عام 2023، فضلا عن إيقاف تشغيل نحو 25.2 غيغاواط من سعة الفحم العاملة.
ورغم ارتفاع توليد الكهرباء بالفحم بنسبة 1.4% خلال العام الماضي على أساس سنوي، فقد تراجعت حصته في إجمالي توليد الكهرباء عالميًا إلى 34%.
أما في المغرب، فما تزال محطات توليد الكهرباء بالفحم قائمة، وإن كانت حصة هذا المصدر قد شهدت تراجعًا ملحوظًا ضمن المزيج الوطني للطاقة، بالتوازي مع الصعود الكبير للطاقات المتجددة.
وأوضح المصدر أن المغرب أغلق محطات لتوليد الكهرباء بالفحم بقدرة 165 ميغاواط، كما ألغى مشاريع مخططة بسعة 1.67 غيغاواط.
وأشارت المنصة إلى أن سعة توليد الكهرباء العاملة بالفحم في المغرب استقرت عند 4.09 غيغاواط، في حين تراجعت كمية الكهرباء المولّدة من هذا المصدر خلال العام الماضي إلى 26 تيراواط/ساعة، مقابل 27.1 تيراواط/ساعة في عام 2023. وبذلك، انخفضت حصة الفحم إلى أقل مستوى منذ عام 2017، لتبلغ 59.3%.
في المقابل، سجلت طاقة الرياح قفزة واضحة في المزيج الطاقي المغربي، حيث بلغت حصتها 21.23%.
وعلى مستوى الدول العربية الأخرى، لفتت المنصة إلى أن هذه البلدان اتجهت إلى إلغاء مشاريعها المخططة لتوليد الكهرباء بالفحم، مع استثمارها في الطاقة الشمسية والرياح.
وقد تصدّرت مصر قائمة الدول العربية في هذا المسار، حيث ألغت منذ عام 2010 مشاريع فحمية بسعة 15.24 غيغاواط، مقابل إنشاء مشاريع ضخمة في الطاقات المتجددة.
وفي السياق نفسه، تخلّت الإمارات عن محطات الفحم العاملة لديها، والتي تبلغ سعتها 1.2 غيغاواط، وألغت مشاريع إضافية كانت مخططة بقدرة 5.47 غيغاواط، بالتوازي مع تنفيذ مشاريع ضخمة في الطاقة الشمسية، وضعتها في المرتبة 15 عالميًا بحصة 0.7% من القدرة العاملة عالميًا في هذا المجال.
كما ألغت سلطنة عمان مشاريع لإنشاء محطات تعمل بالفحم بسعة 1.2 غيغاواط، وكذلك فعل السودان بسعة 600 ميغاواط.