story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

تحقيق إسباني يكشف انتهاكات في حق عاملات مغربيات بإسبانيا

ص ص

أشارت صحيفة “إل بوليتيكو” الإسبانية إلى عدد من الانتهاكات التي تعيشها العاملات المغربيات في إقليم “هويلفا” بإسبانيا، مسلطة الضوء على حالتين لعاملتين موسميتين، إحداهما حامل في شهرها الخامس أُعيدت للمغرب دون أي عقود عمل، فيما تتعلق الحالة الثانية بامرأة أُعيدت بعد تشخيص إصابتها بمرض السرطان.

وأبرزت الصحيفة الإسبانية أن العاملات المعنيات قدمن إلى إسبانيا ضمن إطار “أمر GECCO”، وهو برنامج يُسهل التعاقد مع العمال في بلدانهم الأصلية لفترة عمل محددة، مع إلزامهم بالعودة إلى بلدهم بعد انتهاء العمل.

وأضافت أنه خلال هذا الموسم، قُدر عدد النساء المغربيات اللواتي انتقلن إلى إسبانيا للعمل في جني الفواكه الحمراء في منطقة “هويلفا”، خاصة في حقول الفراولة والتوت، بنحو 17000 امرأة، من بينهن 4000 لأول مرة.

وبخصوص الحالة الأولى التي سلطت الصحيفة الضوء عليها، فيتعلق الأمر بمجموعة من العاملات، من بينهن امرأة حامل في شهرها الخامس، وصلن إلى هويلفا بتاريخ 7 أبريل للعمل، مضيفة أنه بعد بضعة أسابيع، توقفت الشركة عن تشغيلهن، واكتفت فقط بتوفير السكن المنصوص عليه.

ونقلت عن إحدى النقابات التي رفعت الشكوى أنه لم يتم منحهن عقود عمل أو كشوف أجور خلال المدة التي اشتغلن فيها، كما لم يتم إصدار بطاقات هوية الأجانب (TIE) الخاصة بهن.

وتابعت النقابة أن هشاشة وضعية هؤلاء النساء ازدادت بشكل خاص بالنسبة للحامل منهن، وعمومًا لأنهن كن قد أرسلن إلى أسرهن كل ما جنينه من أجر خلال شهر أبريل، معتقدات أنهن سيواصلن العمل، فوجدن أنفسهن بدون أي مورد مالي وفي “وضعية هشاشة اقتصادية قصوى”.

وحسب رواية النقابة، كشفت الصحيفة أن مسؤولة المزرعة وصاحب العمل مارسا الضغط على العاملات للعودة إلى بلدهن “بوسائلهن الخاصة”، دون تقديم أي حل أو الوفاء بالالتزامات المنصوص عليها في اتفاق التعاقد من بلد المنشأ.

في المقابل، وبعد تدخل النقابة، أبرز المصدر أن الشركة وافقت أخيرًا على توقيع العقود، وتقديم كشوف الأجور، والشروع في إجراءات إصدار بطاقات هوية الأجانب، التي تخول للعاملات العودة في المواسم المقبلة للمشاركة في حملة جني الفراولة.

وتُعد هذه الوثائق ضرورية للاستفادة من امتيازات نظام “GECCO”، والذي ينص على أن العاملين ضمنه يمكنهم الحصول على تصريح عمل لمدة أربع سنوات، يحق لهم خلالها الاشتغال لمدة تسعة أشهر عن كل سنة ميلادية.

أما بخصوص الواقعة الثانية، فتتعلق بعاملة مغربية تُدعى زهرة عملت طيلة سبع سنوات في جمع الفراولة بهويلفا بموجب عقد من بلدها، لكنها أُعيدت إلى المغرب بعد تشخيص إصابتها بسرطان عنق الرحم.

وأشارت صحيفة “إل بوليتيكو” إلى وجود تضارب كبير في الروايات بشأن الواقعة؛ ففي الوقت الذي تؤكد فيه مصادر مقربة من العاملة أن ترحيلها إلى المغرب حرمها من استكمال علاجها الذي يُعد مرتفع التكلفة هناك، يدعي أرباب العمل في القطاع أنها هي من طلبت العودة نظرًا لكون حالتها الصحية ميؤوسًا منها.

وأوضحت مسؤولة في إحدى الجمعيات التي تتواصل مع العاملة أن هذه الأخيرة لا تتوقف عن البكاء بسبب وضعها الصحي الصعب، ولا تملك المال اللازم لتغطية مصاريف العلاج في المغرب، خاصة أنها مطلقة وأم لستة أطفال، تعيل أسرتها بما تكسبه من عملها الموسمي في جني الفراولة طيلة سبع سنوات.

وأضافت المسؤولة أن العاملة لا تعرف كيف ستتعالج أو كيف ستتمكن من الاستمرار، في حين كانت في إسبانيا مشمولة بحق التأمين الصحي نتيجة اشتغالها وتسجيلها في الضمان الاجتماعي.

وتابعت أن العاملة المعنية تتمتع بحقوقها هنا بناءً على سنوات العمل التي أمضتها، لكن في المغرب، كل شيء مكلف وهي لا تملك المال. علاج السرطان هناك يتطلب مبالغ كبيرة، وإن لم تكن قادرة على دفعها، فهي ستموت بشكل أسرع.

وطالبت باحترام حقوق العاملة التي عملت بإسبانيا سبع سنوات ضمن نظام “GECCO”، مؤكدة أن لها الحق في إجازة مرضية وفي العلاج. “لا يمكنك طردها إلى المغرب، لأنها ستفقد جميع حقوقها هناك”.