تأهل مرجعي
لأول مرة خلال مونديال الفوتصال الذي يدور بأوزبكستان، شاهدنا المدرب هشام الدݣيݣ وعلى محياه ابتسامة ارتياح خفيفة خلال التصريحات الصحفية، بعد الإنتصار المثير على إيران في دور ثمن النهاية، وبعد مباراة حبست أنفاسنا جميعا وكان فيها الفوز للعناصر الوطنية بصمود واستماتة وآداء بطولي ناذر.
قبل المباراة عانى الناخب الوطني من ضغط رهيب نتيجة التفكير في الإنتظارات المبالغ فيها من الفريق الوطني من طرف فئة عريضة من الجمهور تعتقد أننا الأقوى عالميا وبإمكاننا أن نهزم أي مدرسة أخرى عريقة في كرة القدم داخل القاعة، ولن يرضيه غير العودة باللقب، وأيضا عانى بسبب إصابة خمسة لاعبين من ركائز المنتخب الوطني، وأيضا من الإنتقادات المجحفة في بداية البطولة، والتي لم تأخذ بعين الإعتبار المعطى الأخير، ومتاعبه في البحث عن حلول تكتيكية بديلة، لذلك فالدݣيݣ كان يبدو في كل خرجاته الإعلامية وتصريحاته في المباريات الثلاث الأولى، قلقا ومتوثرا ومتخوفا من تبعات إصابة أفضل لاعبيه.
لكن مباراة إيران أثبتت أن الرجل من طينة فريدة، وأكد أن الذي بلغه مع المنتخب الوطني للفوتصال لم يكن ضربة حظ، فالطريقة التي تعامل بها مع مباراة نارية أمام خصم قوي، وكيف وظف لاعبيه في شاكلة تكتيكية ذكية، وكيف دبر المخزون البدني للتشكيلة المنقوصة من أبرز العناصر، وكيف كان يلعب على الجانب النفسي من أجل العودة في النتيجة و المقاومة والصمود واللعب الند للند حتى تحقيق النصر، كلها أشياء تدعو إلى الإفتخار بامتلاك المغرب واحدا من الأطر التدريبية الناجحة المعترف لها عالميا بالكفاءة والخبرة.
درس آخر خلفته مباراة إيران أمس، وهو أنه يجب علينا كجمهور وكإعلاميين، أن نستحضر قليلا من المنطق في متابعتنا لمباريات المنتخب الوطني، ونحتاج كثيرا كي نتعلم اختيار توقيت الإنتقاد، إذ لا يعقل أن تتوجه كل تلك الإنتقادات المتسرعة إلى هشام الدݣيݣ (وإن كنت مبدئيا مع الحرية في الإنتقاد والتعبير عن الرأي) ، والفريق الوطني لازال لم يخرج من المنافسة، ولازال يقاوم كل الظروف التي تكالبت عليه، فقط بسبب أداء سيء أو أخطاء فردية للاعبين أو ظروف خارجة عن إرادتهم، حيث كان من “التخربيق” أن نسمع انتقادات تتهم الدݣيݣ بإنهاك اللاعبين بكثرة المباريات الودية التي خاضها استعدادا لهذا المونديال، وأن ذلك كان سببا في الهزيمة أمام البرتغال!!
المنتخب الوطني للفوتصال ومدربه هشام الدݣيݣ أظهرا شخصية الفوز خلال مباراة إيران الرابعة عالميا في تصنيف الفيفا، وتحدوا كل تلك الظروف التي بإمكانها أن تقهر أي مدرسة عريقة في اللعبة، سنواجه البرازيل، الإسم الأسطوري في أي شيء يُلعب بالقدم، خلال دور الربع كما في المونديال السابق، وما أظهرته العناصر الوطنية أمس من ذكاء وحسن تعامل مع المواجهة النارية سيجعلنا نفتح مرة أخرى نافذة للتفاؤل من أجل تحقيق عبور تاريخي إلى النصف.
المطلوب أن نعود للإلتفاف جميعا حول هشام الدݣيݣ وعناصره بالدعم والتشجيع لمواجهة البرازيل بعد يومين في مواجهة نارية أخرى ليس لدينا فيها ما نخسره ، فإن ربحنا وتأهلنا للنصف سيكون يوما تاريخيا أو “معجزة كروية” بالنظر لكل المعيقات والإكراهات والنواقص التي تواجه الفريق الوطني، وإن خسرنا فسنصفق لكل أبطالنا المتواجدين في أوزبكستان، لان الوصول إلى دور الربع بنصف التشكيلة، هو الآخر إنجاز يستحقون عليه الإشادة والتنويه.