تعليق الدراسة بمكناس.. “أوطم” تستنكر منع نشاطها وتتشبث بتنظيمه

عبّر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب عن استنكاره الشديد لما وصفه بـ”المنع التعسفي لنشاط طلابي سلمي بجامعة المولى إسماعيل بمدينة مكناس، من بين فعالياته التضامن مع القضية الفلسطينية”، كان من المزمع تنظيمه الأسبوع الجاري داخل الحرم الجامعي.
وقال فرع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بجامعة المولى إسماعيل إن إدارة الجامعة أقدمت على إغلاق الكليات الثلاث وتعليق الدراسة أيام 14 و15 و16 أبريل، بذريعة أن الاتحاد “جهة غير مرخص لها” وأن النشاط قد “يضر بالمصلحة الطلابية والسير العادي للمؤسسات”، معتبراً ذلك قراراً تعسفياً وغير مبرر.
وأعلن الاتحاد، في بيان تنديدي توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه، عزمه تأجيل تنظيم النشاط الممنوع إلى أيام 17، و18، و19 أبريل 2025، مؤكداً تشبثه بتنظيمه بعد ما سمّاه “العطلة القسرية”.
واعتبر الاتحاد أن ما وصفه ب”الطريقة التسلطية” في تعليق الدراسة، وإقفال أسوار الحرم الجامعي لمنع نشاط طلابي اعتيادي “انتهاكاً صارخاً” لحرمة الجامعة وإهانة لكل مكوناتها، واستهدافا عن سبق إصرار وترصد” للفعل الطلابي السلمي المدافع عن مصالح الطلاب وقضايا الجامعة والأمة.
وعبرت المنظمة الطلابية عن إدانتها “استسهال الجهات الوصية تعليق الدراسة، وتضييع الزمن الجامعي، وإقفال أسوار الجامعة، والإضرار الممنهج بمصلحة الطلبة بمبررات واهية وعبثية لا يقبلها العقل والمنطق”.
كما أكدت على أن “المنع والقمع” لن يثنيها عن مواصلة العمل الطلابي، والاستمرار في الدفاع عن قضايا الطلاب والجامعة ومساندة قضايا كل المستضعفين “وفي مقدمتهم أهلنا في فلسطين”.
واستنكرت ما وصفته ب”التدخل السافر” للأجهزة الأمنية في إملاء التعليمات وضرب استقلالية الجامعة، مشيرة إلى أن ذلك يتم “مع انصياع وانقياد غير مفهوم للمسؤولين الجامعيين خلف هذه التعليمات”.
وقالت المنظمة الطلابية النقابية إن اللجوء إلى تعليق الدراسة “أكبر رسالة ضعف وخوف وعجز”، كما عدّتها في نفس الوقت “إعلاناً عن قوة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وتأشيراً على قدرته العالية في التأطير والنضال والتأثير”.
وأشار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب إلى أن تواتر قرارات إغلاق الجامعات، وتواليه في السنوات الثلاث الأخيرة بنفس الشكل والأسلوب “يؤكد بشكل لا غبار عليه أن الجامعة المغربية تدبر بمنطق التعليمات الأمنية المنتهكة للمقتضيات التعليمية والتربوية”.
وحذر من كون الجامعة أصبحت “مؤسسة تخضع لضغوطات جهات يخيفها ويرعبها ما يقوم به الطلبة في الجامعات، خصوصاً ما يتعلق بدعم المقاومة واستنكار التطبيع والمطالبة بإسقاطه”.
وقرّرت جامعة المولى إسماعيل بمكناس عدم الترخيص لتنظيم نشاط طلابي كان مقرراً أيام 14 و15 و16 أبريل 2025، مع توقيف الدراسة وإغلاق الكليات الثلاث المعنية، ما أثار موجة استنكار واسعة في صفوف الطلبة.
وجاء في بلاغ صادر عن الجامعة أن مؤسساتها توصلت خلال الأسبوع المنصرم بطلب تنظيم نشاط برحابها في التواريخ المذكورة، مشيرة إلى أن الطلب كان “غير مؤشر عليه وغير موقع”، وأن النشاط المقترح “يتجاوز مجرد نشاط طلابي”، كما أن الجهة المنظمة “غير مرخص لها”.
وشددت إدارة الجامعة على أن هذا القرار جاء “استحضاراً للمصلحة العليا للطلبة بما يضمن لهم ظروفاً سليمة للتحصيل العلمي والأكاديمي”، و”تفادياً لتداعيات هذا النشاط”، بناء على دراسة الوضع مع رؤساء المؤسسات الجامعية المعنية.
ويتعلق الأمر بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وكلية العلوم في مكناس
وتتعرض الفعاليات الوطنية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب للمنع منذ سنة 2022، وهي السنة التي كان من المنتظر أن يُعقد فيها أول ملتقى وطني حضوري بعد جائحة كورونا وتوقيع اتفاق التطبيع في ديسمبر 2020، بما في ذلك ملتقى القدس لسنة 2024 بجامعة عبد المالك السعدي، حيث شهدت كليات بتطوان تطويقاً أمنياً حال دون دخول الطلبة للحرم الجامعي سواء للدراسة أو للمشاركة في الفعاليات.
وبحسب معطيات الاتحاد، فإن جميع فعاليات الوطنية التي نظمها اتحاد طلبة المغرب في العقد الأخير، لم تتعرض للمنع منذ سنة 2013، باستثناء ملتقى القدس في نسختي 2022 و2024، والملتقى الطلابي لسنة 2023، علماً أن سنة 2013 شهدت اقتحاماً أمنياً لجامعة ابن طفيل بالقنيطرة خلال الملتقى الطلابي الوطني الثالث عشر.