story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رياضة |

تداعيات قضية “قميص بركان” ومآلاتها القانونية

ص ص

لاتزال تداعيات أزمة قميص فريق نهضة بركان (الذي يحمل خريطة المغرب)، ترخي بظلالها على المشهد الرياضي العربي، بعد تأجيل مباراة ذهاب نصف النهائي لكأس الكونفديرالية، التي كانت ستجمع يوم الأحد 21 أبريل 2024، بين فريقي نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري، إلى غاية البث في الأمر من طرف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم”الكاف”.

وتعود هذه الأزمة إلى رفض السلطات الجزائرية السماح لفريق نهضة بركان بخوض المباراة بقميصه الرسمي، الذي يتضمن خريطة المملكة المغربية. حيث قامت بمصادرة أقمصة النادي بمطار الهواري بومدين يوم الجمعة 19 أبريل 2024.

أزمة مفتعلة

وفي هذا السياق، يرى الخبير التحكيمي محمد الموجه أنّ ما عاشه فريق بركان على الأراضي الجزائرية هو أزمة مفتعلة من قبل السلطات الجزائرية لتحويل منافسة رياضية إلى صراع سياسي.

وأكد في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” أنّ “الكاف” كانت واضحة في قراراتها، حيث طالبت السلطات الجزائرية بالسماح لفريق نهضة بركان بارتداء قميصه الرسمي، وعللت هذا الطلب بقوانينها التي لا يتعارض معها القميص البركاني.

وأشار الموجه إلى أنّ رفض السلطات الجزائرية للامتثال لقرارات “كاف” أدى إلى إلغاء المباراة، مبرزا أن الكاف كانت “واضحة من خلال قرار اللجنة الابتدائية وكذلك قرار لجنة الاستئناف التي كانت صارمة مع الجانب الجزائري، في اتخاد القرار”.

وبخصوص عدم نزول الحكام لأرضية ملعب “5 جوييه” لإعطاء انطلاقة المباراة، أكد موجه أنّ عدم نزول الحكم إلى الملعب يعود إلى عدم توفر فريقين جاهزين للعب، “حيث حضر فريق نهضة بركان بدون قمصانه المحتجزة، بينما حضر فريق اتحاد العاصمة بدون أيّة مشاكل، وهذا يحمي وضع بركان لكون عدم نزوله لأرضية الملعب جاء جراء عدم امتثال الاتحادية الجزائرية لقرارات “الكاف”.

وشدد الخبير التحكيمي في نفس السياق، على أنّ تصرفات السلطات الجزائرية تُخالف قوانين “الكاف” والاتحاد الدولي لكرة القدم، حيث يُفترض على كل فريق المشاركة بقميصه الرسمي المُعتمد من قبل لجنة الاتحاد الإفريقي، والذي تمت الموافقة عليه سابقاً.

وأردف الموجه أنّ رغبة السلطات الجزائرية في التضحية بالمباراة لأسباب سياسية تُعدّ سابقة خطيرة في تاريخ كرة القدم.

موقف سليم

وأيد الناقد الرياضي المصري طارق الأدور، موقف نادي نهضة بركان وتمسكه بخوض المباراة بقميصه الرسمي. حيث أكد في تصريحات على قناة تلفزيونية مصرية أنّ “الكاف” تُطالب الفرق بتقديم أقمصتهم الرسمية قبل انطلاق أي بطولة، ولا يمكن تغييرها إلا بقرار من الجهاز الكروي.

ويشدد الأدور على أنّ “فريق نهضة بركان لديه الحق الكامل في خوض المباراة بقميصه الرسمي الذي سبق لـ”الكاف” أن وافقت عليه”.

وبخصوص مآل هذه المباراة قانونياً، يُؤكد الأدور أنّ قوانين “الكاف” تنص على إعادة المباراة خلال 24 ساعة في حال تمّ استيفاء جميع الشروط، بما في ذلك حصول نهضة بركان على قميصه الرسمي. وفي هذا السياق يتوقعُ الأدور رفض اتحاد العاصمة خوض مباراة الإياب، مما سيُشكل مشكلة جديدة لـ”كاف”.

وفي السياق ذاته أكد الأدور أنّ القوانين تمنح الاتحادات القارية حق تنظيم شؤون منافساتها، وأنّ نهضة بركان قد يستخدم قرار “الكاف” بالموافقة على قميصه في المنافسات السابقة كدليل في حال رفع القضية إلى المحكمة الرياضية الدولية.

كما أشار المحلل الرياضي المصري إلى أنّ الاحتجاج على قميص نهضة بركان لم يكن رياضيًا، بل تمّت مصادرة القمصان في المطار، مما يُخرجه من إطار المنافسة الرياضية.

ويُؤكد الأدور أنّ قيام الاتحاد الجزائري بتوفير قمصان بديلة لنهضة بركان خطوة غير قانونية، حيث لا يحق له القيام بذلك دون موافقة الفريق وشركة الأقمصة المتعاقد معها.

ولا تزال أزمة نهضة بركان واتحاد العاصمة معلقة، ولا يُعرف مصير مباراتي نصف النهائي حتى الآن، حيث أن “الكاف” لم تصدر أي بلاغ بعد حادثة مباراة الذهاب، بل اكتفت بالإعلان على أن هذه القضية ستحال على الجهات المختصة، في بلاغ خصصته للاعتذار للجماهير والرعاة عن عدم إقامة المقابلة.

وتُثير هذه الأزمة التي لم يسبق أن عاشها المشهد الرياضي الإفريقي، تساؤلات حول دور الاتحادات القارية في حلّ الخلافات بين الدول، وحول مدى صرامة تطبيق القوانين في ظلّ الضغوط السياسية.