ترامب يعتزم تجهيز سجن غوانتانامو المخيف لاحتجاز 30 ألف مهاجر
أعلن دونالد ترامب، الأربعاء 29 يناير 2025، أنه يعتزم تجهيز قاعدة غوانتانامو العسكرية المخصص لاحتجاز المتهمين بالإرهاب، لاستقبال ما يصل إلى 30 ألف مهاجر غير نظامي، في حين لا يزال الارتباك يسود بشأن خطط الرئيس الأميركي لتجميد المساعدات الفدرالية.
وقال ترامب “سأوقع اليوم أمرا تنفيذيا يوجه وزارتي الدفاع والأمن الداخلي لإعداد مركز لاستقبال 30 ألف مهاجر في خليج غوانتانامو”، مضيفا أن المعتقلين سيكونون “مجرمين” في وضع غير نظامي.
وبعد ذلك، نشر البيت الأبيض النص وهو ليس “مرسوما” بل “مذكرة”.
كذلك، يسعى ترامب من خلال هذه المذكرة لزيادة القدرة الاستيعابية لمركز احتجاز مهاجرين موجود أصلا في القاعدة إلى “أقصى طاقتها” لاحتجاز “مجرمين أجانب موجودين بشكل غير نظامي” على الأراضي الأميركية.
ووصف الرئيس الكوبي ميغيل دياز-كانيل الأربعاء خطة نظيره الأميركي بأنها “عمل وحشي”.
وكتب في منشور على منصة إكس “في عمل وحشي، أعلنت الحكومة الأميركية الجديدة عزمها احتجاز أشخاص في قاعدة غوانتانامو البحرية، الواقعة في الأراضي الكوبية المحتلة خلافا للقانون”.
وأشار دياز-كانيل إلى أن هؤلاء المهاجرين غير النظاميين سيحتجزون بجوار منشآت استخدمتها الولايات المتحدة على حد قوله “للتعذيب والاحتجاز المخالف للقانون”.
وافتتح معتقل غوانتانامو عام 2002، داخل قاعدة عسكرية أميركية في جزيرة كوبا، في إطار “الحرب على الإرهاب” التي أعلنها الرئيس السابق جورج دبليو بوش بعد هجمات 11 شتنبر 2001. وأصبح بالنسبة إلى العديد من المنظمات الحقوقية رمزا للانتهاكات المرتكبة في سياق الحرب على الإرهاب، بسبب ظروف الاعتقال الشديدة القسوة وممارسة التعذيب.
ومركز احتجاز المهاجرين الذي تحدث عنه البيت الأبيض منفصل عن السجن الذي لا يزال يضم 15 سجينا.
كما وقع ترامب أول قانون منذ توليه منصبه في 20 يناير 2025، وهو نص مناهض للهجرة يجيز الاحتجاز التلقائي للأشخاص في وضع غير نظامي إذا اتهموا أو حوكموا بارتكاب جرائم أو مخالفات معينة.
ويحمل هذا القانون اسم لايكن رايلي، وهي طالبة تبلغ 22 عاما قتلها مهاجر فنزويلي غير نظامي. وعلق الرئيس الأميركي الذي تعهد خلال حملته الانتخابية وضع حد للهجرة غير الشرعية قائلا “اسمها… سيعيش إلى الأبد في قوانين بلادنا”.
وأطلق سراح معظم معتقلي غوانتانامو الذين بلغ عددهم 780 شخصا كانوا قد وضعوا بداية في أقفاص ثم نقلوا إلى زنزانات، فيما قبع بعضهم أكثر من عشر سنوات وراء القضبان دون توجيه اتهامات إليهم.
وقال توم هومان، المستشار الخاص لدونالد ترامب لشؤون الهجرة خلال تبادل وجيز مع صحافيين “ما لا تعرفونه على الأرجح هو أن هناك أصلا مركز احتجاز للمهاجرين، وهو موجود منذ عقود. وبالتالي سنقوم بتوسيع هذا المركز”.
ووفق الصحيفة، فإن المهاجرين يحتجزون في مساحة منفصلة عن السجن حيث يعتقل المتهمون بالإرهاب.
وتندد جمعيات بالمعاملة التي يلقاها المهاجرون المحتجزون هناك، استنادا إلى شهادات تفيد بأن المهاجرين يخضعون للمراقبة عندما يتصلون بمحاميهم، وبأنهم يجبرون على وضع نظارات التعتيم الكامل خلال نقلهم، وبأن تردي النظافة في المكان يجذب الجرذان.
ويأتي هذا الإعلان الصادم بشأن غوانتانامو في حين تتسبب حكومة ترامب بإرباك كبير حول مشروع يقضي بالتقشف في الميزانية.