تتويج الفائزين بجوائز القدس للتميز الصحفي
جرى، أمس الثلاثاء بالرباط، تتويج الفائزين في الدورة الثانية لجوائز القدس الشريف للتميز الصحفي في الإعلام التنموي التي تنظمها وكالة بيت مال القدس الشريف سنويا بالتعاون مع المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، ومعهد الإعلام العصري التابع لجامعة القدس.
وتوزعت أعمال الفائزين في هذه الدورة التي حملت اسم الإعلامي المغربي الراحل محمد الأغظف الداه، المدير السابق لقناة العيون الجهوية، بين ثلاثة أصناف، هي صنف “البودكاست”، وصنف الاستطلاع التلفزي، وصنف التقرير الصحفي المكتوب- الإلكتروني.
وضمت لجنة تحكيم الجائزة التي ترأسها الأكاديمي والروائي الفلسطيني، وليد شرفه، أستاذ التعليم العالي بجامعة القدس، العديد من الأساتذة والباحثين المشتغلين في الصحافة والإعلام بكل من المغرب وفلسطين.
وهكذا، فاز في صنف “البودكاست” من فلسطين الطالب جبران مساد عن مشروعه بعنوان “هنا إذاعة القدس”، ومن المغرب، مناصفة كل من الطالبة أميمة كزير، عن عملها بعنوان “صرخة”، والطالب صلاح الدين الدمناتي عن عمله بعنوان “منارة”.
وفي صنف الاستطلاع التلفزي، عادت الجائزة إلى الطالب محمد حميدي من المغرب، عن عمله بعنوان “أسرلة التعليم في القدس”، والطالبتين رند الريماوي وسندس عوض من فلسطين عن عملهما المشترك بعنوان “غنوا للقدس”.
أما في صنف التقرير الصحفي المكتوب- الإلكتروني، فقد توجت من المغرب الطالبة ليلى غرابي عن عملها بعنوان “شهداء المغرب: فداء من روح لإحياء أرض السلام”، بينما تم حجب الجائزة في هذا الصنف في الجانب الفلسطيني بسبب عدم كفاية المواد المرشحة.
وتم بالمناسبة تسليم ميدالية الشجاعة والإقدام لنقابة الصحافيين الفلسطينيين، وهي ميدالية يخصصها “مرصد الرباط للملاحظة والتتبع والتقويم” التابع لوكالة بيت مال القدس الشريف، لتكريم الصحافيين، الذين قدموا تضحيات لإعلاء قيم الحرية والعدالة.
كما تم تسليم المنحة السنوية لدعم حرية الإعلام والصحافة في فلسطين لمؤسستين إعلاميتين رشحهما فريق المرصد من القدس وهما، “راديو يبوس”، والمنصة الإعلامية “محيط”.
وتم بهذه المناسبة أيضا تكريم ذكرى الصحافي الفلسطيني الراحل محمود معروف، المدير السابق لصحيفة “القدس العربي” بالرباط.
وفي كلمة بالمناسبة، قال المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، إن المغرب الذي يحمل على عاتقه على الدوام مسؤولية نصرة القضية الفلسطينية، يواصل بقيادة جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، الاضطلاع بمهامه التضامنية الثابتة مع الأشقاء الفلسطينيين، ومؤسساتهم الشرعية، بمنهجية واقعية، يمليها الفهم الصحيح لآثار التحولات العميقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط برمتها.
وذكر الشرقاوي بمضامين “نداء القدس” الذي وقعه أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس مع قداسة بابا الفاتيكان، يوم 30 مارس 2019 بالرباط، والذي يعد بمثابة وثيقة مرجعية تحض على احترام الطابع الخاص لمدينة القدس، وتمتيع أتباع الديانات السماوية الثلاث فيها بممارسة شعائرهم الدينية بطمأنينة وبحرية وأمان.
وخلص الشرقاوي إلى أن “قيم الحق والحرية والعدالة هي ما يجمعنا اليوم في هذه النسخة الثانية من جوائز القدس الشريف للتميز الصحفي في الإعلام التنموي، الموجهة لطلاب معاهد الإعلام في المغرب وفلسطين”، منوها بالقائمين على هذه المبادرة “التي تمنح فرصة أخرى للتكوين والمنافسة والاجتهاد لإعلاء كلمة الحق، والانتصار لأصحابها”.
من جهته أكد سفير دولة فلسطين بالمغرب، جمال الشوبكي، أن تنظيم هذه الجائزة وتكريمها لصحافيين فلسطينيين هو اعتراف وتكريم للتاريخ الطويل والمهني والمسؤول للصحافيين الفلسطينيين وقضيتهم.
وأضاف أن الأمر يتعلق أيضا باستمرار لنهج سباق اعتمدته المملكة عبر وكالة بيت مال القدس الشريف، والمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، ومختلف المؤسسات الإعلامية والأكاديمية والقوى المغربية، لدعم ومساند الحركة الصحفية الفلسطينية.
من جانبه أبرز وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد أن جوائز القدس الشريف للتميز الصحفي في الإعلام التنموي تعكس العمل المكثف والإنجازات المتواصلة التي تقوم بها وكالة بيت مال القدس الشريف، بتوجيهات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، من أجل دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، تكريسا للمواقف المبدئية الراسخة للمملكة تجاه القضية الفلسطينية والتزامها نحو المقدسيين منذ عقود.
وأضاف السيد بنسعيد في هذه الكلمة التي تليت نيابة عنه، أن هذه الجوائز تعبر كذلك، عن الحرص الدائم لجلالة الملك على تشجيع الصحافة والإعلام باعتبارهما أداة لبناء الوعي المجتمعي والتأثير الإيجابي وتعزيز التنمية والتقارب الثقافي والحضاري بين المجتمعات.
ولم يفت الوزير أن يستحضر ما كان الإعلامي المغربي الراحل محمد الأغظف الداه، الذي تحمل هذه الدورة من الجائزة اسمه، يتحلى به من دماثة خلق والتزام وإخلاص في عمله، معتبرا أن الراحل كان يتميز بكفاءة ومهنية إعلامية عالية متشبعة بروح وطنية صادقة وغيرة شديدة على ثوابت الأمة ومقدساتها.
من جهته اعتبر مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، عبد اللطيف بنصفية، أن تتويج الفائزين والفائزات بجوائز القدس الشريف للتميز الصحفي في الإعلام التنموي من المغرب وفلسطين “يعد دلالة على أن هذا المشروع الذي بدأ بسيطا تملكه الجميع اليوم وأضحى يفرض علينا الاجتهاد في تطويره”.
وذكر بنصفية أن الهدف الأصيل لهذه المبادرة هو التأكيد على أن “فكرة فلسطين بكل ما تمثله من رموز لا تغيب عن الأذهان”.
ويندرج إحداث جائزة القدس الشريف للتميز الصحفي في الإعلام التنموي في سياق اهتمامات وكالة بيت مال القدس الشريف بترسيخ البعد الإنساني والاجتماعي التضامني في عملها، وذلك تجسيدا للتعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، ببذل كل الجهود لدعم الفلسطينيين ومؤسساتهم.
وتسعى الجائزة لرغبة وكالة بيت مال القدس الشريف، وشريكيها، المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، ومعهد الإعلام العصري التابع لجامعة القدس بفلسطين، إلى ترسيخ وعي الأجيال بالقضية الفلسطينية، وتشجيع طلبة علوم الإعلام والاتصال في المغرب وفي القدس بفلسطين، على البحث والإنتاج في مواضيع ترتبط بواقع مدينة القدس ومستقبلها.