تحذيرات برلمانية من تفشي السل الحيواني ودعوات لتدخل عاجل لحماية المواطنين

حذرت النائبة البرلمانية عن مجموعة العدالة والتنمية سلوى البردعي، من تفشي داء السل البقري، بعد ظهور حالات إصابة بهذا الداء، داعية الوزارة الوصية وباقي القطاعات المعنية إلىى التدخل العاجل من أجل حماية صحة المواطنين.
وفي هذا السياق، وجهت النائبة البرلمانية، سؤالاً كتابياً لوزير الصحة والحماية الاجتماعية، محمد أمين التهراوي، بشأن تزايد حالات السل اللمفاوي وعلاقتها المحتملة بعدوى السل البقري.
أوضحت النائبة سلوى البردعي، أن القلق المتصاعد بخصوص هذا الموضوع يأتي في ظل تسجيل إصابات في صفوف فئات لم تكن تصنف تقليدياً ضمن الفئات المعرضة لخطر هذا الداء، مما يثير مخاوف صحية متزايدة.
وتساءلت البردعي عن أهم التدابير الوقائية والاستعجالية، التي تم القيام بها في هذا الإطار، سواء على مستوى التقصي الوبائي أو الرصد المشترك مع المصالح البيطرية.
كما نبهت النائبة إلى ضرورة التنسيق العاجل والمشدد بين وزارة الصحة والحماية الاجتماعية وباقي القطاعات المعنية، وعلى رأسها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وذلك بالنظر إلى تداخل الاختصاصات، من أجل السيطرة على أي بؤر محتملة والوقاية من تفشي المرض بشكل أوسع.
وإلى جانب ذلك، أثارت المسؤولة البرلمانية مسألة ضعف التوعية الصحية في صفوف المواطنين، فضلا عن محدودية المراقبة في سلاسل توزيع المنتجات الحيوانية، منها الحليب ومشتقاته، وكذلك لحوم الأبقار.
وتسود، منذ فترة، حالة من القلق والارتباك في صفوف المواطنين، بعد تداول معطيات على مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن ظهور أعراض مرض السل البقري بين بعض الأشخاص، قيل إنها ناتجة عن استهلاك الحليب غير المبستر ومشتقاته.
ولعل ما زاد من حدة هذا القلق، هو تداول هذه “الأخبار” من طرف عدد من “صناع المحتوى” الذين أشاروا إلى أن بعض المشاهير بدورهم أصيبوا بانتفاخ في العنق، مما أثار موجة من التساؤلات حول حقيقة انتقال داء السل من الحيوان إلى الإنسان عبر المواد الحيوانية، ومدى خطورة استهلاك الحليب غير المعقم على الصحة.
وفي إجابته على هذه الأسئلة، أوضح الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أن مرض السل ينتقل في أغلب الأحيان من إنسان إلى آخر عبر الهواء، من خلال التنفس أو السعال أو الاحتكاك المباشر، مما يجعله المسار الأكثر شيوعاً، “ورغم ذلك، فإن العدوى يمكن أن تنتقل أيضاً من بعض الحيوانات إلى الإنسان، مثل الأبقار، الغنم، والماعز”.
وأشار حمضي إلى أن” جرثومة السل قد تنتقل من الحيوانات إلى الإنسان، سواء ظهرت على الحيوان أعراض المرض أم لا، نظراً لتطور المرض ببطء وظهور أعراضه في مراحل متأخرة”، مضيفاً أنه “قد يكون الحيوان حاملاً للجرثومة دون علم المربين، مما يزيد من احتمال انتقال العدوى، خاصة في الأوساط الفلاحية”.
وأكد أن استهلاك منتجات الحيوانات المصابة، خاصة الحليب غير المبستر ومشتقاته، يشكل أحد أهم طرق انتقال العدوى إلى الإنسان، حيث قد يؤدي تناول هذه المنتجات إلى تطور المرض على مستوى الغدد اللمفاوية وأحياناً أعضاء أخرى من الجسم.
وشدد حمضي على ضرورة الامتناع عن شرب الحليب غير المبستر أو غير المعقم، حتى لو كان مصدره ضيعات عصرية، محذراً من أن غياب الأعراض على الحيوانات لا يعني خلوها من الجرثومة، كما أوصى بغلي الحليب جيداً لضمان قتل الجراثيم.
كما حذر حمضي من شراء الحليب من مصادر غير مراقبة أو من باعة متجولين، نظراً لغياب شروط النظافة والمراقبة الصحية، مما يعرض المستهلك لأمراض خطيرة، مثل التسممات الغذائية، والإسهال، واضطرابات الجهاز الهضمي.