ترانسبرنسي المغرب ترصد اختلالات إعادة الإعمار.. البرنوصي: لم يتم الوفاء بالوعود ويجب التدارك
كشفت جمعية ترانسبرينسي المغرب، اليوم الجمعة 13 دجنبر 2024، عن مجموعة من الإشكالات تتعلق بتنفيذ الوعود المعلنة في أعقاب الزلزال، والتي تمثلت في تشكيل لجنة مختصة، وتوفير الميزانيات اللازمة، واحترام المعايير والخصوصيات المعمارية والثقافية للمنطقة.
وأفادت جمعية ترانسبرينسي المغرب، خلال ندوة صحافية بالرباط لعرض تقرير أعده مرصد برنامج إعادة البناء لمرحلة ما بعد زلزال الأطلس الكبير، إن النتائج الأولية أظهرت التصريحات الحكومية التي صدرت في بداية الزلزال بشأن تشكيل لجنة أو مؤسسة لإدارة هذا البرنامج الخاص بإعادة الإعمار، بالإضافة إلى الحديث عن الميزانية واحترام المعايير والخصوصيات الثقافية والمعمارية للمنطقة “لم يتم الوفاء بها بالشكل الكافي”.
وأشار محمد البرنوصي رئيس الجمعية، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إلى ثغرات تتعلق بلوائح المستفيدين، منها ما تعلق بـ”الدعم الخاص بإعادة البناء الكلي بمبلغ 140 ألف درهم أو البناء الجزئي للسكن المتضرر جزئياً، حيث قدمت الدولة مساهمة قدرها 80 ألف درهم”.
وحث على أن تعمل الوكالة المعنية بتنمية الأقاليم المتضررة على تدارك الهفوات التي شهدتها السنة الأولى من خلال “تبني رؤية شمولية ومنسقة، بدلاً من العمل المنفصل لكل مؤسسة على حدة، لضمان تحقيق تناغم في جهود إعادة الإعمار”.
وتوقف البرنوصي عند اختلالات تتعلق بوتيرة تسريع عملية البناء، “حيث لم يتمكن السكان من البناء بسرعة بسبب التوجه نحو البناء الإسمنتي”، والذي يتطلب جهداً كبيراً لتوفير الإسمنت والطوب والحديد، إلى جانب ارتفاع أسعار هذه المواد، وفقاً للمتحدث.
ونبه المتحدث ذاته إلى أنه بدلاً من الحفاظ على الطابع الثقافي والمعماري للمنطقة، “تم التوجه نحو نمط بناء مكلف وبطيء، مما أثر سلباً على السكان الذين كانوا يأملون في بناء مساكنهم بسرعة وبتكلفة أقل”.
واستنكر البرنوصي اعتماد التصميم النموذجي في إعادة الإعمار، مشيراً إلى أن هذا التصميم من شأنه أن “يشوه المنطقة ويطمس طابعها المعماري الفريد”، فضلاً عن أنه “لم يأخذ بعين الاعتبار الأسر التي كانت تمتلك مساحات كبيرة تصل إلى 200 أو 300 متر مربع، والتي كانت تشمل مساكن للعائلة وأماكن لتربية المواشي وتخزين العلف”.
وأوضح أن هذا النمط من البناء تسبب في تقليل مصادر دخل الأسر وسبل عيشها، مما أثر على تطورها الاقتصادي والاجتماعي.
أما بالنسبة للخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة فشهدت حسب الكاتب العام لترانسبرنسي المغرب “تأخراً كبيراً”، بحيث أن السنة الماضية “كانت سنة بيضاء بالنسبة للتلاميذ، بينما تواجه هذه السنة المصير ذاته، لافتاً إلى أنه “لم يتم بناء دار الطالبة أيضاً”، مبيناً أهميتها وتأثير غيابها ثر على الفتيات اللاتي كن يرغبن في متابعة تعليمهن.
وشدد على أن هذا الوضع أدى إلى نزوح العديد من التلاميذ إلى المدن، “حيث يواجهون مشكلات اجتماعية واقتصادية ونفسية، خاصة الأطفال الذين فقدوا أحد الوالدين أو كليهما وانتقلوا إلى مناطق لا يجدون فيها احتضاناً اجتماعياً”.