تصاعد الدعوات الدولية لتصنيف جبهة البوليساريو الانفصالية كتنظيم إرهابي

بعد أيام قليلة من صدور دعوات أمريكية لتصنيف جبهة البوليساريو الانفصالية كتنظيم إرهابي، انضمت أصوات أوروبية إلى هذا التوجه، حيث عبّر كل من ليام فوكس، النائب البريطاني وعضو مجلس العموم ووزير الدفاع الأسبق، وبيير-هنري دومون، النائب الفرنسي السابق، عن الموقف ذاته، وذلك في ظل تزايد التقارير والتحليلات التي تكشف عن الارتباط الوثيق بين الجبهة الانفصالية والنظام الإيراني.
وفي تغريدة له عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، اعتبر فوكس، المعروف بدعمه لوحدة أراضي المغرب، أن سلوك الجبهة لم يعد يمكن تجاهله، مؤكدا أن الوقت قد حان لتعامل الغرب معها كما يتعامل مع الجماعات المتطرفة الأخرى، حيث كتب “من أجل حلفائنا المغاربة، يجب على الحكومات الغربية أن تتحرك بسرعة لتصنيف هذا التنظيم كمنظمة إرهابية”.
ويعد فوكس من أبرز المدافعين عن مغربية الصحراء في البرلمان البريطاني، حيث أعرب في 9 أبريل عن دعمه الصريح للموقف المغربي، كما رحب حينها بتجديد الولايات المتحدة اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه، ووصف القرار الأمريكي بأنه “حكيم ويخدم التنمية والاستقرار في المنطقة”، كما دعا المملكة المتحدة وباقي دول أوروبا إلى أن تحذو حذو واشنطن، مشيدا في الوقت ذاته بالدور المحوري للمغرب في قضايا الأمن والتنمية في غرب إفريقيا.
ومن الجانب الفرنسي، وجه النائب السابق بيير-هنري دومون، دعوته إلى السلطات الفرنسية، من أجل تحمل مسؤوليتها وتصنيف جماعة “البوليساريو” كمنظمة إرهابية، مبرزا استخدامها من طرف الجزائر وإيران كأداة لتهديد الأمن والسلم في المنطقة.
ونشر بيير-هنري دومون، وهو أحد الوجوه البارزة في حزب “الجمهوريون” الفرنسي، وشغل منصب نائب عن الدائرة السابعة في باس-دو-كاليه بين 2017 و2024، (نشر) تغريدة على حسابه الشخصي بمنصة “إيكس”، يضع فيها تقريرا حديثا لمعهد هدسون يكشف مجموعة من الخروقات والوقائع التي لطالما دأبت الجبهة المسلحة على استعمالها في مخططاتها لتقويض الأمن في المنطقة.
وأعلن النائب الأمريكي جو ويلسون، الذي يعتبر من أبرز الأصوات المؤيدة لمغربية الصحراء في الكونغرس الأمريكي، في 11 أبريل أنه بدأ خطوات تقديم مشروع قانون يصنف الجبهة كتنظيم إرهابي، حيث يرى أن استمرار تساهل الغرب مع الجبهة يشكل تهديداً مباشراً للمصالح الأمنية الأمريكية.
وفي 18 أبريل، عاد جو ويلسون للتأكيد على موقفه من جديد عبر حسابه على “إكس”، حيث شدد على ضرورة تصنيف البوليساريو كـ”جماعة إرهابية أجنبية” من قبل الإدارة الأمريكية، مؤكداً أن “ترامب سيتكفل بالأمر”، وذلك تعليقاً على تقرير حديث صادر عن معهد “Hudson Institute” حول نشاط الجبهة وعلاقاتها.
وجاء في التقرير المذكور أن “أنشطة جبهة البوليساريو تتجاوز بكثير المعايير المعتادة لتصنيفها كمنظمة إرهابية، ومن بين انتهاكاتها، خرق اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1991 الذي ترعاه الأمم المتحدة في الصحراء المغربية، تحويل المساعدات الإنسانية لتمويل بنيتها العسكرية.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية قد كشفت أن “إيران قامت طوال السنوات الماضية بتدريب مجموعة واسعة من الجماعات المسلحة لتوسيع نفوذها الإقليمي”، مشيرة إلى أن “من ضمنها مقاتلين من جبهة البوليساريو التي تتخذ من الجزائر مقراً لها”.
وأشارت الصحيفة في تقرير حديث لها، إلى أن “جبهة البوليساريو هي جماعة مسلحة، وأن عددا من عناصرها محتجزون حاليا من لدن قوات الأمن السورية الجديدة”.
حيث كتبت “على مر السنين، دعمت إيران مجموعة واسعة من الجماعات المسلحة لتعزيز مصالحها، فعلى سبيل المثال، قامت إيران بتدريب مقاتلين من جبهة البوليساريو، وهي جماعة متمردة متمركزة في الجزائر وتقاتل من أجل استقلال الصحراء عن المغرب”، مضيفة “ويقبع حالياً المئات من هؤلاء المقاتلين في قبضة القوات الأمنية السورية الجديدة”.