تقارير: المغرب يقترب من اقتناء مقاتلات الجيل الخامس من طراز “إف- 35”
زعمت تقارير إسرائيلية أن الرباط تقترب من إبرام صفقة لشراء 32 طائرة مقاتلة أمريكية من طراز “إف-15” (F-35)، بتكلفة إجمالية تتجاوز 17 مليار دولار، وهو ما سيجعل المغرب أول دولة عربية وإفريقية تمتلك هذه الطائرة التي تُعتبر من الجيل الخامس، وتتميز بقدراتها المتقدمة في التخفي والاتصال الشبكي.
وعلى الضفة الشمالية من المتوسط، عكست وسائل الإعلام الإسبانية مخاوف مدريد من حصول الرباط على هذه المقاتلات، وهو ما من شأنه أن يثير تداعيات مهمة على التوازن العسكري مع إسبانيا غرب البحر الأبيض المتوسط.
في هذا الصدد، قالت صحيفة “لا رازون”، الخميس المنصرم، إنه في حال تم إتمام هذه الصفقة، إذا وافق عليها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عند توليه السلطة الشهر الجاري، “سيكون ذلك بمثابة حدث تاريخي في مجال الطيران العسكري الإفريقي، مع احتمال إعادة تشكيل توازن القوى في منطقة البحر الأبيض المتوسط”.
وأشارت إلى أنه قد يكون لهذه الخطوة “تداعيات جيوسياسية كبيرة، مع تأثير محتمل على التوازن العسكري مع إسبانيا”.
وأفادت تقارير إعلامية، في الأسابيع الأخيرة، باحتمال حصول المغرب على مقاتلة الجيل الخامس F-35، التي يعتبرها الكثيرون أفضل طائرة قتالية في العالم، بعد موافقة الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن جهتها، قالت صحيفة “identité juive” الإسرائيلية إن القوات المسلحة المغربية ستحصل في غضون أشهر قليلة، بموافقة إسرائيل والبنتاغون، على وثيقة ترخص وتؤكد اقتناء أولى طائراتها من طراز F-35 التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن.
وسيصبح المغرب -إذا تحقق ذلك- أول دولة إفريقية تمتلك هذه الطائرة، إذ أنه على الرغم من محاولات بيع هذا النموذج للإمارات العربية المتحدة التي لم تكلل بالنجاح، “تبدو فرص حصول المغرب على هذه الطائرة من شركة ‘لوكهيد مارتن’ أقرب إلى التحقق، مع تقديرات تكلفة تبلغ حوالي 17 مليار دولار مقابل 32 وحدة”، وفقاً للتقارير ذاتها.
ويأتي الاهتمام المغربي بمقاتلات الجيل الخامس من طراز F-35 في الوقت الذي تسعى فيه الجزائر إلى الحصول على مقاتلات الجيل الخامس الروسية سو-57.
وذكرت الصحيفة الإسبانية “لا رازون” أن صفقة شراء F-35 قد تساهم في تعزيز علاقات المغرب مع الولايات المتحدة وإسرائيل، مع الحفاظ على توازن القوة في شمال أفريقيا، مشيرة إلى أن “الأمور قد لا تكون بهذه السهولة بسبب حساسية التوازنات الجيوسياسية”، كما هو الحال مع أي مسألة تتعلق بطائرة F-35 في العالم العربي.
وتتمتع مقاتلات الجيل الخامس طراز F-35 بقدرات متعددة المهام، إذ تعد طائرة متعددة الاستخدامات قادرة على تنفيذ مجموعة واسعة من المهام، بما في ذلك التفوق الجوي والهجوم الأرضي، والاستطلاع، والحرب الإلكترونية، وهو ما يجعلها أداة استراتيجية عالية القيمة.
وتم تصميم الطائرة للعمل في بيئة حرب شبكية، حيث تتبادل المعلومات مع منصات أخرى مثل الطائرات والسفن ومراكز القيادة، مما يعزز التنسيق والكفاءة في العمليات المشتركة.
كما تعتمد قدرة التخفي في F-35 على تصميم ديناميكي هوائي، ومواد ماصة لموجات الرادار، وإدارة الانبعاثات الكهرومغناطيسية، مما يقلل بشكل كبير من قدرة الرادارات وأنظمة الاستشعار المعادية على اكتشافها أو تتبعها.
هذا بالإضافة إلى توفرها على رادار AESA AN/APG-81، الذي يوفر وعياً استثنائياً بالبيئة المحيطة، إذ يمكنه أداء مهام متعددة في آن واحد، مثل تتبع الأهداف، ورسم خرائط الأرض، واكتشاف التهديدات الجوية والبرية، فضلاً عن نظام دمج المستشعرات الذي يدمج فيها بيانات جميع أجهزة استشعار الطائرة لتقديم صورة شاملة ومنسقة عن البيئة التشغيلية للطيار، مما يقلل من عبء العمل ويساعد على اتخاذ قرارات أسرع وأكثر فاعلية
فضلا عن ذلك، يسمح لها نظام عرض البيانات في الخوذة (HMDS)، من عرض معلومات حيوية مباشرة على قناع خوذة الطيار، مما يسمح لها بتحديد الأهداف بمجرد النظر إليها، وهذه المزايا مجتمعة تجعل طائرة F-35 قوة مضاعفة يمكن أن تغير بشكل كبير التوازن العسكري في أي منطقة.